تشييع جنازة الطفل «بائع البطاطا».. وهتافات ضد الإخوان

خطيب الجمعة بالتحرير طالب بالقصاص ودعا للعصيان المدني

صورة تداولها نشطاء التواصل الاجتماعي أمس يظهر فيها وجه بائع البطاطا على لافتة بوسط القاهرة
TT

في مشهد أعاد للأذهان فيلم «الحرام»، الذي قامت ببطولته سيدة الشاشة فاتن حمامه وعبد الله غيث، والذي فجر الصراع ضد الظلم والسخرة، على أثر محاولة البطلة الفقيرة البحث عن جذر «بطاطا»، لتدرأ به مرارة الجوع، وتتعرض بسببه للاغتصاب من صاحب الأرض الإقطاعي، أقام مئات المصريين بالأمس عقب صلاة الجمعة جنازة شعبية للطفل عمر صلاح، «بائع البطاطا» الذي تم قتله بمحيط ميدان التحرير في 3 فبراير (شباط) الماضي على يد أحد أفراد قوات الجيش التي تحرس محيط السفارة الأميركية في القاهرة بطريق الخطأ.

ضمت الجنازة المئات من معتصمي ميدان التحرير وعدد من النشطاء السياسيين، كما ضمت عددا من الأطفال من الباعة الجائلين الذين قاموا بتوديع صديقهم وهم يجرون عرباتهم مصدر رزقهم، وراء الجنازة.

وردد المشاركون هتافات تطالب بالكشف عمن يقومون بقتل الأطفال والقصاص من القتلة، منها: «القصاص القصاص.. ضربوا اخواتنا بالرصاص»، كما رددوا هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها مثل: «الشعب يريد إسقاط الإخوان»، و«يسقط يسقط حكم المرشد».

وحمل المشاركون أعلام مصر، كما رفعوا في فضاء ميدان التحرير صورة كبيرة للطفل الراحل عمر صلاح كتبوا عليها «شهيد البطاطا»، بالإضافة إلى صور «شهداء» سقطوا في مواجهات مع الأمن خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن سلطاته في 2011.

كان الطفل عمر صلاح عمران، بائع البطاطا الذي يبلغ من العمر 13 عاما، قد قتل بالخطأ برصاص جندي من أفراد القوات المسلحة التي تحرس محيط السفارة الأميركية في القاهرة، بحسب البيان الذي أعلنه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية أول من أمس على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث جاء في البيان: «تعتذر القوات المسلحة عن قتل أحد أفراد قوة التأمين التابعة للقوات المسلحة بمحيط السفارة الأميركية للطفل عمر صلاح، بائع البطاطا الذي يبلغ من العمر 13 عاما، بطريق الخطأ خلال قيامه بإجراءات التفتيش على السلاح المتبعة، وذلك أثناء أعمال تبديل الخدمات، يوم 3 فبراير الجاري».

وأكد البيان أن القوات المسلحة مصرة على استمرار التحقيقات ومحاسبة المسؤول عنها قانونيا؛ تأكيدا منها على مبدأ الثواب والعقاب، رغم مبادرات أسرة الطفل الفقيد للتنازل عن الحق المدني، يقينا منهم بأن القتل لم يكن متعمدا، كاشفة في الوقت نفسه عن أن قائد قوة التأمين قد تقدم ببلاغ فوري إلى الشرطة المدنية، مؤكدين أن الفقيد كان محل حب وود من قبل جميع أفراد قوة التأمين.

جاء هذا الإعلان بعد أيام من نشر قصة الطفل عمر صلاح وفيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الثورية بمصر، واتهام وزارة الداخلية المصرية بقتله خلال المظاهرات التي شهدتها مصر منذ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكان صلاح دائما ما يتردد على ميدان التحرير، حيث يبيع البطاطا للمتظاهرين من أجل الإنفاق على أسرته الفقيرة، وقد ذكر في فيديو انتشر له على مواقع التواصل الاجتماعي أن والده مات منذ عام وأنه يعمل بائعا للبطاطا في ميدان التحرير من أجل الإنفاق على والدته وإخوته الصغار، إلا أنه اتضح بعد ذلك أن والده لم يمت وأنه اضطر للكذب في هذا الفيديو للفوز بفرصة تعليم كانت قد وعدته بها إحدى الجمعيات الخيرية.

وألقى الشيخ محمد عبد الله الخطيب الذي تواجد بميدان التحرير أثناء تشييع الجنازة أمس، خطبة الجمعة تحت عنوان: «وداعا بائع البطاطا»، موجها اتهامات حادة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها رئيس البلاد، قائلا إنهم يروجون لأفكار بأنهم شعب الله المختار، مشيرا إلى أن الطفل عمر صلاح عاش ميتا ومات حيا، فهو ابن مجتمع الفقراء والرأسمالية، وقد قتله جنود فرعون على سبيل الخطأ.

ودعا عبد الله جنود الأمن والشرفاء بوزارة الداخلية للعصيان المدني وتعطيل العمل للضغط على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لتقديم استقالته بعد أن أصبح غير قادر على السيطرة على الناحية الأمنية في البلاد، حسب قوله، كما دعا عبد الله جميع الشباب العاطل بالتجمع يوم الأحد المقبل بميدان التحرير للخروج بمسيرة إلى مطار القاهرة إلى مقر شركة الملاحة، التي تم تعيين ابن الرئيس مرسي فيها مؤخرا، للمطالبة بالتعيين أسوة بنجل الرئيس.

وكانت حالة من الجدل سادت أوساط المصريين، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي حول مقتل الطفل، الذي اعتبروه مجرد عينة من أطفال مصر الذين لا ينعمون بحياتهم مثل غيرهم من أطفال العالم، وتجاوز عدد مشاهدي الفيديو الذي يروي فيه قصته مائة ألف مشاهد.