أول صور لشافيز في المستشفى متنفساً بأنبوب

السلطات تؤكد ممارسة الرئيس العليل لمهامه .. والمعارضة تشكك

صورة وزعتها الحكومة أمس لشافيز وهو يقرأ صحيفة «غرانما» بحضور ابنتيه روزا فيرجينيا وماريا غابرييلا في مستشفى بهافانا (إ.ب.أ)
TT

نشرت الحكومة الفنزويلية أمس صورا للرئيس هوغو شافيز مبتسما في سريره في المستشفى في كوبا، هي الأولى له منذ مغادرته إلى هذا البلد في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لافتة إلى أنه يتنفس بواسطة أنبوب في القصبة الهوائية.

وقال وزير الإعلام الكوبي إرنستو فيليغاس إنه بعد الالتهاب الرئوي الذي أصيب به إثر العملية الجراحية، فإن شافيز «يتنفس بواسطة أنبوب في القصبة الهوائية يمنعه من التكلم». وبعد هذا التصريح، عرض وزير العلوم وصهر الرئيس خورخي اريزا مجموعة من الصور يبدو فيها شافيز ممددا في سريره بالمستشفى ومبتسما برفقة ابنتيه؛ روزا فيرجينيا وماريا غابرييلا. وفي إحدى هذه الصور الأربع، يبدو الرئيس وهو يقرأ عدد الخميس من صحيفة «غرانما» الحكومية الكوبية. إلا أن الزاوية التي التقطت منها الصورة والعنق العالي لسترة اللباس الرياضي الذي يرتديه الرئيس، يمنعان من التأكد أن شافيز يتنفس بواسطة أنبوب.

ونشرت الحكومة هذه الصور بعد تصريح أدلى به نائب الرئيس نيكولاس مادورو، مساء الأربعاء، وقال فيه بعد عودته من زيارة شافيز في كوبا، إن «قائدنا يخضع لعلاج إضافي معقد وصعب للغاية». ولم يقدم مادورو توضيحات حول تفاصيل العلاج ولا طبيعة السرطان في منطقة الحوض الذي شخص للرئيس في يونيو (حزيران) 2011، واكتفى مادورو الذي كان يتحدث للقناة التلفزيونية العامة بالقول إن شافيز «يتقبل» هذه المرحلة الإضافية من علاجه الطبي «الذي يفترض أن تنتهي به مرحلة العناية»، مؤكدا «أنه يواصل علاجه بعزم».

واتهمت أكبر شخصية في المعارضة انريكي كابريليس حاكم ولاية ميرندا أول من أمس السلطات «بالكذب» حول حالة الرئيس الصحية. وقال كابريليس في مؤتمر صحافي: «من المرجح جدا أنهم كذبوا طيلة الشهرين الأخيرين»، معتبرا أن وضع هوغو شافيز قد يكون «مختلفا تماما عما قاله» أعضاء الحكومة الوحيدون المخولين التحدث حول صحته.

وقد خضع الرئيس شافيز لعملية جراحية رابعة في 11 ديسمبر الماضي في هافانا منذ أن شخصت إصابته بالسرطان، ونظرا لغياب بيان طبي رسمي تقدم السلطات الفنزويلية من حين لآخر معلومات حول صحته. وبعد أن قالت إن العملية كانت معقدة، وإن الرئيس كان يعاني إصابة في الجهاز التنفسي، حاولت الحكومة الطمأنة خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدة أن المريض «يتعافى»، وسيبقى ممسكا بمقاليد السلطة وسيعود «قريبا»، كما قال مادورو.

ولم يدل هوغو شافيز (58 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1999، بأي تصريح رسمي منذ رحيله السريع إلى هافانا. وقد انتخب مجددا في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لولاية رئاسية جديدة من ست سنوات، لكنه لم يتمكن من أداء اليمين أمام الجمعية الوطنية في العاشر من يناير (كانون الثاني)، كما حدده الدستور.

وتؤكد الشخصيات الثلاث الأبرز في الحكم؛ مادورو وكابيلو وإلياس خاوا وزير الخارجية، منذ رحيل شافيز، أن القرارات المهمة؛ مثل خفض قيمة العملة الوطنية الجمعة أكثر من 30 في المائة، يتخذها «القائد» الذي يستشهدون دائما بتوقيعاته على المراسيم.

لكن كابريليس شكك أول من أمس في تلك التصريحات متسائلا: «هل الشخص الذي يستطيع أن يوقع وثائق غير قادر على مخاطبة البلاد؟ إنهم يكذبون وليس صحيحا أن الرئيس يتكلم ويوقع». وألغى وزير الخارجية أول من أمس في آخر لحظة زيارة رسمية كانت مقررة إلى البيرو في اليوم التالي بعد أن استدعاه إلى هافانا الرئيس شافيز، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية بيروفية.