لاريجاني: الدعم الإيراني للبنان لن يتوقف رغم اغتيال الجنرال شاطري

طهران تتجاهل المطالب الدولية وتؤكد رفضها إغلاق «فوردو» > أحمدي نجاد يصف زيارته لمصر بـ«التاريخية»

TT

أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن بلاده لن تتوقف من دعمها للبنان، رغم اغتيال القائد البارز في الحرس الثوري «الجنرال حسن شاطري»، المعروف أيضا باسم «حسام خوش نويس».

وقال لاريجاني في تصريحات نقلتها وكالات أنباء إيرانية، أمس، إن «أعداء إيران ينبغي أن يعلموا بأننا لن نسحب دعمنا للأمة اللبنانية بسبب اغتيال اللواء حسن شاطري»، وشدد على أن طهران ستستمر في دعم لبنان بحزم أكثر، وأضاف: «شاطري قدم خدمات وبذل جهودا جبارة من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة في جنوب لبنان بسبب الحرب التي شنها النظام الصهيوني» عام 2006.

وقتل شاطري ليل الأربعاء - الخميس على يد «مجموعة مسلحة» في سوريا، في طريق عودته إلى بيروت من دمشق، حسب السفارة الإيرانية في بيروت، ونعته بصفته رئيس «الهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار في لبنان».

من جهة ثانية، أكد نائب كبير في البرلمان الإيراني أمس أن طهران لن تغلق أبدا منشأتها لتخصيب اليورانيوم في فوردو، في تجاهل لمطلب من القوى الكبرى التي تخشى أن تكون طهران تعمل على اكتساب مقدرة عسكرية نووية. وبدأت إيران، التي تؤكد على أن برنامجها النووي سلمي تماما، في بناء المنشأة في باطن جبل سرا، في ما يحتمل، عام 2006 لحمايتها من الضربات الجوية. ونقل صحافيون الأسبوع الماضي أنباء عن أن القوى الكبرى تعد لعرض تخفيف العقوبات التي تمنع التجارة في الذهب وغيره من المعادن النفيسة مع إيران، مقابل البدء في خطوات لغلق منشأة «فوردو».

وذكرت وكالة أنباء الطلبة عن علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أنه أشار إلى العرض الذي تناقلته الأنباء أمس، واستبعد أي فكرة لإغلاق المنشأة النووية. ونقلت الوكالة عن بروجردي قوله: «(فوردو) لن تغلق أبدا لأن.. واجبنا الوطني هو أن نكون قادرين على الدفاع عن مراكزنا النووية والحيوية ضد أي تهديد من العدو»، وأضاف: «هذا المقترح (إغلاق فوردو) يهدف إلى مساعدة النظام الصهيوني».

وهددت إسرائيل بمهاجمة إيران إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات في كبح برنامجها النووي، مما أثار المخاوف من احتمال نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها بقلق خاص بشأن منشأة «فوردو» لأن إيران تخصب اليورانيوم هناك إلى مستوى نقاء 20 في المائة الذي تقول إيران إنها تحتاجه لإنتاج وقود لمفاعل طبي. وهذه النسبة من النقاء لليورانيوم المخصب لا تبتعد كثيرا من الناحية الفنية عن مستوى التخصيب اللازم لصنع سلاح نووي.

ولا يملك البرلمان الإيراني سلطة كبيرة على السياسة الخارجية في إيران التي يحددها القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

إلى ذلك، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، زيارته الأخيرة إلى مصر بـ«التاريخية»، قائلا إن مصر «دولة صانعة للتاريخ ومؤثرة في تاريخ الحضارة البشرية وكانت رائدة على الدوام في التطورات الإقليمية والعربية، لأن شعبها كالشعب الإيراني بلغ مرحلة الرشد من الناحية الإنسانية».

وقال أحمدي نجاد خلال اجتماع محافظي البلاد أمس إنه «على مدى نحو 70 عاما مضت لم يسمح المستكبرون بأن يقف هذان الشعبان كلاهما إلى جانب بعض، في حين أن الشعب المصري كان إلى ما قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ثوريا وداعيا للنضال ضد الكيان الصهيوني، وكانت إيران قائدة لخط المساومة. وقد أدى انتصار الثورة الإسلامية إلى تبديل دور البلدين، وكان من مؤامرات الأعداء الحيلولة دون تجمع طاقات الشعبين الإيراني والمصري»، بحسب ما نقلته وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء. وأضاف أنه لو وقفت إيران ومصر كلتاهما إلى جانب الأخرى، «فإن جميع معادلات الشعوب ستتغير»، وتابع أن «إرادة الغربيين اليوم مبنية على صياغة شرق أوسط جديد يمهدون من خلاله الظروف لمواصلة هيمنتهم على المنطقة، ووقوف إيران ومصر جنبا إلى جنب سيحبط هذا المخطط، لذا، فإنهم يعبئون كل طاقاتهم لمنع تطوير العلاقات بين البلدين».

وكان الرئيس أحمدي نجاد قد زار مصر في وقت سابق الشهر الحالي لحضور قمة مؤتمر التعاون الإسلامي يومي 6 و7 فبراير (شباط) الحالي، واجتمع مع الرئيس المصري محمد مرسي. وكانت زيارة الرئيس الإيراني الأولى لمصر منذ قطع العلاقات بين بلاده ومصر عقب معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية.

إلى ذلك، ذكر تقرير حقوقي إيراني أن 22 في المائة من أطفال إيران لا يذهبون إلى المدرسة. ونقلت وكالة «إسنا» عن الناشط في مجال حقوق الطفل فرشيد يزداني، قوله: «وفقا للقوانين الدولية، فإن أي شخص دون سن 18، هو طفل»، وأضاف: «الأطفال في سن المدرسة في إيران يبلغ عددهم 14.7 مليون، منهم 11.6 مليون مسجلون رسميا.. ووفقا للإحصاءات، فإن 1.5 مليون طفل من الـ3.1 مليون طفل غير المسجلين، لا يذهبون إلى المدرسة».