المقريف يلوح بمكافأة مالية للأسر الليبية احتفالا بمرور عامين على الثورة

نقيبة الصحافيين في طرابلس: كتيبة النواصي تعتقل زوجي منذ نحو شهر من دون أي مذكرة اعتقال

ليبي يرفع علم بلاده خلال الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة ضد القذافي في طرابلس أمس (رويترز)
TT

فاجأ رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا محمد المقريف، مواطنيه الذين احتفلوا أمس رسميا بمرور عامين على اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي، بالإعلان عن إمكانية إقرار مكافأة مالية لكل عائلة ليبية بهذه المناسبة، التي خلت من أي أعمال عنف أو فوضى كانت تتخوف منها السلطات الليبية.

وقال المقريف، في كلمة ألقاها أمام الحفل الرسمي الذي أقيم في ساحة التحرير بمدينة بنغازي وحضره عدد من أعضاء المؤتمر والحكومة ودبلوماسيين عرب وأجانب، إن المؤتمر سينظر بشكل عاجل في مقترح تقدم به عدد من أعضائه يطالب بإقرار مكافأة مالية لكل عائلة ليبية، مؤكدا اعتزام المؤتمر إطلاق مبادرة للحوار الوطني لبناء التوافقات والأولويات الوطنية تشارك فيه جميع القوى السياسية وفئات واسعة من المجتمع الليبي.

وخرج آلاف السكان والمواطنين في مدينة بنغازي أمس إلى الشوارع الرئيسية، وسط التكبيرات والأناشيد الحماسية التي تبثها المساجد، بينما شهدت العاصمة طرابلس مساء أول من أمس إيقاد شعلة الاحتفالات، بينما توقفت حركة السير في الشوارع التي اكتظت بالسيارات والمارة، كما أصدرت وزارة الاتصالات والمعلوماتية ثلاثة طوابع بريدية جديدة.

وحول أوضاع البلاد الداخلية، أكد المقريف أن المؤتمر حريص أيضا على متابعة أداء مختلف الوزارات وكافة الأجهزة الحكومية ومراقبتها وتجديدها ومكافحة مظاهر التسيب والفساد الإداري والمالي، ومتابعة أموال ليبيا المنهوبة في الخارج، والاستثمارات الليبية ومتابعة محاكمة مسؤولي النظام السابق. واعتبر أن العام الحالي سيشهد اتخاذ جملة من القرارات والسياسات، التي وصفها بأنها «جريئة ويتطلع إليها الجميع»، مشيرا إلى أن من بين هذه القرارات رفع الجور والظلم عن المرأة الليبية، وإزالة جميع المعوقات التي تحول دون إطلاق طاقاتها الإبداعية ومساهمتها في بناء دولة ليبيا الجديدة بما في ذلك المشاركة في وضع الدستور.

ودعا المقريف الليبيين النازحين في الخارج للعودة إلى بلادهم، كما ترحم على شهداء ثورة 17 فبراير، وأكد أن أمن البلاد مسؤولية كل مواطن ومواطنة قبل الدولة، لافتا إلى أن هناك تكلفة مالية واقتصادية باهظة تدفعها ليبيا بسبب الفوضى الأمنية التي تعيشها، أبرزها عزوف الشركات الأجنبية عن العودة إلى البلاد.

وحذر المقريف من أن مسيرة الشعب الليبي نحو تحقيق أهداف ثورته تواجه الكثير من المعوقات منها على وجه الخصوص الفساد المالي والإداري، والإعلام المظلل والمرتبط بالمال الفاسد، مؤكدا أن الشائعات والأكاذيب كانت جزءا من آلية النظام السابق الذي خصص أجهزة خاصة لنشرها وترويجها.

ودعا رئيس المؤتمر الوطني الأمم المتحدة وأصدقاء ليبيا إلى المساهمة في تحريك الاقتصاد الليبي، وحث شركاتهم للمساهمة دون تردد في عملية إعادة الإعمار والإنماء والمشاركة في الرفع من مستوى أداء المؤسسات المدنية والرسمية، ونقل التقنية الحديثة من أجل المساهمة في تحقيق حالة الاستقرار والتنمية.

من جهته، تعهد وزير الدفاع الليبي محمد البرغثي، الذي استبق مشاركته في الاحتفال بزيارة بعض الثكنات والوحدات العسكرية في مدينة بنغازي، بالسعي لبناء جيش قوي يحمي الوطن والمواطن ويدافع عن حدود ليبيا.

من جهة أخرى، قالت نقيبة الصحافيين في العاصمة الليبية طرابلس، سلمى الشعاب إن كتيبة النواصي تعتقل منذ نحو شهر زوجها نورى عبد الله الشهاوي، أمين عام نقابة الذهب والمعادن، من دون أي مذكرة اعتقال أو اتهامات محددة.

وأضافت الشعاب لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طرابلس: «تم استدعاء زوجي بالهاتف إلى مقر الكتيبة، لكنهم احتجزوه هناك دون مبرر، لا أحد لديه أي معلومات عما يجري»، لافتة إلى أنها أجرت سلسة من الاتصالات مع مختلف الجهات الأمنية المسؤولة في الدولة لكن من دون جدوى.