حزب الله يعلن مقتل 3 لبنانيين في معارك بسوريا

«الوطني السوري» يتهم الحزب بالتدخل ويحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية

TT

أعلن أمس، عن مقتل ثلاثة لبنانيين بينهم على الأقل أحد عناصر «حزب الله» اللبناني و5 من مقاتلي المعارضة السورية في اشتباكات جرت في لبدة القصير السورية الحدودية التي يقول الحزب إن لبنانيين يقطنون في أجزاء منها ويتعرضون لهجمات من المعارضين، بينما اعتبر المجلس الوطني السوري في بيان، التدخل العسكري لحزب الله في سوريا «تهديدا خطيرا للعلاقات السورية اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في حزب الله تأكيده أن «ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية قتلوا وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا»، مشيرا إلى أنهم كانوا «في مواجهة للدفاع عن النفس»، موضحا أن اثنين قتلا في المعركة، وتوفي ثالث في وقت لاحق «متأثرا بجروحه»، موضحا أن هؤلاء «مقيمون في الأراضي السورية»، ودفن أحدهم أمس في سوريا. بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن سكان لبنانيين على الجانب اللبناني من الحدود ومصادر من المعارضة السورية أمس أن واحدا على الأقل من مقاتلي حزب الله وخمسة من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا في اشتباك في منطقة سوريا على الحدود مع لبنان. وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية إن القتال اندلع أمس (السبت) بعد أن حاول مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية الذين يسيطرون على ثماني قرى سورية على الحدود أن يوسعوا نطاق سيطرتهم بانتزاع السيطرة على ثلاث قرى مجاورة من أيدي الجيش السوري الحر.

من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وقوع هجوم أمس (السبت) على «قرى سورية شيعية حدودية مع لبنان يقيم فيها لبنانيون»، مشيرا إلى اشتباكات بين هؤلاء اللبنانيين الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضة السورية أسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين على الأقل، بينما لم يعرف عدد القتلى بين المسلحين الداعمين للنظام.

بدورها، أوضحت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن القتال اندلع بعد ظهر السبت في المنطقة؛ حيث تعرضت قرى سوريا لقصف من الجانب اللبناني، وتحديدا من قرية القصر جنوب غربي سهل القصير على الجانب اللبناني. وقالت المصادر إن القتال اشتد ليل السبت – الأحد داخل الأراضي السورية، وبدأ القصف المضاد مستهدفا الطرف اللبناني من الحدود فجر أمس. وأشارت المصادر الحدودية إلى أن المواجهات استخدمت فيها أسلحة رشاشة متوسطة، وقذائف من عيار ثقيل وصواريخ، لافتة إلى أن القصف من الجانب اللبناني انكفأ بعد منتصف الليل، واقتصرت المعركة على اشتباكات متفرقة، بينما دوى صوت قذائف عند الفجر. وأضافت أن صوت سيارات الإسعاف «سمع في المنطقة منذ مساء أمس؛ حيث عبرت سيارات الإسعاف إلى مستشفيات الهرمل داخل الحدود اللبنانية».

وذكرت قناة «المنار» التابعة لحزب الله أمس، أن صاروخين من عيار 107 استهدفا قرية القصر الحدودية فجر أمس، سقط أحدهما على سور المسجد في القرية، من غير تقديم المزيد من التفاصيل.

وتتهم هذه القرية التي يسيطر حزب الله على جرودها، أنها قاعدة انطلاق لصواريخ حزب الله باتجاه منطقة القصير في ريف حمص على الحدود اللبنانية السورية. وقالت المصادر الميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المنطقة «استخدمها حزب الله منذ مطلع الصيف الماضي لضرب قواعد المعارضة السورية داخل الحدود»، مشيرة إلى أن القصف الذي ينطلق منها «يتنوع بين قصف مدفعي وصاروخي»، لافتا إلى أن حزب الله يعزز وجوده فيها، كما في القرى الشيعية داخل الحدود، «بعدما أجبرت ضربات المعارضين القوات النظامية السورية على التراجع من القرى السورية إلى الثكنات العسكرية».

وكانت أنباء سابقة أفادت بمقتل 12 من عناصر من حزب الله بكمين في حمص بقرية القصير المحاذية للحدود اللبنانية. إلى ذلك، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض حزب الله بـ«التدخل عسكريا» و«شن هجوم مسلح» في منطقة القصير في محافظة حمص الحدودية مع لبنان لمساندة قوات النظام السوري.