حاخام يهود اليمن: سنشارك في الحوار الوطني بـ5 مقاعد

جدل حول نسبتهم ومطالبات بإعطائهم حق المشاركة السياسية

TT

أعلنت الطائفة اليهودية في اليمن أنها سلمت أسماء ممثليها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ينعقد في 18 مارس (آذار) المقبل، بعد تأجيل لأكثر من مرة.

وقال الحاخام يحيى يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خمسة أسماء إلى لجنة الحوار لتمثيلنا، في مؤتمر الحوار، وقد وافقنا على المشاركة، بعد دعوتنا من قبل اللجنة الفنية، وطلبنا منهم خمسة مقاعد، من حصة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونشكره كثيرا على اهتمامه بنا». وانضم اليهود لمؤتمر الحوار الوطني بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي سلم بموجبها الرئيس السابق علي عبد الله صالح السلطة، التي أكدت على الاهتمام بالأقليات في البلاد، وتعزيز حماية الفئات الضعيفة وحقوقها. ويضيف يوسف: «اخترنا ممثلينا بعد نقاشات ومشاورات داخل الطائفة، ووضعنا معايير لهم، أبرزها، توفر المعرفة والثقافة، والقدرة على طرح قضايانا»، نافيا انتماءهم إلى أي طرف سياسي، ويقول: «نحن يمنيون، ولا ننتمي إلى أي حزب، ولدينا حقوق كفلها لنا الدستور كيمنيين».

وقد أثار إعلان مشاركة اليهود في الحوار الوطني استغراب علماء دين، قبل عدة أيام، حيث أبدى رئيس هيئة علماء اليمن، رجل الدين البارز عبد المجيد الزنداني، امتعاضه من تخصيص مقاعد لليهود، رغم أنهم لا يتجاوز عددهم 300 شخص، في حين تم إقصاء العلماء كما قال.

ويؤكد الحاخام يوسف في حديثه لموقع «الشرق الأوسط» أهمية «تكاتف أبناء البلد من أجل مصلحة بلادهم، ووضعها فوق المصالح الشخصية فالأهم أن يكون اليمن أولا». وفيما يرفض الحاخام يحيي (34 عاما) وهو من اليهود الذين رفضوا رحلات «بساط الريح» التي هجرت يهود اليمن إلى إسرائيل، الحديث عن مشاركتهم السياسية في مؤتمر الحوار الوطني، فإن عام 2011. شهد استغلال الحكومة السابقة لهم حيث أعلن يهود المدينة السياحية بسعوان، تأييدهم للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو ما يلقى بظلاله على مخاوف اليهود حاليا من استغلالهم من قبل الأطراف السياسية. واختتم الحاخام يوسف حديثه بالدعوة «لكافة أبناء الشعب اليمني لبناء وطنهم واستقراره، وأن يكونوا يدا واحدة، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)».

إلى ذلك، يعتبر رئيس مركز قياس الرأي العام والبحوث حافظ البكاري، قضية اليهود في اليمن موضوعا رمزيا بسبب قلة عددهم، ويستدرك البكاري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «من حق اليهود المشاركة في المؤتمر الحوار الوطني، لكن من المستحيل أن يعطوا أكثر من مقعد واحد إن تم إشراكهم، لأن عددهم بالعشرات فقط، وطبعا ستكون من حصة الرئيس هادي». ويشير البكاري إلى أن اليهود لا يشكلون نسبة سكانية تذكر، وبالتالي سيعطونهم مقعدا واحدا، فهناك فئات أكثر منهم سكانيا. ويرى أنه من الممكن أن «يسعى الرئيس هادي إلى أن يستفيد من مشاركة اليهود في الحوار الوطني، عند الغرب، نوعا ما، لكن الغرب لن يطرح هذه القضية أو ينظر إليها باهتمام». والسبب بحسب البكاري أن «الغرب ربما يتدخل أو يضغط إذا تعرض اليهود لانتهاكات أو اعتداءات». ويؤكد فؤاد العلوي رئيس منظمة «سواء» لمناهضة التمييز، حق اليهود بالمشاركة في بناء وطنهم، ويقول لـ««الشرق الأوسط»: «اليهود أقلية، لكنهم قبل ذلك مواطنون ينتمون لهذا البلد ويجب أن يحظوا بكامل حقوقهم». ويتابع: «اليهود للأسف الشديد يعانون من قيود كثيرة أهمها المشاركة السياسية، فلا يحق لهم الترشح ولا تكوين حزب سياسي، بمعنى أنهم ناقصو مواطنه، رغم أن الدستور كفل لهم المساواة». ويتأسف رئيس منظمة «سواء» على التشريعات اليمنية التي تمنع اليهود من العمل السياسي، ويتابع: «الدستور اليمني يؤكد المساواة ويجب أن ينال الناس الحقوق المتساوية للجميع بمن فيهم اليهود كإنشاء حزب سياسي، وحقهم في تعليم مناسب لأطفالهم، وفقا لعقيدتهم اليهودية».