جولات الإبراهيمي العربية تنكمش وتقتصر على القاهرة ودمشق

صافي: عقدة الأسد جعلت مبادراته غير قابلة للنجاح

TT

منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انحصرت الزيارات العربية للمبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بين القاهرة ودمشق، مرورا ببيروت، من غير أن تمتد لقاءاته إلى دول مجلس التعاون الخليجي المعنية بشكل فاعل بالأزمة السورية.

وعلى الرغم من أن الإبراهيمي يتنقل بين موسكو وواشنطن والعواصم الأوروبية، وصولا إلى إسطنبول، فإن زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية كانت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث بحث مع نائب وزير الخارجية السعودي عبد العزيز بن عبد الله، في الرياض، تطورات ومستجدات الأزمة السورية وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والإقليمية، كما زار الدوحة في نوفمبر الماضي؛ مما يطرح أسئلة عما إذا كان الإبراهيمي ومبادراته لا تحظى بإجماع عربي بعد وصول مهمته إلى طريق مسدود.

ويوضح عضو المجلس والائتلاف الوطني لؤي صافي أن غياب الحماسة العربية لاستقبال الإبراهيمي «ينطلق من كونه لا يحمل مبادرة جدية لحل سياسي في سوريا»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أنه «لو كان يحمل في جعبته مبادرة تحرك الوضع السياسي الراكد حاليا، لكان جال بها على الدول العربية المعنية بالأزمة»، لافتا إلى أنه «لم يقدم أي مبادرة حقيقية إلا ما طرحه سابقا، ورفضه النظام السوري».

ويشير صافي إلى أن مبادرات الإبراهيمي «لا تراعي المطلب السوري الأساسي وهو التوصل إلى حل بعد رحيل الأسد، وهي لا تتوافق مع الرؤية العربية للحل السياسي في سوريا»، لافتا إلى أنه «جال في مبادرته السابقة على عواصم عربية وغربية بالإضافة إلى موسكو وواشنطن، كما حمل المبادرة إلى تركيا وإيران، رغم أن المبادرة التي تتضمن إنشاء حكومة وطنية في ظل وجود الأسد في السلطة، لا تحقق مطالب المعارضة السياسية ولا تتوافق مع تطلعات الشعب السوري».

ويشير صافي إلى أن هذه المبادرة، في الأساس، «لم تحظَ بحماسة المعارضة ولا الدول العربية الداعمة لها، لأنها بقيت تحت سقف مؤتمر جنيف الذي يختلف الروس والأميركيون ومعهم الأوروبيون على تفسيره»، مؤكدا أن «هذه المبادرة لم تنضج معالمها، ولم تحرك الواقع السياسي الراكد في سوريا، ثم إنه لم يقدم أي شيء بعدها يراعي الحد الأدنى من تطلعات السوريين وتضحياتهم».

وتختلف المعارضة والنظام، ومن خلفهما الدول الداعمة لكل منهما، في النظر إلى الإبراهيمي ومهامه، رغم أن مبادراته وتصريحاته لم تلق تأييدا من الطرفين على حد سواء، مما يشير، بحسب مصادر المعارضة، إلى أن «الواقع السياسي معقد، ولم تنضج بعد أي رؤية لحل سياسي في سوريا رغم تعدد المبادرات».

ويوضح صافي أن المعارضة تنظر إلى المبعوث الدول والعربي المشترك إلى سوريا على أنه «غير متفهم تماما للواقع السوري»، ويشرح: «يتجاهل الإبراهيمي أن سبب الأزمة السورية هو (الرئيس السوري) بشار الأسد، كونه يصر على الحل الأمني والعسكري في البلاد، فيما يناور بأنه يؤيد الحل السياسي، ويتظاهر بأنه من دعاة الحوار، بينما لا يقوم، عمليا، إلا بالقتل». ويضيف: «لم يستطع الإبراهيمي أن يتجاوز عقدة الأسد، وربما يتجاهلها، وهذا ما جعل مبادراته غير قابلة للتحقق»، مشيرا إلى أنه «لو حمل مبادرة جدية قادرة على إنهاء الأزمة، لكان شرحها للدول المعنية بالأزمة من خلال زيارات عديدة».

لكن هل تكمن المشكلة في الإبراهيمي حصرا؟ يجيب صافي: «المشكلة ليست فيه، بل في غياب موقف دولي موحد حول الحل للأزمة السورية»، ويضيف: «الروس يتحركون بحماس لطرح مبادرات والتفاعل معها، بينما يتحرك الأميركيون ببطء تجاه تبلور صورة حل سياسي للأزمة السورية».