«جمعة كسر الصمت» تسفر عن 200 إصابة في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي

أبو مازن لأمهات أسرى: أعدكم بتحقيق حلم الإفراج عن أبنائكم.. وسأبحث هذا مع أوباما

TT

تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بتحرير كل الأسرى من السجون الإسرائيلية، قائلا لأمهاتهم ومتضامنين معهم التقاهم أمس، إن هذا الحلم سيتحقق كما تحقق حلم الدولة.

وفاجأ أبو مازن معتصمين متضامنين مع الأسرى في خيمة مقامة في البيرة في رام الله، أمس، بزيارتهم في يوم «جمعة كسر الصمت» الذي شهد تضامنا واسعا في الضفة وغزة ومواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة. وقال أبو مازن للمعتصمين: «أعدكم وأقول لكم كما حققنا الدولة قبل شهرين سنحقق الإفراج عن كل أسرانا إن شاء الله». وأضاف: «نحن لا نأتي هنا لنتضامن مع الأسرى، وإنما لنقول إنهم جزء منا، جزء من القضية الوطنية، جزء من قضيتنا الكبرى، هم دائما وأبدا على أجندتنا، هم دائما وأبدا في عيوننا، هم دائما وأبدا في ذاكرتنا، ولذلك نقول لن ننساهم ولن نتركهم يعانون ما يعانون خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي».

واستمع أبو مازن من أمهات الأسرى عن معاناة أبنائهم، وخصوصا المضربين، وقال لهم: «لا نترك بابا إلا ونطرقه، ولا نبحث في قضية سياسية أو غير سياسية إلا ويكون على رأسها موضوع الأسرى، وتعرفون تماما أننا في كل مناسبة عندما نتحدث عن المفاوضات نقول الأسرى ووقف الاستيطان، ما لم يحصل هذا لا يوجد بيننا وبينكم (إسرائيل) مفاوضات، ولذلك هذا هو دأبنا». وأردف: «نتصل بالأمم المتحدة والدول الأوروبية، ونستجير بالدول العربية والإسلامية، ونحضها على أن تتحرك من أجل إطلاق سراح الأسرى، ولكن لدينا وفي جعبتنا أشياء أخرى نبحثها هذه الأيام، ونرجو الله أن يحقق هذا الأمر، وعند ذلك سيفرج عن جميع الأسرى بإذن الله وفي وقت قريب».

وطالب الرئيس الفلسطيني إسرائيل بتنفيذ الاتفاقات السابقة المتعلقة بقضية الأسرى، موضحا: «نحن لا نطلب شيئا جديدا، الاتفاق الأول كان حول الأسرى ما قبل 1993، وهؤلاء معروفون بأسمائهم ومتفق عليهم بيننا وبينهم، وهناك اتفاق مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، على إطلاق سراح ألف أسير على الأقل، وهذا موجود في محاضر الجلسات ونطالب بتطبيق الاتفاقات».

وقال أبو مازن إنه سيطرح قضية الأسرى مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته المرتقبة للمنطقة في مارس (آذار) المقبل، وأضاف: «سيأتينا وفد أميركي برئاسة وزير الخارجية جون كيري، ووفد آخر سيأتي برئاسة رئيس الولايات المتحدة، ثقوا تماما أنه لن يكون على رأس جدول أعمالنا إلا أسرانا البواسل».

وثارت قضية الأسرى بشكل استثنائي هذا الشهر بسبب مواصلة 4 منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام تجاوز في حالة الأسير المقدسي سامر عيساوي 205 أيام، وإضافة إلى عيساوي، يواصل كل من أيمن الشراونه وطارق قعدان وجعفر عز الدين إضرابا دخل شهره الثالث.

واعتصم فلسطينيون ونظموا مسيرات في الضفة الغربية وغزة، أمس، في «جمعة كسر الصمت»، وتحول هذا اليوم إلى يوم للمواجهات بين المتضامنين والجيش الإسرائيلي في رام الله وجنين والخليل وبيت لحم. وتفجرت أعنف المواجهات أمام سجن عوفر، وأصيب نحو 200 من المتظاهرين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، فيما أصيب جنديان بالحجارة، كما تفجرت مواجهات في بيتونيا وقلنديا في رام الله، وعند حاجز الجلمة في جنين، وعند قبر راحيل في بيت لحم، وأمام مخيم العروب شمال الخليل، وفي قرى بلعين والنبي صالح والمعصرة.

وفي غزة، تظاهر آلاف نصرة للأسرى، وصلوا صلاة الجمعة أمام مقر المفوض السامي لحقوق الإنسان بمدينة غزة. وحذرت حماس إسرائيل «من مغبة الاستمرار في ممارسة جرائمها ضد الأسرى، وخصوصا المضربين عن الطعام منهم»، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن سلامتهم وحياتهم.

وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس: «إن جرائم الاحتلال لن تسقط بالتقادم، وسيحاكم شعبنا الفلسطيني كل من أجرم بحقه، وسنعمل جاهدين وبالوسائل كافة على تحرير أسرانا من سجون الاحتلال».

وقال الرشق: «إننا في الوقت الذي ندين فيه بشدة هذه الجرائم ضد الأسرى في ظل الصمت والتباطؤ الدولي، فإننا نشيد بالصمود الأسطوري للأسرى المضربين عن الطعام، وعلى رأسهم الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 7 أشهر».

ودعا عضو المكتب السياسي لحماس مصر، بصفتها راعي صفقة تبادل الأسرى، للضغط على الاحتلال من أجل الالتزام بشروط الصفقة، ووقف أي اعتقالات بحق الأسرى المحررين، داعيا في الوقت ذاته «جماهير شعبنا الفلسطيني إلى التضامن معهم ودعم صمودهم». ووجه الرشق نداء إلى منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والمنظمات الحقوقية والإنسانية وأحرار العالم، للتدخل العاجل للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج الفوري عن الأسرى المضربين عن الطعام.