مقاتلو المعارضة يحاصرون مطارين في حلب ويستهدفون أخرى

المجلس الأعلى لقيادة الثورة: تحييد الطائرات خطوة أولى لمنطقة عازلة في الشمال السوري

TT

واصل مقاتلو «الجيش السوري الحر» في مدينة حلب أمس، معركة السيطرة على المطارات العسكرية التابعة للنظام لتحييدها عن المعركة المحتدمة في شمال البلاد وبهدف منع الطائرات من الانطلاق من مدارجها. وأعلن الحر أنه «يحاصر مطارين ويسيطر على آخر، إضافة إلى إسقاط الكثير من الطائرات النظامية باستخدام المضادات الأرضية و(تحرير) الكثير من الحواجز المنتشرة على الطرق المؤدي إلى هذه المطارات».

ورأى عضو «المجلس الأعلى لقيادة الثورة» ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط»، أن عملية الحصار «تأتي تمهيدا لفرض منطقة عازلة في شمال سوريا». وأوضح النجار أن «قدرة الطيران النظامي تراجعت كثيرا في مدينة حلب، لا سيما بعد حصار مطار النيرب العسكري من قبل الجيش الحر ومنع الطائرات النظامية من الانطلاق منه»، مشيرا إلى أن «طائرات النظام وبعد أن كانت تحلّق يوميا في سماء المدينة باتت الآن تجري طلعة أو طلعتين في الأسبوع».

وأكد النجار أن «استراتيجية الجيش الحر في معركة حلب تقوم على تحييد المطارات النظامية عن المعركة وقطع الإمدادات عنها لمنع النظام من الاستمرار في قصف المناطق المحررة والتحليق في سماء حلب وذلك تمهيدا لإعلان المنطقة العازلة من دون مساعدة خارجية»، لافتا إلى أن المرحلة الأولى لهذه الاستراتيجية «تقوم على حصار المطارات ومنع هبوط وإقلاع طائرات النظام منها وإليها وصولا إلى السيطرة بشكل كامل كما حصل في مطار (الجراح) في ريف حلب».

ويوجد في مدينة حلب أربعة مطارات عسكرية أبرزها مطار «منغ» العسكري والذي يبعد عن حلب 36 كلم شمال غربي حلب وهو مخصص للمروحيات القتالية مي 24 وباستطاعته تقديم الدعم اللوجستي لبعض المقاتلات النفاثة ولا يحتوي على حظائر أسمنتية ويتضمن 35 طائرة مروحية على أعلى درجات الجاهزية.

وفي شرق حلب يقع مطار «كويرس» العسكرية الذي يحتوي على 10 حظائر أسمنتية وأغلب الطائرات من نوع L39 التدريبية وبعض طائرات ميغ 23 وميغ 21 وتحتوي على 150 طائرة L39 تدريبية وطائرات MBB 223 Flamingo وMFI - 17 Mushshak ولديه مدرج إقلاع واحد. أما مطار «الجراح» العسكري الذي تمكنت المعارضة خلال معارك الأسبوع الماضي من السيطرة عليه فيبعد عن حلب 71 كلم ويحتوي 12 حظيرة أسمنتية ومن بينهم 5 حظائر تحت الأرض وأغلب طائراته من نوع L39 التدريبية وطائرات ميغ 23 وطائرات MBB 223 Flamingo ولديه مدرج رئيسي وآخر فرعي يمكن الإقلاع منه شرق حلب ويمتلك 50 منها. إضافة إلى مطار حلب الدولي أو مطار «النيرب» الذي يعمل في مجال الطيران المدني أكثر من الحربي، وبات مع اندلاع الأحداث في البلاد يقدّم خدمة الصيانة والدعم اللوجستي العسكري ويبعد عن مركز المدينة حلب 5 كم شرق حلب. ويحتوي على 8 حظائر طائرات أسمنتية وهو يتضمن طائرات من نوع ميغ 21 وطائرات مروحية مي 24.

وكشف النجار أن «الجيش الحر» يحاصر حاليا مطار منّغ، مشيرا إلى أن «القوات النظامية المتمركزة فيه تعاني من نقص كبير في الإمدادات كما أن جزءا كبيرا من مطار (كويرس) بات تحت سيطرة المعارضة فيما الجزء الآخر شبه محاصر». أما مطار حلب الدولي الذي يستخدمه النظام لدعم عملياته في المنطقة الشمالية «فلم يسلم من حصار المعارضة» بحسب النجار، «لا سيما أن مدارجه تتصل بمدارج مطار النيرب العسكري مما دفعنا كجيش حر للسيطرة على اللواء 80 الموكل إليه مهمة حماية مطار النيرب لتسهيل السيطرة على المطارين».

وفي هذا السياق، أوضح مصدر عسكري في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «حصار المطارات من قبل الجيش الحر ووجود كتائبه في المناطق المحاذية لها سيمنع طائرات النظام من الانطلاق والهبوط في هذه المطارات بسبب وجود مضادات (أرض – جو) تستهدف الطائرات النظامية المضطرة إلى التحليق على علو منخفض في حالتي الهبوط والإقلاع، الأمر الذي يجعل عملية استهدافها سهلة جدا». وأضاف المصدر: «الضرر الكبير الذي سيلحق بالنظام من جراء حصار مطاراته هو عدم قدرة طائرة (اليوشين) التي تنقل المعدلات والذخائر من الهبوط في مدينة حلب لمدّ وحدات الجيش النظامي بالمعونات العسكرية واللوجستية».

وعن إمكانية تحويل المناطق الشمالية إلى منطقة عازلة بعد حصار المطارات وتعطيل حركة طيران النظام من قبل «الجيش الحر»، أشار المصدر إلى «وجود عقبة واحدة أمام تحقيق ذلك تتمثل في الصواريخ التي يتم إطلاقها من قواعد النظام المتمركزة في المدن المجاورة» وقال: «إذا حصل تنسيق مع الكتائب المعارضة في هذه المدن لضرب القواعد النظامية هناك ستصبح الفرصة أكبر لجعل حلب منطقة عازلة يحظر على طيران النظام التحليق في سمائها».