احتفالات رسمية ببنغازي اليوم في الذكرى الثانية للثورة التي أطاحت بالقذافي

مصادر بوزارة الداخلية: معظم المدن الليبية تشهد تعزيزات من الشرطة والجيش

طفل ليبي يرفع بالونات والعلم الوطني عشية الاحتفالات بالذكرى الثانية لثورة 17 فبراير (رويترز)
TT

بمناسبة مرور عامين على اندلاع ثورة الغضب الشعبية التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي بعد حكم دام نحو 42 عاما، تنطلق اليوم (الأحد) من مدينة بنغازي بشرق ليبيا الاحتفالات الرسمية وسط إجراءات أمنية مشددة وأجواء احتفالية غير مسبوقة.

وقالت مصادر بوزارة الداخلية الليبية لـ«الشرق الأوسط»، إن «معظم المدن الليبية وخاصة العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي مهد الثورة ومعقل الثوار، تشهد تعزيزات أمنية، وقوات الشرطة والجيش انتشرت لتأمين الاحتفالات».

ومن المقرر أن يشهد الدكتور محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، والدكتور علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية، وعدد من أعضاء الحكومة والمؤتمر، اليوم، الاحتفالات التي ستشهدها مدينة بنغازي، والتي وقع عليها الاختيار هذا العام لبدء الاحتفال الرسمي، الذي سبقته مظاهر احتفالات شعبية شارك فيها مئات الآلاف من الليبيين الذين احتشدوا في شوارع المدن الرئيسية.

وسيبدأ الاحتفال الرسمي بساحة التحرير أمام مقر محكمة بنغازي الذي شهد في فبراير (شباط) عام 2001 أول مظاهرة ضد القذافي في ذكرى مقتل وإصابة عدد من الليبيين في مظاهرات احتجاج ضد مقر القنصلية الإيطالية في المدينة ردا على رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم.

وأصدرت حكومة زيدان التي تشكلت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بيانا هنأت فيه الشعب الليبي بالذكرى الثانية للثورة، وعبرت عن شكرها وامتنانها لكل الليبيين على دعمهم وتفهمهم وتجاوبهم الفعال مع ما يقتضيه الواجب الوطني من تضافر الجهود من أجل حفظ أمن الوطن والمواطن، وما أبداه الشعب من انضباط وتعاون وتفويته الفرص على من يريد الإضرار بأمن الوطن وسلامته.

وجددت الحكومة في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تعهدها لليبيين باستمرار ومواصلة العمل الدؤوب لبناء ليبيا بالتضافر مع جهود المواطنين.

وقبل الاحتفالات الرسمية بيومين انطلقت في بنغازي مساء أول من أمس الاحتفالات حيث تجمع أهالي المدينة أمام مقر مديرية الأمن الوطني رافعين أعلام الاستقلال مرددين الشعارات والهتافات.

وأصدر المشاركون بيانا جددوا فيه التأكيد على الحقوق والمطالب التي تضمنت عودة المؤسسات التي نقلها النظام السابق من مدينة بنغازي وباقي مناطق ليبيا إلى مقارها السابقة، والقضاء على المركزية الإدارية والتوزيع العادل للمؤسسات الاقتصادية على مختلف المناطق الليبية بما يكفل التنمية في مختلف ربوع ليبيا.

وأعلن البيان إمهال المؤتمر الوطني والحكومة حتى نهاية مارس (آذار) المقبل لإصدار القوانين والقرارات التي تؤكد هذه الحقوق بما يكفل التزامهم بتنفيذها وفقا لجداول زمنية محددة، كما حمل المحتفلون المؤتمر والحكومة مسؤولية أي تصعيد أو احتقان في الشارع الليبي في حال عدم اتخاذهم لإجراءات واضحة تضمن استيفاء الحقوق وتنفيذ المطالب.

وحلقت طائرات من سلاح الجو الليبي على ارتفاع منخفض لتحية الليبيين وللمشاركة في تأمين الاحتفالات وتصويرها أيضا في عدة طلعات استعراضية، بينما أعلنت القوات البحرية رفع درجة الاستعداد القصوى لمدة ستة أيام، وذلك لحماية وتأمين السواحل.

ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن العقيد أيوب عمر قاسم، المتحدث الرسمي لرئاسة أركان القوات البحرية، قوله إنه «تم وضع برنامج مكثف للدوريات والاستطلاع بهدف حماية وتأمين كامل الساحل الليبي، وإلقاء القبض على أي قطع بحرية مشبوهة، ومحاربة الهجرة غير الشرعية والتهريب وغيرها من الأعمال غير المشروعة».

واعتبرت وكالة الأنباء المحلية أن «خروج الليبيين الذي وصفته بالعفوي والتلقائي إلى الشوارع والميادين رافعين أعلام الاستقلال وصور الشهداء، تأكيد على تمسكهم بالحرية والحياة الديمقراطية».

وأكد مواطنون في مدينتي طرابلس وبنغازي أن «الأجواء الاحتفالية الشعبية طغت على أي مخاوف أمنية»، محذرين من احتمال اندلاع أعمال عنف أو شغب من بعض الجماعات المحسوبة على نظام القذافي.

من جهته، قال عبد الله ناكر رئيس مجلس ثوار العاصمة طرابلس رئيس حزب القمة، إن «اليوم يعتبر يوما مجيدا من أيام العزة والكرامة لشعبنا البطل الذي ضحى شبابه بأرواحهم في سبيل تحريره من عهود الظلم والاستبداد».