خطف متبادل بين الشيعة والسنة في إدلب

«الحر» ينفي علمه بالجهة الخاطفة ويتهم النظام

TT

تطورت حادثة اختطاف 40 شيعيا في ريف إدلب، أول من أمس، بشكل دراماتيكي أمس، حيث «قامت مجموعة من المسلحين الشيعة بعملية خطف مضاد»، بحسب ما أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط».

وأشار عبد الرحمن إلى أن «عشرات المواطنين السنة بينهم أطفال ونساء، اختطفتهم مجموعات شيعية مسلحة، أمس، ردا على اختطاف السنة لمواطني الفوعة وكفريا». وأوضح أن المخطوفين السنة «يتحدرون من قرى سراقب وسرمين ومعرة النعمان ومعرة مصرين»، مؤكدا أن أي جهة «لم تتبنّ بعد عملية اختطاف الشيعة»، مشددا على أن «دوافع الخطف ما زالت مجهولة، ولم يتم التعرف إلى الخاطفين».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أول من أمس عن اختطاف مجموعة مسلحة 40 مدنيا على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال من بلدتي الفوعة وكفريا (في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا) كانوا على متن حافلة متوجهة إلى دمشق.

وكشف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» عن جهود «يقوم بها الأهالي وفعاليات من المنطقة للإفراج عن المخطوفين السنة والشيعة»، من غير أن يستبعد أن يكون القائم بالعملية طرفا ثالثا «لا ينتمي إلى الجيش الحر ولا الجيش النظامي». وقال: «تجار الحروب هم المستفيدون من تلك العمليات، ويحاولون إذكاء الفتن وإشعالها، لأنه في حال سقوط الأسد، هم يعرفون أنه لا دور لهم». وأشار إلى أن «بعض قطاع الطرق الذين كانوا من رجال النظام في سراقب قبل هذه الفترة، باتوا يدعون أنهم ثوار ويمارسون قطع الطرق، ويهمهم إذكاء الفتن».

لكن ضابط العمليات في تجمع «شهداء سوريا» العقيد عارف الحمود شكك برواية الخطيب من أصلها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك طرف ثالث في المنطقة، لا من الإسلاميين ولا من أشخاص لا نعرفهم»، متهما النظام بالقيام بالعملية «إذا كانت صحيحة»، مشيرا إلى أن النظام قد يلجأ إليها «لإذكاء روح الفتنة الطائفية».

ولفت الحمود إلى أن القريتين «باتتا تمثلان النظام»، مشيرا إلى أن رجال منها «يقاتلون إلى جانب القوات النظامية في السيدة زينب في ريف دمشق وفي إدلب»، من غير أن ينفي أن بعض سكانهما «يوالون الثورة، حيث استشهد ضابط منشق من الفوعة يدعى الرائد ماهر فواز وهو يقاتل القوات النظامية».

من جانبه، حذر عبد الرحمن من تصعيد عمليات الخطف في شمال سوريا، مشيرا إلى أن «البعض في صدد الاستفادة من غياب السلطة المركزية». وقال: «لا ننفي أن تلك التطورات تزيد من الشرخ في البلاد، وقد حذرنا من اللعبة الطائفية منذ اليوم الأول للثورة لأنها تخدم ما تبقى من النظام ولا تخدم الثورة بتاتا».

وعززت حادثة الاختطاف هواجس الشيعة في شمال سوريا. وتعتبر «الفوعة» و«كفريا» القريتين الوحيدتين في إدلب اللتين يسكنهما شيعة، وتقول المعارضة إن القريتين «أصبحتا قاعدتين للشبيحة، ومركزا للانطلاق نحو القرى الأخرى».