ليبيا: احتفالات «سلمية» صاخبة بذكرى عامين على اندلاع الثورة ضد القذافي

عرفت هتافات مناوئة لقطر

TT

وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق حدودها مع دول الجوار الجغرافي، احتفلت ليبيا أمس بمرور عامين على اندلاع ثورة الغضب الشعبية ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي في فبراير (شباط) 2011، لكن من دون اندلاع أعمال فوضى أو عنف كانت السلطات الليبية تتخوف منها.

واحتشد مئات الآلاف وسط أهم ميادين العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي، ثاني كبريات المدن، ومهد الثورة، ومعقل الثورة بشرق البلاد، مرددين الهتافات التي تطالب بتفعيل قوات الجيش والشرطة والقضاء على الفساد.

وندد آلاف المتظاهرين الذين خرجوا أمس في مظاهرات حاشدة في وسط بنغازي، بالتدخل القطري في الشؤون الداخلية للبلاد، كما رددوا الهتافات التي تدعو إلى إقالة اللواء يوسف المنقوش، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي.

وانتشرت قوات الشرطة المعززة بالجيش في مختلف أنحاء بنغازي وطرابلس لكن لم ترد أي تقارير حتى مساء أمس عن حدوث أعمال عنف أو اشتباكات بين المتظاهرين والقوات المكلفة تأمين هذه المظاهرات، التي رفعت شعار تصحيح مسار الثورة التي يعتقد الثوار أنها انحرفت عن أهدافها الأصلية.

وفي مدينة سرت، مسقط رأس القذافي وآخر المعاقل المؤيدة له قبل مقتله وسقوط نظامه في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، وصف محمد العريشية، عضو المؤتمر الوطني الوضع لـ«الشرق الأوسط» بأنه كان طبيعيا ورائعا جدا.

وأضاف «أمس خرج الناس إلى ساحة المدينة، وبدأت مجموعة من الشباب تجوب الشوارع احتفالا بالثورة»، لافتا إلى أن الاحتفالات تمت من دون فوضى، فيما تجمع المواطنون في ساحة المدينة للاحتفال.

واكتست الاحتفالات والمظاهرات لإحياء ذكرى اعتقال محام معني بالدفاع عن حقوق الإنسان في بنغازي أشعل فتيل الاضطرابات في البلاد، طابعا شعبيا وغابت الحكومة الانتقالية التي تستعد لتدشين الاحتفالات الرسمية بالثورة التي أطاحت بحكم القذافي الذي دام نحو 24 عاما.

ويدعو الكثير من الليبيين خاصة سكان الشرق مواطني البلاد للخروج إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من عجز الحكومة في طرابلس عن توفير الأمن بنزع سلاح الميليشيات أو التحرك نحو صياغة دستور جديد. ويمثل الأمن مشكلة خاصة في بنغازي لما تشهده من أعمال عنف ضد الأجانب، واغتيال أفراد من الشرطة على يد جماعات إسلامية متشددة بشكل متكرر.

إلى ذلك، نجا أيمن صالح آمر كتيبة التدخل السريع التابعة للواء الأول مشاة بمدينة بنغازي من عملية اغتيال تعرض لها بعد تفجير سيارته أمام منزله في وسط المدينة بواسطة قنبلة محلية الصنع من قبل مجهولين.

وكشف صالح لوكالة الأنباء المحلية أنه تلقى خلال اليومين الماضيين عدة رسائل مجهولة المصدر أمام منزله تضمنت تهديدات واضحة باستهدافه هو وأفراد أسرته كما وصف التفجير بأنه عمل جبان، وأن منفذيه يعملون في الخفاء ولا يملكون الجرأة على المواجهة المباشرة.

وهذه هي أحدث عملية من نوعها تستهدف أحد كبار ضباط الجيش الليبي في بنغازي التي شهدت على مدى الشهور الماضية سلسلة من عملية الاغتيال التي استهدفت شخصيات عسكرية وأمنية بالإضافة إلى تصاعد ظاهرة استخدام السيارات المفخخة.