أنباء عن مقتل 12 عنصرا من حزب الله بكمين في القصير بحمص

الداعية السلفي بكري: لا وجود لجبهة النصرة في لبنان .. وطرابلس عمق ثورة سوريا

مقاتل من الجيش السوري الحر يطلق النار خلال معركة حول مطار حلب أمس (رويترز)
TT

قال ناشطون سوريون أمس إن «الجيش الحر» قتل 12 مقاتلا قال إنهم ينتمون إلى حزب الله اللبناني أثناء وجودهم قرب منطقة القصير غرب حمص، واندلعت اشتباكات بين الطرفين، عندما حاول عناصر من الحزب سحب جثث القتلى. وفي حين لم تتضح تفاصيل الحادثة وكيفية وقوعها، قال الناشطون إن العملية جاءت بعد هجوم شنته فصائل من حزب الله على منطقة القصير، وتصدت لهم «كتيبة الخضراء» بالتعاون مع «جبهة النصرة» وبعض أنصار «كتائب الفاروق»، الذين نصبوا كمينا لعناصر الحزب وقتلوا 12 من مقاتليه.

وأوضح فهد المصري، مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتباكات تدور بشكل شبه يومي بين مقاتلين من حزب الله وعناصر من الجيش الحر في القرى الحدودية مع لبنان»، متهما الحزب باحتلال 6 قرى سورية على الشريط الحدودي، ويسعى عبر مخطط عسكري لاستعادة ريف حمص تمهيدا للسيطرة على المدينة. واتهم المصري الحزب «بقصف قرى ريف حمص التي تسيطر عليها المعارضة من مرتفعات الهرمل اللبنانية». وأوضح المصري أن «لدى الحزب استراتيجية في ريف حمص وتحديدا في القصير تهدف إلى منع سقوط طريقي دمشق - حمص ودمشق - بيروت اللذين يعتبران شريانين حيويين للنظام السوري»، مشددا على «تورط الحزب في دعم نظام الأسد ضد الشعب السوري الثائر».

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد قال في أكثر من مناسبة إن «بعض المنتمين إلى الحزب من اللبنانيين المقيمين في هذه القرى قد اشتروا السلاح واتخذوا قرار الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأملاكهم في مواجهة مجموعات مسلحة بعضها سوري وبعضها من كل حدب وصوب»، مشيرا إلى أنه «ما من علاقة للحزب بقرارهم، لكن لا يمكنني أن أمنعهم إن أرادوا القتال».

ويقوم حزب الله بين فترة وأخرى بتشييع عدد من عناصره يقول إنهم قتلوا «أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي»، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية عن ظروف مقتلهم، ما يدفع بكثيرين إلى الشك بإمكانية مقتلهم في سوريا. لكن نصر الله يرد على المشككين بالقول إن «النظام السوري ليس بحاجة إلينا ولا إلى أحد لكي يقاتل إلى جانبه».

وتزداد الهوة اتساعا بين المعارضة السورية التي تقاتل لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله، أحد أبرز داعمي هذا النظام. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن «جبهة النصرة» الإسلامية، وهي من أقوى الجماعات المسلحة التي تخوض الصراع داخل الأراضي السورية ضد النظام الحاكم، تعتزم إقامة فرع لها على الأراضي اللبنانية لمواجهة نفوذ حزب الله، انطلاقا من مخيم عين الحلوة الفلسطيني جنوب لبنان، نظرا لوجود جماعات إسلامية تتقاطع معها بالأفكار «الجهادية».

لكن الداعية عمر بكري فستق الخبير في الجماعات والحركات السلفية يستبعد أن تؤسس «جبهة النصرة» جناحا لها في مدينة صيدا، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «مدينة طرابلس هي الحاضنة الأكثر أمانا للجبهة فيما لو أرادت تأسيس فرع لها داخل الأراضي اللبنانية لمواجهة حزب الله»، مذكرا بإعلانه في وقت سابق أن مدينة طرابلس هي «ضاحية شمالية» في مواجهة الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. ويلفت فستق إلى أن «المخيمات الفلسطينية، وتحديدا عين الحلوة الذي تدّعي بعض وسائل الإعلام وجود جبهة النصرة فيها، تعاني من الحصار الخانق إضافة إلى أن الأخوة الفلسطينيين يحيدون أنفسهم مع الأسف عن الملف اللبناني ويقومون بالتعاون مع جهات أمنية، عدا عن المسافة الجغرافية التي تفصل مخيم عين الحلوة عن سوريا، بخلاف طرابلس التي تعتبر عمقا حيويا للثورة السورية».

وكشف الداعية الإسلامي أن «أنصار الشريعة الموجودين في مدينة طرابلس يتزايدون بشكل كبير، ما سيسمح بتحويلهم في المستقبل إلى جبهة النصرة»، مشددا في الوقت عينه على أنه «لا وجود في الوقت الراهن لجبهة النصرة في لبنان».