مظاهرات ضد زيارة النجيفي إلى قطر.. وائتلاف المالكي يخيره بين الاعتذار والاستقالة

التيار الصدري يتهم ائتلاف دولة القانون بافتعال ضجة للتغطية على الفشل الحكومي

TT

انتقلت أزمة زيارة رئيس البرلمان العراقي إلى دولة قطر لتسجيل حوار تلفزيوني مؤخرا إلى الشارع. ففي محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد) تظاهر المئات من المواطنين أمس احتجاجا على تلك الزيارة في وقت شن فيه ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي هجوما عنيفا على النجيفي مطالبا إياه إما بالاعتذار أو الاستقالة بسبب مطالبته باستقالة المالكي.

وبينما يتوقع انطلاق مظاهرات أخرى في مدن وسطى وجنوبية من العراق أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون عزة الشابندر والمعروف بكونه كبير مفاوضي الائتلاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «النجيفي إذا كان قد زار قطر بدعوة رسمية فإن عليه أن يطلع الحكومة العراقية ممثلة في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء على أبعاد هذه الزيارة مثلما يفعل رئيس الوزراء عندما يقوم بزيارات ذات طابع رسمي أما إذا كان النجيفي قد ذهب إلى قطر وهو رئيس مجلس النواب العراقي لكي يقابل أحمد منصور (المذيع في قناة الجزيرة).. فإن هذا الأمر لا يليق لا بالعراق ولا بمجلس النواب».

وردا على سؤال بشأن الضجة حول الزيارة سواء كونها رسمية أو لتسجيل برنامج تلفزيوني في وقت يقوم فيه مسؤولون من التحالف الوطني بزيارات إلى إيران أو حتى بيروت لمجرد تسجيل برنامج تلفزيوني في بعض القنوات هناك، قال الشابندر إن «هذه المقارنة غير جائزة لسبب رئيسي وهو أن من يقوم بمثل هذه الزيارات هم نواب وأعضاء في كتل وليسوا بحجم مسؤولية النجيفي الذي هو رئيس إحدى الرئاسات الثلاث في العراق». وأضاف الشابندر أن «من المؤسف جدا أن مادة اللقاء التلفزيوني مادة طائفية تحريضية تعبوية لا تنم عن أي مسؤولية وطنية تجاه هذا البلد».

وأكد الشابندر أن «موقفنا في دولة القانون أنه على السيد النجيفي إما أن يعتذر عن تصريحاته أو أن يستقيل وإلا فإننا لن نعترف به رئيسا للبرلمان وبودي الإشارة هنا إلى أن النجيفي صادر إرادة البرلمان وهذا أمر غير مقبول وإذا أراد أن يعارض فننصحه أن يعارض من داخل العراق لا أن يذهب إلى قطر».

لكن عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري محمد رضا الخفاجي أكد في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الضجة التي أثيرت بشأن زيارة النجيفي إلى قطر مفتعلة من قبل دولة القانون للتغطية على الفشل الحكومي المتكرر في كل شيء». وقال الخفاجي إن «النجيفي مسؤول كبير وهو رئيس أعلى سلطة تشريعية في العراق ومن حقه القيام بزيارة أي دولة وليس بحاجة أن يستأذن أحدا». وتساءل الخفاجي «لقد سبق للنجيفي أن زار دولا كثيرة ولم تعترض دولة القانون والسبب في ذلك أنها كانت راضية عن النجيفي بينما اليوم وبعد أن بدأ النجيفي يتابع ملفات الفساد وغيرها من القضايا اعترضوا على زيارته لقطر بينما المفروض أن نشجع الزيارات إلى الدول العربية حتى لا يبقى العراق معزولا»، مشيرا إلى أنه «الأولى بالسيد المالكي أن يذهب هو الآخر إلى قطر أو غيرها من الدول».

من جانبها أكدت القائمة العراقية التي ينتمي إليها رئيس البرلمان أسامة النجيفي أن «ما يثار ضد زيارة النجيفي إلى قطر أمر شخصي لنواب بعض الكتل ولا يمثل المواقف الرسمية لتلك الكتل». وقال عضو البرلمان عن العراقية خالد العلواني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أعضاء دولة القانون يريدون إلهاء الشارع عن المطالب الحقيقية حيث وجدوا في هذه الزيارة فرصة لذلك بينما هي لا تستحق كل هذه الضجة أصلا». وأضاف العلواني أن «الأفضل الالتفات إلى مطالب الناس الذين يتظاهرون منذ شهرين دون أن يهتم لهم أحد بينما نجد من يحاول إشغال الساحة ببرنامج تلفزيوني». وحول جمع تواقيع نحو مائة نائب لسحب الثقة من النجيفي، قال العلواني «إنهم يعرفون قبل غيرهم أن هذه مجرد زوبعة في فنجان».