الخارجية الإسرائيلية تحاول تخفيف حدة الانتقادات لتونس

بعد الضجة التي أثارها النبأ عن قلق إسرائيلي حول وضع اليهود التونسيين

TT

أثار الخبر الذي نشرته «الشرق الأوسط»، أمس، حول دعوة إسرائيل لـ«دول الغرب أن تتدخل لحماية اليهود في تونس وممتلكاتهم»، ضجة كبيرة لدى الأوساط السياسية والإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في تونس. ومحاولة البعض نفي وجود قضية كهذه. عاد الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور بن درور، وأكد مضمون النبأ، لكنه حاول التخفيف من حدة القضية، وقال: «نحن قلقون فعلا ولكننا نتشاور مع الأوساط الصديقة لنا حتى تنقل قلقنا إلى السلطات التونسية».

وأكد الناطق وجود تقرير داخلي في وزارته، لكنه أضاف: «هذا تقرير داخلي يتضمن بالأساس مقتطفات مما نشر في الإعلام حول هذه المظاهر المقلقة.. فالحوادث التي تزعج اليهود التونسيين وتقلقنا، هي حوادث وقعت بشكل علني وتم النشر عنها بصراحة ووضوح، مثل الهتافات خلال مهرجان إسماعيل هنية وغيرها».

وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد عددت بعض هذه الحوادث في عددها يوم 13 فبراير (شباط) الحالي على النحو التالي: «فقط في الشهر الأخير، عشرات القبور شوهت وسرقت في المقابر اليهودية في مدينتي سوس والقف. رئيس الحكومة التونسي أدان المساس بحرمة المقبرة في سوس، التي يعيش فيها بعض العائلات اليهودية، وأشار إلى أن قوات الأمن تعمل على منع هجمات إضافية على القبور اليهودية. وفي دائرة مكافحة اللا سامية يشيرون إلى عدد من الحوادث المقلقة التي وقعت مؤخرا وكانت موجهة ضد اليهود.. فعلى سبيل المثال، اعتقلت الشرطة المحلية مجموعة من الليبيين والتونسيين الذين خططوا لخطف شاب يهودي بهدف الحصول على فدية. وإضافة إلى ذلك، وقعت حوادث إحراق كنيس يهودي وأقيمت مظاهرة أمام الكنيس الرئيسي في العاصمة التونسية، وتم استعمال علم إسرائيل كخرقة في مدخل المراحيض في مطار قرطاج في تونس، وقدم عضو في البرلمان مشروعا لتقليص الحقوق في ملكية الأرض لليهود في جزيرة جربة. إلى جانب هذا، وقعت عدة حوادث تحريض ضد اليهود. في إحداها دعا إمام محلي يدعى أحمد السهيلي، خلال خطبته، إلى عقم أرحام النساء اليهوديات، وتضرع إلى الله أن (يدمر الجموع الحقيرة لليهود)».

وأوضحت الصحيفة أن جدعون بيخار، رئيس دائرة مكافحة اللا سامية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ويافيت عيزر مديرة قسم الأردن والمغرب العربي في الوزارة، هما اللذان توجها إلى الدبلوماسيين الإسرائيليين المعتمدين في مختلف العواصم بالتعليمات أن يتوجهوا إلى نظرائهم الأجانب لكي يعملوا لدى الأوساط الحاكمة في تونس ويطلبوا تأمين سلامة السكان اليهود في تونس وممتلكاتهم وتراثهم. كما طلبوا أن يعملوا لدى وزارات الخارجية في البلدان التي يخدمون فيها لينشروا بيانات إدانة لانتهاك حرمة المقابر وكذلك العمل مع المنظمات اليهودية حتى تتجند في هذه المهمة.