قبرص تختار رئيسا جديدا اليوم أملا في انتشالها من الضائقة المالية

11 يخوضون السباق.. والاستطلاعات ترجح تقدم زعيم حزب يميني معارض

رجل يقود دراجته أمام صورة كبيرة للمرشح الرئاسي أنستاسيادس في نيقوسيا أمس (رويترز)
TT

يتوجه القبارصة إلى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب رئيس جديد للبلاد وسط ضائقة اقتصادية حادثة. ودعي 545 ألف شخص للمشاركة في الاقتراع من أصل 862 ألفا، هم عدد سكان جمهورية قبرص (الشطر اليوناني)، لاختيار رئيس خلفا لديميتريس خريستوفياس الذي قرر عدم خوض السباق وبات بذلك أول رئيس يرفض الترشح لفترة ثانية، وعلل ذلك بعدم قدرته على تسوية «مشكلة» الجزيرة المقسمة، وهي القضية التي كانت من أكبر أولوياته.

ويعد نيكوس أنستاسيادس، 66 عاما، زعيم حزب التجمع الديمقراطي (ديزي) اليميني المعارض الأوفر حظا للفوز من بين 11 مرشحا رسميا. ويرى خبراء أن أنستاسيادس، وهو محام في الأصل، قد يفوز حتى من الدورة الأولى خصوصا إذا ارتفعت نسبة الامتناع عن التصويت. وهناك مرشحان آخران لهما حظوظ معتبرة، أولهما ستافروس مالاس، 45 عاما، المدعوم من الحزب الشيوعي «اكيل» حزب الرئيس المنتهية ولايته خريستوفياس، ويورغوس ليليكاس، 52 عاما، وهو مرشح مستقل يدعمه الاشتراكيون (وسط) وهو وزير خارجية ووزير تجارة سابق.

ويعد أنستاسيادس الذي يتقدم على مالاس بـ20 نقطة في استطلاعات الرأي، الشخصية القادرة على التفاهم مع الاتحاد الأوروبي، خصوصا حول موضوع انقسام الجزيرة. لكن الأولوية لهذه الانتخابات هي التوصل إلى اتفاق حول قرض دولي لمساعدة الجزيرة على مواجهة ديونها التي أرغمت الحكومة في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي على الاستعانة بأموال التعويضات العائدة للمؤسسات شبه الرسمية لدفع رواتب الموظفين. وأعلن أنستاسيادس تأييده لمطالب ألمانيا لبلاده بضبط الميزانية، لكنه وصف ما يردده الائتلاف الحاكم في برلين عن أن قبرص مركز لغسل الأموال بأنه متحامل وغير عادل، وطلب أنستاسيادس أيضا تدخلا أكثر فاعلية من الاتحاد الأوروبي في المسألة القبرصية، والجزيرة المقسمة بين تركيا واليونان.

وتخوض قبرص منذ نهاية يونيو (حزيران) لماضي مفاوضات مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي حول خطة إنقاذ، وتقول إنها بحاجة إلى 17 مليار يورو، منها 10 مليارات لدعم مصارفها المنكشفة على أزمة الديون اليونانية. لكن المفاوضات تتعثر. فقد اختارت قبرص حتى الآن خطة تقشف قاسية، لكن الرئيس رفض المطالب التي تدعوه إلى الخصخصة. كذلك لم تقنع قبرص أي جهة بخوضها معركة تبييض الأموال. ويتضاءل قبول الناس بخطة التقشف اعتقادا منهم أن الأزمة الاقتصادية تتفاقم بشكل مخيف على ما يبدو. فالبطالة تضاعفت خلال سنتين وبلغت 14.7%، وتراجع إجمالي الناتج المحلي 3.1% في الفصل الأخير من 2012 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وليس من المتوقع حصول انتعاش قبل 2015. ويأمل مالاس الذي يؤيد تخفيف تدابير التقشف في مواجهة أنستاسيادس في الدورة الثانية. لكن شعبيته قد تراجعت لأنه كان وزيرا إبان الرئاسة الشيوعية.

ويقيم أكثر من 600 قبرصي تركي في الجنوب ويمكنهم ممارسة حقهم بالتصويت وخصص مكتب اقتراع لنحو 300 قبرصي يوناني لا يزالون يقيمون في الشمال. يذكر أن جمهورية قبرص التي تجرى فيها الانتخابات حاليا، منحصرة في الشطر الجنوبي للجزيرة المقسمة منذ 1974 بعدما اجتاحت تركيا قسمها الشمالي (39% من إجمالي مساحة الجزيرة) ردا على انقلاب نفذه قوميون يونانيون.