الجمهوريون يفعلون إجراء نادرا في الكونغرس لعرقلة هاغل

تمكنوا من إرجاء التصويت 10 أيام أخرى.. وأوباما: من المؤسف اللجوء لمثل هذه المناورات

TT

لجأ الجمهوريون الرافضون لتعيين مرشح الرئيس الأميركي لحقيبة الدفاع، تشاك هاغل، إلى تفعيل إجراء برلماني نادر يسمى «فليبستار»، ويتمثل في إجبار مجلس الشيوخ على الانعقاد بصورة مستمرة وإلقاء خطب من دون إقفال باب النقاش. وتزامنا مع ذلك، نجحت الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، أول من أمس، في عرقلة تعيين هاغل مما أدى إلى إرجاء التصويت لعشرة أيام أخرى ويعتبر نكسة للرئيس باراك أوباما. وخلال التصويت الذي أجري أول من أمس، كان الديمقراطيون بحاجة لصوت واحد فقط لتجاوز الجمهوريين.

وعلق الرئيس أوباما بعيد التصويت في «دردشة» على «غوغل هانغ آوت» نشرت على الإنترنت «من المؤسف أن يتم استخدام مثل هذه المناورة في الوقت الذي أتولى فيه رئاسة بلاد في حالة حرب في أفغانستان وأحتاج فيه إلى وزير للدفاع يقوم بالتنسيق مع حلفائنا لضمان تأمين الاستراتيجية والمهمات الضرورية لجنودنا».

بدوره، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد، إن «الكونغرس ليس مدرسة ثانوية عليا، يتنازع فيها صغار السن ويتعاركون قبل مباراة في كرة القدم، أو قبل مسرحية. نحن هنا نناقش اختيار وزير للدفاع لحماية وطننا». وأضاف: «صار واضحا أن الجمهوريين يخشون الانتخابات القادمة (انتخابات التجديد النصفي في 2014)، ويريدون إرضاء الجناح المتطرف في حزبهم».

ووافق أربعة جمهوريين فقط على تعيين هاغل أول من أمس، مما رفع عدد الإجمالي للمؤيدين إلى 58، بينما كان العدد المطلوب هو 60. ولأن الكونغرس سيبدأ إجازة اليوم حتى يوم 26 من فبراير (شباط) الحالي، يتوقع أن يواصل الجمهوريون إجراء إلقاء خطب من دون نهاية، إلا إذا توصل الجانبان إلى حل للمشكلة.

وكانت لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ قد صوتت لصالح تعيين هاغل يوم الثلاثاء المقبل (14 أيدوا مقابل 11 اعترضوا)، مما نقل التصويت إلى مجلس الشيوخ بكامله. وخلال المداولات، قال السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين: «لم أر خلال كل سنواتي هنا شخصا لا يرد في وضوح على الأسئلة التي وجهناها له في جلسة لجنة الدفاع»، بينما قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إن «وزير الدفاع القادم سيواجه عالما يحترق».

وينتقد الجمهوريون تصريحات سابقة أدلى بها هاغل حول إسرائيل وإيران والحرب في العراق عندما كان سيناتورا. وآنذاك، اتخذ هاغل بشكل سريع موقفا معارضا لسياسة الرئيس السابق جورج بوش واختلف مع حزبه، وخصوصا العضو البارز فيه ماكين. وكان هاغل قدم اعتذارات خلال جلسة استجواب شاقة في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن ذلك لم يكن كافيا لتهدئة الجمهوريين، بل إن أداءه المتلعثم وأجوبته غير الكاملة بدا وكأنها زادت معارضيه تصميما. حتى إن ماكين صرح بأن صديقه السابق ليس أهلا للمنصب. إلا أن تصويت أول من أمس أدى فقط إلى تأجيل تثبيت هاغل في المنصب، إذ سيجري تصويت جديد بعد إرجاء جلسة مجلس الشيوخ لأسبوع أي في 26 فبراير الحالي، لا سيما أن عددا من أعضاء المجلس الجمهوريين وعدوا بتغيير موقفهم والتصويت لصالح هاغل بعد هذه الفترة.

من جهتها، أعلنت مسؤولة في البيت الأبيض قبيل التصويت «على الجميع التزام الهدوء لأنه سيتم تثبيت هاغل، سواء اليوم أو بعد إرجاء جلسة مجلس الشيوخ». ولكن بانتظار مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه سيضطر هاغل إلى التغيب عن اجتماع مهم يعقده حلف شمال الأطلسي في بروكسل ويخصصه لانسحاب قواته من أفغانستان، وسينوب عنه وزير الدفاع المنتهية ولايته ليون بانيتا. وتابعت المسؤولة: «لدينا 66 ألف جندي منتشرين في أفغانستان ونحن نبدأ عملية انتقالية حاسمة مع إعادة 34 ألفا منهم بحلول فبراير. إنهم بحاجة لوزير للدفاع الآن».

من جهته، أعرب المعسكر الديمقراطي عن سخطه وشدد على أن أي تأخير في تثبيت وزير الدفاع في منصبه يمكن أن ينعكس سلبا على أمن البلاد التي تخوض حربا. إلا أن الجمهوريين أشاروا إلى أن بانيتا لا يزال يشغل المنصب حتى إشعار آخر.

وتميز هاغل الذي كان سيناتورا جمهوريا بين 1997 و2009 بمواقفه المستقلة عن حزبه كما أنه كان إلى جانب أوباما عندما كانا لا يزالان في مجلس الشيوخ. كما يلمح الجمهوريون منذ بضعة أيام إلى أن هاغل أدلى بتصريحات معادية لإسرائيل أو أنه حصل على عائدات من منظمات متطرفة منذ مغادرته مجلس الشيوخ. وهم يطالبونه بتقديم وثائق إضافية حول كل عائداته في السنوات الخمس الأخيرة. واعتبر البيت الأبيض أن عرقلة الجمهوريين «غير مقبولة»، وكمبادرة للتهدئة وجه رسالة تضمنت تفاصيل حول الطريقة التي تم فيها تنظيم عمليات الإغاثة ليل الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر (أيلول) والذي قتل فيه أربعة أميركيين بينهم السفير في ليبيا. وحاول الجمهوريون استغلال هذا الملف الحساس والذي لا علاقة له بهاغل لمحاولة إخضاع البيت الأبيض.