محمد بن راشد: إذا ارتأت قيادتنا ضرورة تصنيع أنواع من الأسلحة فستفعل

نائب رئيس الإمارات: التنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون يغطي كل المجالات العسكرية

TT

أكدت الإمارات العربية المتحدة، أمس، أن ثلاث أو أربع دول فقط في العالم قادرة على إقامة صناعة دفاعية معتبرة تلبي احتياجاتها، مشيرة إلى أنه حتى هذه الدول لم تكتف ذاتيا ولا تزال تستورد أنواعا أو أجزاء من الأسلحة والمعدات من دول أخرى، مؤكدة أنه «إذا ارتأت القيادة في الإمارات ضرورة وجدوى في تصنيع أنواع معينة من الأسلحة والمعدات فستفعل ذلك»، لافتة إلى أن التنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون قائم وفعال ويغطي كل المجالات العسكرية، وأن «المستقبل مبشر بأعلى درجات التنسيق والتعاون».

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي «نحن في دولة الإمارات نعرف إمكانياتنا واحتياجاتنا، وما هو مناسب لنا وغير مناسب، وأسواق العالم بأسرها مفتوحة أمامنا ومنتجاتها معروضة علينا».

كلام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جاء بالتزامن مع الاستعداد لانطلاق معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس» الذي اعتبره الشيخ محمد من أكبر معارض الدفاع في العالم أهمية مع الازدياد الكبير في الدول والشركات العارضة وحجم المعروضات وأنواعها وعدد الزائرين من عشرات الدول القريبة والبعيدة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

وتوافدت مئات الشركات العالمية المصنعة للسلاح برفقة عشرات المعدات المتطورة لعرضها في هذا المعرض الدولي الذي يقام في أبوظبي، إلى جانب حضور مسؤولين عسكريين كبار للمشاركة في مؤتمر الدفاع الخليجي المصاحب لمعرض «آيدكس».

وأكد الشيخ محمد بن راشد أن «(آيدكس) ليس سوقا للسلاح إنما هو مخزن للمعلومات ومنصة لتحديثها من خلال الاطلاع على أحدث الاختراعات والإضافات والتعديلات في أسلحة البر والجو والبحر ومعدات الرصد والاستطلاع والاتصال وكل المفردات العسكرية اللوجيستية»، مشيرا إلى أن «الدول لا ترسل وفودها إلى المعارض لشراء السلاح وإنما لتوسيع المعرفة والتعلم والاطلاع على الجديد، والجيوش لا تستقر على أنظمة التسليح ونوعية السلاح خلال أيام أو أسابيع، إنما تأخذ الوقت اللازم للدراسة والاختبار والمقارنة بين البدائل ثم تتخذ القرار، أما الصفقات التي تعقد في مثل هذه المعارض فتكون مسبوقة بقرار يستغرق الوصول إليه أحيانا عدة شهور أو عدة سنوات». وأضاف أن «أهمية (آيدكس) تتضاعف لأنه يمكن الدول المعنية من تحديث معلومتها في شأن الموضوعات التي تهمها، ويتيح لها توسيع خياراتها بين البدائل ومعاينتها والتعرف على خصائصها وأحيانا اختبارها». وحول قدرة دولة الإمارات على إقامة صناعات دفاعية تلبي احتياجاتها الدفاعية في المرحلة المقبلة أجاب «نحن في دولة الإمارات نعرف إمكانياتنا واحتياجاتنا وما هو مناسب لنا وغير مناسب، وأسواق العالم بأسرها مفتوحة أمامنا ومنتجاتها معروضة علينا»، موضحا أن «قواتنا المسلحة تستوفي بعض احتياجاتها من الصناعة المحلية ومن صناعات مشتركة مع دول شقيقة وصديقة، ولدينا مصنع في العين ينتج أجزاء من أجسام الطائرات وتستخدم إنتاجه مصانع طائرات كبرى شهيرة، وإذا رأت قيادتنا ضرورة وجدوى في تصنيع أنواع معينة من الأسلحة والمعدات فستفعل ذلك».

وفي ما يتعلق بمستوى التعاون والتنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اعتبر الشيخ محمد بن راشد أن «التعاون والتنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون قائم وفعال ويغطي كل المجالات العسكرية، والمستقبل مبشر بأعلى درجات التنسيق والتعاون.

إلى ذلك، اعتبر الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات تعمل دائما على تحقيق الاستقرار والأمن الإنساني ليس في الإمارات فحسب بل على المستوى العالمي. وأعرب ولي عهد أبوظبي في تصريح بمناسبة معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2013» الذي ينطلق بمركز أبوظبي الوطني للمعارض اليوم (الأحد) عن ثقته في أن «توفر اللقاءات الدولية على أرض الإمارات البيئة المناسبة لتبادل الرؤى والأفكار البناءة حول العديد من القضايا العالمية، وهي دعوة لتحقيق الاستقرار والسلام ومعالجة التحديات التي تواجه الأمن الدولي».

وقال إن المعرض يعد من المعالم المهمة في تطوير الجوانب العلمية والثقافية والاقتصادية، وأحد عناصر سياسة تنويع مصادر الدخل، موضحا أن استمراره طوال عقدين كاملين «يعكس مدى الاستقرار والأمن اللذين تتمتع بهما دولتنا الغالية، ويؤكد المكانة المتقدمة للدولة على الخريطة العالمية للمعارض». وأضاف أنه «بانعقاد الدورة رقم 11 لمعرض (آيدكس) نجده قد رسخ مكانته عالميا وأصبح ملتقى دوليا يحظى بالاهتمام من دول العالم». وأكد أن الإمارات اعتمدت على خطة علمية وعملية في إقامة المعارض النوعية والمؤتمرات الخاصة، وعملت خلال هذه السنوات على التطوير المستمر لقدرات وإمكانيات المعارض، مما مكن الدولة من أن تصبح ملتقى لعقد مؤتمرات دولية تتصدى لموضوعات حيوية واستراتيجية تهم الإنسانية.

ويعد «آيدكس» (معرض ومؤتمر الدفاع الدولي) الذي عقد للمرة الأولى في عام 1993، أكبر معرض متخصص في مجال الدفاع ثلاثي الخدمات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويقام الحدث مرة كل سنتين تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتم تنظيم المعرض من قبل شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) بالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.