بلغاريا تطرد وفدا من حماس وتنفي رسميته ولقاءه بأي مسؤولين

عملية الترحيل جاءت بعد اعتبار الحركة زيارته بداية لعلاقات مع أوروبا

TT

أجبرت السلطات البلغارية وفدا برلمانيا حركة حماس على مغادرة البلاد، بعد يومين من وصوله في خطوة أغضبت الحركة التي فسرت ذلك على أنه خضوع للضغوط الإسرائيلية والأميركية.

وكان وفد من حماس الذي يضم النواب إسماعيل الأشقر وصلاح البردويل ومشير المصري وصل يوم الأربعاء إلى بلغاريا بدعوة من مؤسسة خاصة يرأسها فلسطيني، وأجرى بعض اللقاءات، واصفا زيارته بالرسمية وبداية لعلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما نفته صوفيا التي ما لبثت أن رحلت الوفد فورا قبل انتهاء موعد زيارته التي كان مقررا أن تختتم بعد غد.

واقتحم الأمن البلغاري مقر إقامة الوفد صباح أمس، وطلب منهم المغادرة، بل أخرجهم إلى سيارات خاصة ونقلهم فورا إلى المطار، ومن هناك إلى إسطنبول.

وعبرت حماس عن الغضب بعد طرد وفدها من بلغاريا، وقالت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة للحركة، «رغم دخول الوفد بطريقة رسمية وإجرائه لقاءات مختلفة، اقتحم الأمن البلغاري مقر إقامة الوفد قبل انتهاء زيارته بـ3 أيام وأجبره على المغادرة فورا». وأضافت كتلة حماس «لقد كانت هناك ضغوط إسرائيلية لتحقيق ذلك».

وأدانت الحكومة المقالة ترحيل وفد حماس. وقال طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة المقالة في تصريح «تعبر الحكومة عن احتجاجها لدى الحكومة البلغارية جراء قيام عناصر أمنها باقتحام مقر إقامة الوفد البرلماني الفلسطيني وترحيلهم». وأضاف النونو «ندين هذا التصرف الذي يعكس حجم الانصياع للضغوطات الصهيونية».

أما أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، فوصف طرد وفد حماس بأنه «يعد حماقة وتصرفا سياسيا غير مسؤول ويشكل رضوخا سافرا للضغوط الصهيونية وإهانة بالغة للشعب الفلسطيني». ودعا بحر الحكومة البلغارية للاعتذار الفوري عن الإساءة المقصودة للنواب.

وكانت زيارة وفد حماس هي الأولى من نوعها لدولة في الاتحاد الأوروبي، الذي يضعها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وربما أثارت حماس حفيظة بلغاريا بتصريحاتها بأن الزيارة رسمية.

وكان مسؤولون في حماس قد قالوا إن الزيارة ستتضمن لقاء مسؤولين بلغاريين وتعتبر بداية نسج علاقات مع الدول الأوروبية. ويبدو أن ذلك أحرج الحكومة البلغارية التي نفت الصفة الرسمية لوفد حماس.

وسبق طرد الوفد، تأكيد الحكومة البلغارية، أن زيارة نواب حركة حماس جاءت بعد «دعوة من منظمة غير حكومية ولا علاقة لها بالحركة الإرهابية».

وقالت وزارة الخارجية البلغارية في بيان «إن وزير الخارجية البلغارية نيكولاي ملادينوف اتصل هاتفيا بنظيره الفلسطيني رياض المالكي وأبلغه أن نواب حماس الثلاثة الذين وصلوا إلى بلغاريا الأربعاء الماضي جاءوا بدعوة من منظمة غير حكومية ولن يستقبلهم أي ممثل عن الحكومة».

وأضاف الوزير بحسب البيان أن «اتصالاتنا مع السلطة الفلسطينية هي اتصالات مباشرة وتمر عبر الحكومة في رام الله وعبر السفارة الفلسطينية في صوفيا».

وأوضح البيان أن مسؤولة في وزارة الخارجية البلغارية التقت السفير الفلسطيني أحمد المذبوح وأبلغته أن صوفيا «لا تقيم أي علاقة مع حماس المدرجة على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية». وأكدت السلطة الفلسطينية تلقيها هذه الاتصالات والتأكيدات.

وكان السفير الفلسطيني التقى الوفد الحمساوي في مقر السفارة قبل طرده.

وهاجم عضو الوفد صلاح البردويل بلغاريا بشدة، معتبرا أن هذه الإجراءات جاءت ردا على الاختراق الكبير الذي تمكن الوفد من تحقيقه في جدار الحصار السياسي والقطيعة الأوروبية على حماس كما قال. واتهم البردويل وزير الخارجية البلغارية بالوقوف وراء عملية طردهم قائلا إنه ذو أصول «إسرائيلية».

وفي إسرائيل قالت مصادر سياسية إن طرد الوفد جاء «بسبب اعتبار حماس حركة إرهابية اعتمادا إلى قرار الاتحاد الأوروبي». وأضافت المحافل السياسية أن «الوفد الحمساوي قام بزيارة خاصة لصوفيا ولم يلتق بأي جهة بلغارية رسمية». ولم توضح المصادر ما إذا كانت هناك اتصالات جرت بين تل أبيب وصوفيا بخصوص وفد حماس أو لا.