المحافظات الغربية تتوجه رمزيا إلى بغداد عبر صلاة موحدة في مدنها الرئيسية

متظاهرو الفلوجة: سقف مطالبنا ارتفع إلى إسقاط الحكومة وتغيير الدستور

متظاهرون في مدينة كركوك شمال العراق يرفعون شعار «أسود كركوك قادمون يا بغداد» خلال مظاهرة أمس بعد صلاة الجمعة (أ.ف.ب)
TT

على الرغم من عدم تمكن المتظاهرين في خمس محافظات غربية وشمالية من العراق الوصول إلى بغداد لتأدية الصلاة في جامع أبي حنيفة النعمان بمدينة الأعظمية (كبرى المدن السنية) شمال بغداد، فإن المدينة تشهد منذ نحو أسبوع حصارا أمنيا شاملا شمل جامع أبي حنيفة نفسه في وقت منعت فيه القوات الأمنية آلاف المصلين من الوصول إليه من أهالي المدينة تحت حجج مختلفة. المظاهرات التي لا تزال مستمرة منذ ما يقرب من شهرين في المحافظات الغربية توحدت أمس تحت أسماء وإن بدت مختلفة إلا أنها حملت جميعها اسم بغداد مثل «قادمون يا بغداد» في الموصل و«صبرا يا بغداد» في كل من الرمادي والفلوجة وسامراء. وفي مدينة الرمادي التي شهدت أضخم مظاهرة أمس الجمعة كشف المتحدث الرسمي باسم المتظاهرين الشيخ سعيد اللافي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المتظاهرين وضعوا استراتيجية جديدة لعملهم المستقبلي تقوم على أساس اتخاذ خطوات تصعيدية لكن في إطار سلمي». وبينما رفض اللافي الإفصاح عن الخطوات التصعيدية التي تنوي اللجان الشعبية للمظاهرات اتخاذها فإنه أكد أن «الأمر المهم الذي أفرزته مظاهرات الجمعة في الرمادي وفي باقي المدن العراقية في المناطق الغربية هو الالتزام الرائع من قبل الناس بأوامر ونصائح مراجعنا الكرام حيث إن هناك سمعا وطاعة لعلمائنا وأولي الأمر منا وهو أمر زادنا فخرا حيث حين قالوا لا تذهبوا فإننا التزمنا وهو ما يؤكد بدء السياق المؤسساتي لعملنا الديني ذي الإطار المرجعي». وأضاف أن «ما لاحظناه أن التزام الناس بالأوامر كان حتى أفضل من التزامنا نحن حيث كنا نحن مندفعين بينا تحلى الناس بالهدوء وهو أمر بالنسبة لنا حيث إننا أوصلنا رسالتنا للجميع». وأوضح اللافي أن «المظاهرات سوف تأخذ مسارا تصعيديا بالطابع السلمي نفسه خلال الفترة المقبلة علما أننا لم نترك ولم نتخل عن فكرة الذهاب إلى بغداد حيث الدعوة لا تزال قائمة لأننا لا نريد إلا الصلاة في بغداد لا أكثر». وانتقد اللافي الحكومة العراقية لعدم قدرتها على تأمين الحماية لهم قائلا إن «الحكومة عندما أرادت أن تغلق بغداد نجحت في إغلاقها ولكننا عندما طالبناها بفتحها لنا لأداء الصلاة فقط مع تأمين الحماية من قبلها لنا قالت لا نستطيع» متسائلا «كيف يمكن أن تكون سياسة الكيل بمكيالين إذن».

لكن الشيخ خالد حمود الجميلي أحد أبرز منظمي المظاهرات في الفلوجة فقد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «المطالب القديمة التي كنا نرفعها منذ أكثر من شهر ونصف مزقناها اليوم (أمس) وسوف نرفع من الآن فصاعدا مطلبين اثنين لا ثالث لهما وهما إسقاط الحكومة الحالية وتغيير الدستور» معتبرا أن «السبب في ذلك يعود إلى أن الحكومة استهانت بنا وبمطالبنا الأمر الذي يجعلنا نرفع سقف المطالب لأن هذه الحكومة لا ترعى سوى الفاسدين ولذلك فإننا نطالب بتطبيق قانون الاجتثاث على الحكومة نفسها» مؤكدا أنهم لا يريدون «لا كهرباء ولا ماء ولا مجاري ولا تبليط بل تغيير الحكومة كلها وليس طائفة أو فرد منها أو فيها».

وفي حي الأعظمية ذي الأكثرية السنية فإن الإجراءات الأمنية المشددة لا تزال قائمة حتى بعد انتهاء صلاة الجمعة أمس. وقال صلاح العسكري أحد وجهاء الأعظمية لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يجري في الأعظمية أمر يفوق حدود إجراءات الأمن لأنه أمر مبالغ فيه جدا إلى الحد الذي بدأ الناس معه يصفون ما يجري وكأنه احتلال للمدينة».

وأضاف العسكري أن «أعداد القوات كبيرة جدا حتى بعد الإعلان عن إلغاء صلاة الجمعة حيث استمرت المضايقات ومنع الوصول إلى جامع أبي حنيفة لأداء الصلاة». وأوضح أنه «مع ذلك فقد تم تأدية الصلاة والخطبة التي تلتها ومن ثم قام المصلون بالتظاهر داخل حرم الجامع لأنهم منعوا من أن يتظاهروا خارجه». وكشف أن «الأجهزة الأمنية كانت قد طلبت من الجوامع الصغيرة أن تفتح أبوابها يوم الجمعة للصلاة لأنه في العادة تكون الصلاة موحدة في جامع أبي حنيفة الأمر الذي اضطر بعض الجوامع التي فتحت أبوابها عنوة إلى كتابة قطعة (نعتذر عن أداء الصلاة لوجود تعمير بالجامع)». على صعيد متصل فقد شكل مؤتمر عشائر العراق الذي انعقد أمس الجمعة في مدينة سامراء، لجنة لدعوة كل علماء وشيوخ عشائر العراق وديواني الوقف السني والشيعي بالإضافة إلى ممثلين عن الأديان الأخرى بشأن إمكانية عقد مؤتمر لجميع شيوخ عشائر وعلماء العراق. وقال عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر ناجح الميزان في تصريح صحافي إنه تم الاتفاق على عقد المؤتمر بالقرب من مرقد الإمامين العسكريين وتشكيل لجنة لتوجيه الدعوات لشيوخ عشائر وعلماء العراق كافة دون استثناء، بالإضافة إلى ديواني الوقف السني والشيعي، وممثلين عن الأديان الأخرى. وأكد الميزان أن الغرض من هذا المؤتمر لتأكيد وحدة العراق، والتعايش السلمي بين مكونات العراق.