«الناتو» يؤيد قرار كرزاي بشأن حظر طلب دعم جوي

سقوط ضحايا من المدنيين مثار توتر في العلاقات بين كابل وواشنطن

TT

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن تأييده لقرار الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بشأن منع قوات الأمن الأفغانية من طلب دعم جوي أجنبي في المناطق السكنية بأفغانستان. وقال قائد قوات «الناتو» في أفغانستان الجنرال جوزيف دانفورد، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، إن «حلف شمال الأطلسي يحترم السيادة الأفغانية، كما أنه يمتلك العديد من الطرق الأخرى لدعم القوات الأفغانية». وأضاف الجنرال دانفورد قائلا: «إن أفغانستان دولة ذات سيادة ورئيسها يمارس هذه السيادة»، مؤكدا أن «الناتو» على استعداد لتقديم الدعم بما يتفق مع قرار الرئيس الأفغاني.

وقال الجنرال دانفورد القائد الجديد لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أمس إن الحلف سيعمل مع قيادة البلاد الدفاعية لتنفيذ حظر سيفرضه الرئيس حميد كرزاي على طلب القوات الأفغانية من الحلف شن غارات جوية في مناطق سكنية. وأعلن كرزاي أول من أمس أنه سيصدر مرسوما يمنع قوات الأمن الأفغانية من أن تطلب من حلف شمال الأطلسي شن غارات جوية على منازل أو قرى أفغانية، في أعقاب مقتل عشرة مدنيين في إقليم كونار الشرقي يوم الأربعاء الماضي. وقال كرزاي أمس إن وكالة المخابرات الأفغانية كانت تطلب الغارات الجوية من الحلف. وفي أول اجتماع له مع الصحافيين منذ توليه قيادة قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي قبل أسبوع قال الجنرال دانفورد إنه سيضع تفاصيل كيفية تنفيذ مرسوم كرزاي. وتابع في مقر «إيساف» الواقع تحت حراسة مشددة على بعد مئات الأمتار من قصر كرزاي: «تسلمنا الخطوط العريضة من الرئيس وسنضع التفاصيل خلال الأيام المقبلة». ومن المتوقع أن يصدر مرسوم كرزاي وهو يوازي «توجيها تكتيكيا» أصدرته «إيساف» في يونيو (حزيران) من العام الماضي حظر على القوات الدولية اللجوء للغارات الجوية ضد المسلحين «داخل المناطق المدنية». وصدر هذا التوجيه بعد أيام من مقتل 18 مدنيا خلال غارة جوية لحلف الأطلسي في إقليم لوجار شرق أفغانستان.

وقال دانفورد إنه من المزمع عقد اجتماع بينه وبين وزير الدفاع الأفغاني بسم الله خان محمدي وقائد هيئة الأركان العامة شير محمد كريمي في وقت لاحق لمناقشة «العناصر الفنية» للحظر. وأصبحت الغارات الجوية التي يشنها حلف الأطلسي وتؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين مثار توتر في العلاقات بين كرزاي ومسانديه الأجانب في الوقت الذي تدخل فيه الولايات المتحدة وأفغانستان مفاوضات بشأن حجم الوجود الأميركي بمجرد انسحاب أغلب القوات الدولية من البلاد بنهاية العام المقبل. وسيزيد الحد من الغارات الجوية من الضغط على قوات الأمن الأفغانية وقوامها 352 ألف فرد في الوقت الذي تتسلم فيه السيطرة الأمنية من القوات الدولية. والقوة الجوية الأجنبية مهمة بالنسبة للقوات الأفغانية في المناطق الواقعة قرب الحدود مع باكستان مثل كونار ونورستان التي تغطيها الغابات والتضاريس الوعرة مما يجعل العمليات البرية صعبة.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، أن دبلوماسيين وزعماء سياسيين في ثماني دول يمارسون ضغوطا لإعادة الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام في المنطقة قبل مغادرة قوات «الناتو». وأضافت الصحيفة في تقرير أوردته أمس، أنه على الرغم من ذلك تتضاءل الآمال حيال هذه العملية برمتها نظرا لقيام اللاعبين الرئيسيين بعرقلة هذه المساعي نتيجة اختلاف وجهات النظر حول عملية إحلال السلام. وأوضحت أن هذه المساعي الجديدة لإحياء عملية السلام بدأت في وقت سابق من هذا الشهر في بريطانيا وبالتحديد في مقر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي انضم إلى دعوة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي والرئيس الباكستاني حول إجراء محادثات سلام بشكل سريع. وتابعت الصحيفة أن «كرزاي التقى أيضا منذ عدة أسابيع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن حيث تعهد علنا بإرسال ممثليه لمقابلة وفد حركة طالبان في الدوحة بقطر لبدء عملية السلام».

ورأت أن المساعي لدفع محادثات السلام لا تزال محدودة رغم تنامي الوعي بأن الأمن الإقليمي يحتاج لنوع ما من التسوية السياسية مع حركة طالبان، وذلك عقب حرب استنزفت عشرات الآلاف من الأفغان والجنود الغربيين.

وتابعت الصحيفة قائلة: «إن المقابلات مع ما يزيد على 20 مسؤولا مشاركا في هذه المساعي تؤكد أن العملية ستسير بشكل سريع وسلس، إلا أنه يبدو أن هناك فرصة محدودة في تحقيق الهدف، ألا وهو دفع الحكومة الأفغانية وقيادة طالبان إلى مائدة المفاوضات قبل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في العام المقبل». وأضافت أن «هذا ليس كل شيء، فهناك اختلاف صارخ في الآراء بين الأطراف الرئيسية وهي باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة وطالبان حول كيفية إحلال سلام بعد عام 2014».

وفي غضون ذلك، قتل ثلاثة مسلحين من طالبان واعتقل 6 في عمليات مشتركة نفذتها قوات المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) والقوات الأفغانية أول من أمس بولايات مختلفة من البلاد. ونقلت وكالة أنباء «طلوع» الأفغانية عن «إيساف» قولها، إنها نفذت مع القوات الأفغانية ثلاث عمليات عسكرية مشتركة في ولايات باجلان وهلمند ولوغار، وقتلت ثلاثة مسلحين من حركة طالبان بينهم قيادي واعتقلت ستة آخرين، وصادرت خلال العمليات ذخائر حربية وأسلحة متنوعة.