الأمن الليبي يعتقل 4 أجانب في بنغازي بتهمة التبشير

داعية إسلامي حذر من حملات تنصير

TT

اعتقلت السلطات الليبية أول من أمس أربعة أجانب في مدينة بنغازي للاشتباه في أنهم مبشرون مسيحيون ويطبعون كتبا عن المسيحية. وقال الحسين بن حميد، الناطق باسم جهاز الأمن الوقائي الليبي، إن الأجانب الأربعة اعتقلوا يوم الثلاثاء الماضي في دار للنشر، حيث كانوا يطبعون آلاف الكتب التي تدعو إلى اعتناق المسيحية، مضيفا أن التبشير مجرم في ليبيا، حيث إن سكانها مسلمون، وإن التبشير يؤثر على أمنها الوطني، في حين حذر الداعية الإسلامي أحمد القطعاني من «حملات تنصير» بين الليبيين.

وقال بن حميد إن الأجانب الأربعة الذين اعتقلهم جهاز الأمن الوقائي هم مصري وجنوب أفريقي وكوري وسويدي يحمل جواز سفر أميركيا، لافتا إلى أن السلطات لا تزال تجري تحقيقات، وأنه سيجري تسليم الأجانب الأربعة لجهاز المخابرات الليبية في غضون يومين من دون أن يكشف المسؤول عن تفاصيل أخرى.

ومن جانبه، قال القطعاني لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمر أسبوع إلا ويتم تنصير ليبي واحد على الأقل». وطالب القطعاني رئيس الحكومة الليبية علي زيدان بالتدخل. وأضاف أن عمليات شراء لأراض بأسماء وهمية وباسم شركات تدعي أنها سياحية حول وادي مرقس (شرق ليبيا) لإقامة أقلية أرثوذكسية رغم خلو الوادي من أي أدلة تاريخية أو أثرية تشير إلى ذلك.

وتابع قائلا: «الكنيسة تستهدف أيضا المليون ونصف المليون ليبي الموجودين خارج ليبيا بسبب الأحداث في البلد ضمن مخطط ضخم بتوفير فرص الدراسة والعلاج المتقدم المجاني والإقامة واللجوء السياسي والأموال مقابل تنصرهم استغلالا لظروفهم الصعبة في مهجرهم»، لافتا إلى أن الفاتيكان أعلن رسميا بدء تنصير كل أفريقيا منذ عام 2000. وأن ليبيا كانت ضمن اهتمام المؤتمر المسكوني في كولورادوا سنة 1976.

واستنكر القطعاني الهجوم على كنيسة في مصراتة مؤخرا، مشددا على احترامه لكل معبد مسيحي اعترفت به الدولة الليبية، ولكنه يستنكر وجود ما سماه «الكنائس غير المعلنة ومجهولة المكان»، منها، حسب قوله، كنيسة في طرابلس يتولى أسقفيتها مسيحي ليبي تم تنصيره بالخارج، مؤكدا أن «عددا من المدن الليبية بها كنائس غير معلنة تنشط في جذب الشباب الليبي باستغلال حاجاتهم».

وحمل القطعاني مسؤولية ذلك للتيار الديني المتشدد، وقال إن «قرابة 40 قناة ليبية تضيق على الشباب في معاشهم وحياتهم ولباسهم بفتاوى لا تتوافق ومتغيرات حياتهم»، مشيرا إلى أن «الفتوى يجب أن تراعي تغير ظروف الزمان والمكان حتى تستوعب مشاكل الشباب وتواجه تحديات عصرهم».

وعن دور دار الإفتاء الليبية ووزارة الأوقاف، قال: «أنا أراهما جزءا من المشكلة، فهما لم تكفلا وسطية تحافظ على ثوابتنا وقيمنا، بل هما مخترقتان من قبل متشددين يعملون داخلهما»، مؤكدا أن «الساحة الليبية تخلو من أي جهة رسمية أو أهلية تلتفت إلى هذا الخطر»، حسب قوله.