كرزاي: أفغانستان لا تحتاج إلى قوات أجنبية لحمايتها

قال: يجب وقف غارات الأطلسي على المناطق السكنية

TT

ذكر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أمس، أن شعبه لا يحتاج إلى قوات أجنبية لحماية البلاد، وحث القوات التي تقودها الولايات المتحدة على الانسحاب سريعا.

وقال كرزاي في كلمة إلى ضباط شبان من الجيش الأفغاني في كابل: «نحن أصحاب تلك الأرض وليس الأميركيين».

وأضاف: «لحسن الحظ سيغادرون قريبا»، مشيرا إلى انتشار القوات الأجنبية لقتال عناصر «القاعدة» وطالبان، الذي بدأ عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وألقى الرئيس الأفغاني خطابا أمام مئات من المسؤولين والضباط بالجيش الأفغاني في حدث خضع لإجراءات أمنية مشددة في أكاديمية عسكرية جرى إنشاؤها حديثا.

وأكد كرزاي وسط تصفيق حار من الجمهور: «للدفاع عن أرضنا لا نحتاج إلى قوات أجنبية. سيدافع ضباطنا الشبان عن أراضينا». وكانت العلاقات بين كرزاي وواشنطن قد توترت خلال الحملة العسكرية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن حيث يثير سقوط ضحايا مدنيين في الحرب غضب أفغانستان، بينما تشكو الولايات المتحدة من فساد واسع النطاق في ظل حكم كرزاي.

وبدأت القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، البالغ عددها نحو 90 ألف جندي، في الانسحاب من أفغانستان، ومن المقرر أن ينهوا عملياتهم القتالية هناك بحلول نهاية عام 2014.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال في خطابه عن حالة الاتحاد، الأسبوع الماضي، إن عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين عادوا بالفعل إلى بلادهم، وسيتبعهم المزيد قريبا، و«بحلول نهاية العام المقبل ستنتهي حربنا في أفغانستان». وأضاف أن الولايات المتحدة ستحقق هدفها في التغلب على «القاعدة» في الصميم، «التنظيم الذي هاجمنا في 11 سبتمبر بات اليوم ظلا لكيانه السابق».

وتابع أن «طبيعة التزاماتنا ستتغير بعد عام 2014»، مشيرا إلى المحادثات الجارية مع كابل حول تدريب وتجهيز القوات الأفغانية حتى يمكنها مطاردة فلول «القاعدة»، وضمان أن البلاد «لن تنزلق مرة أخرى إلى حالة فوضى».

وقال كرزاي إن قوات الأمن الأفغانية ستمنع من دعوة حلف شمال الأطلسي لشن غارات جوية في مناطق سكنية لدعم عملياتها، وذلك بعد ثلاثة أيام من مقتل 10 مدنيين في غارة من هذا النوع في شرق البلاد.

وأصبحت الغارات الجوية لحلف الأطلسي وسقوط ضحايا مدنيين مصدر توتر شديد في العلاقة بين كرزاي والدول الداعمة له. وتهدد المسألة بمزيد من الارتباك في عملية انسحاب القوات الدولية المحفوفة بالمخاطر، والمقرر أن تستكمل بنهاية 2014.

وعبر كرزاي في كلمة أمام مؤتمر بالأكاديمية العسكرية الوطنية عن غضبه إزاء الغارة، وقال إنه سيصدر، اليوم (الأحد)، مرسوما يمنع قواته من اللجوء لمثل هذا الإجراء.

وقال كرزاي أمام أكثر من ألف من الضباط وأفراد القوات الخاصة والطلاب اليوم: «سأصدر مرسوما يقضي بأنه لا يمكن للقوات الأفغانية طلب غارات جوية أجنبية على منازل أو قرى أفغانية خلال عمليات تحت أي ظرف».

وفي حالة إصدار مثل هذا المرسوم، فستكون هذه المرة الأولى التي يحظر فيها على قوات الأمن الأفغانية الاعتماد على ضربات جوية لحلف الأطلسي وتزيد الضغط عليها مع توليها السيطرة الأمنية بشكل متزايد من القوات الدولية.

ويسابق حلف الأطلسي وشركاؤه الزمن لتدريب قوات الأمن الأفغانية البالغ قوامها 350 ألف فرد على الرغم من الشكوك بشأن قدرة الأفغان على مكافحة التمرد، مع تنامي أعمال العنف.

وأصابت غارة جوية للحلف طلبت خلال عملية للقوات الأفغانية والأميركية تستهدف مقاتلي طالبان في إقليم كونار الشرقي يوم الأربعاء منزلين في قرية شولتان.

وأسفرت الغارة عن مقتل 10 مدنيين بينهم 5 أطفال و4 نساء. وقال مسؤولون أفغان إن 4 مقاتلين من طالبان قتلوا أيضا. والغارات الجوية التي تشنها القوات الأجنبية مهمة للقوات الأفغانية لا سيما في مناطق مثل كونار ونورستان على الحدود مع باكستان وتغطيهما الغابات وتضاريس وعرة، مما يجعل العمليات البرية صعبة. وقال كرزاي إنه أبلغ بأن الغارة نفذت بناء على طلب المخابرات الأفغانية. ومضى قائلا: «إذا كان هذا صحيحا فهو أمر مؤسف ومخزٍ. كيف يطلبون من الأجانب إرسال طائرات لقصف منازلنا؟!».