نصر الله متسائلا: هل المطلوب تخريب الوضع اللبناني إذا كنا مختلفين حول سوريا؟

وصف في ذكرى اغتيال 3 من قادة الحزب مواقف الحريري بـ«التحريض».. وتوعد إسرائيل بالرد على أي اعتداء

نصر الله خلال خطابه في ذكرى مقتل 3 من قادة الحزب في الضاحية الجنوبية أمس (أ.ب)
TT

حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله «إسرائيل ومن يقف وراءها من أن المقاومة في لبنان لن تسكت عن أي اعتداء على أي شبر في لبنان». وذكر الإسرائيليين بأن «مطاراتهم وموانئهم ومحطات الكهرباء.. كل هذه تحتاج إلى عدة صواريخ فقط»، مشددا على أن «المقاومة في كامل عدتها وقدراتها وعددها وكل ما نحتاج إليه هو موجود وحاضر ونحافظ عليه».

واعتبر نصر الله، خلال إطلالة عبر شاشة تلفزيونية عملاقة في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، خلال احتفال حزبي بالذكرى السنوية لـ«القادة الشهداء»، وهم عباس موسوي الأمين العام السابق لحزب الله وراغب حرب من قادة المقاومة الأوائل وعماد مغنية القائد العسكري العام الذين اغتالتهم إسرائيل في الشهر نفسه في سنوات مختلفة، أن «الإسرائيلي يعرف أن كل ما نقوله هو جدي، ولذلك هو يستنفر كل قدراته في الاستخبارات ومحاولات الاختراق الأمني، وكذلك طائراته في الاستطلاع والطيران الحربي وغيرها»، لافتا إلى أنه «يجب أن يُحسب للبنان ألف حساب.. و100 ألف حساب ومليون حساب، ولبنان لم يعد (مكسر عصا) ولم يعد بلد نزهة وهذه (ليست عنتريات)».

ورد نصر الله على ما جاء على لسان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بشأن تمويل المحكمة الدولية، متسائلا: «هل بتفهم حزب الله المسؤولية الكبيرة والظروف التي يتعاطى معها الرئيس نجيب ميقاتي، نكون قد قدمنا رشوة، على الرغم من أننا على يقين أن الرئيس ميقاتي وحكومته ليسا في وارد الطعن بظهر المقاومة؟». وتابع: «إذا كان السلاح هدفه الحفاظ على السلطة، فكيف يمكن قبول التناقض الذي يطرحه النائب سعد الحريري الذي يقول إننا نقدم تنازلات سياسية للحفاظ على السلاح»، مضيفا: «هل (منقصة) أن تقدم المقاومة التنازل عن السلطة مقابل الحفاظ على الوطن؟».

وأضاف نصر الله: «أقول للنائب سعد الحريري أنت عرضت علينا في المبادرة القطرية التركية الاحتفاظ بالسلاح مقابل القبول بك للعودة إلى رئاسة الحكومة، ونحن ما قبلنا بك انطلاقا من اعتبارات وطنية»، وأضاف: «إننا لا نقبل مقابل تحييد سلاح المقاومة وإلغاء المحكمة الدولية، تسليم البلد إلى شخص محدد، لأن هذه هي الرشوة». وأكد قائلا: «إننا لا نريد الحفاظ على السلاح بل نريد الحفاظ على المقاومة والسلاح، وعندما لا يصبح هدفه الدفاع عن لبنان ومقاومة إسرائيل لا يعد له قيمة».

ورد الحريري على نصر الله عبر «تويتر» بالقول إنه «لا يحق لحامي المتهمين بقتل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري أن يتكلم عن تاريخه».

وحول العلاقة مع النائب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، تساءل نصر الله: «ماذا يريد رئيس تيار المستقبل؟ هل كلامه يفسر بغير أنه (التحريض)؟ فهل يريد أن يتقاتل حزب الله والنائب جنبلاط في لبنان على خلفية الوضع في سوريا؟». وقال إن «الحريص على البلد وعلى الدولة المدنية لا يتكلم بكلام يحرّض فيه الناس على بعضهم البعض، وإذا كنا مختلفين حول الوضع في سوريا فهل المطلوب تخريب الوضع اللبناني؟!»، مشددا على أنه «لا مانع من أن تتخذ الأطراف السياسية في لبنان مواقف سياسية مما يجري في سوريا، ولكن من غير المقبول الاقتتال على خلفية ذلك». وسأل نصر الله، في سياق رده على الحريري: «هل أصبحت مجاراة الحلفاء ومراعاة مصالحهم ومراعاة هواجسهم عيبا»، معتبرا أن إحدى نقاط الفرق بين حزب الله وقيادة تيار المستقبل هو كيفية المراعاة للحلفاء، وهذا ما ظهر جليا في الفترة الأخيرة من خلال التعاطي مع حلفاء المستقبل المسيحيين، وقانون اللقاء الأرثوذكسي».

وفي سياق متصل، أكد نصر الله «نؤمن بالمناصفة الحقيقية والشراكة الحقيقية، ولذلك نحن سنصوت إلى جانب قانون اللقاء الأرثوذكسي (ينص على أن تنتخب كل طائفة نوابها) لأنه يؤمن بهذه المناصفة وهذه الشراكة الوطنية، ولأنه لا يمكن لحزب أو جهة أو طائفة أن تحكم البلد وحدها».

وفي ما يتعلق باتهام بلغاريا عناصر من حزب الله بتنفيذ اعتداء على أراضيها، فقد تجاهل نصر الله الرد بالنفي أو التأكيد، موضحا أنه «تتم متابعة الاتهام البلغاري بروية وإلى أين ستصل الأمور»، لافتا إلى «ما نود الإشارة إليه للأسف أن بعض القوى العربية واللبنانية اتهمونا وحاكمونا بهذه القضية كما وضعونا على لائحة (الإرهاب) الأوروبية». ورأى أن «الأسوأ من الاتهام هو التهويل بأن إسرائيل سوف تعتدي على لبنان على خلفية هذا الاتهام، ونحن نأسف لأن البعض في لبنان هذه أمانيهم وأحلامهم»، مذكرا بأن «الإسرائيلي عندما يريد الاعتداء على لبنان لا يحتاج إلى تحقيقات أو اتهامات، بل يحتج بأي شيء أن أراد الاعتداء أو يخترع أي شيء».