الأمم المتحدة تطالب بتحرك سريع ضد منفذي اعتداء كويتا

5 قتلى في هجوم على مكتب لمسؤول كبير بباكستان

TT

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «إدانته الشديدة» للاعتداء الذي أوقع 81 قتيلا في كويتا بباكستان مطالبا السلطات الباكستانية بالتحرك سريعا ضد المسؤولين عنه، وفق ما أعلن المتحدث باسمه مارتن نيسيركي أول من أمس.

وذكر الأمين العام بأن الهجوم هو الثاني ضد الطائفة الشيعية في كويتا خلال بضعة أسابيع، داعيا إلى «تحرك سريع وثابت على الذين يعلنون المسؤولية ويرتكبون مثل هذه الأعمال». وأضاف المتحدث أن بان كي مون «جدد دعم الأمم المتحدة الحازم لجهود الحكومة والشعب الباكستانيين لحماية الأقليات الدينية والإتنية ومكافحة آفة الإرهاب». واصل آلاف النساء، أمس، اعتصامهن تعبيرا عن رفضهن دفن ضحايا التفجير الدموي الذي استهدف شيعة، السبت، في كويتا فيما ينفذ إضراب عام في كراتشي، أكبر مدن باكستان، وتنظم مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بحماية الشيعة. وبدأت نحو أربعة آلاف امرأة اعتصامهن، مساء الأحد، في كويتا غداة التفجير الذي أدى إلى مقتل 81 شخصا من الأقلية الشيعية في كويتا (جنوب غربي باكستان) بينهم تسع نساء وفتاتان. وقامت النساء بإغلاق طريق ورفضن دفن الضحايا إلى حين تحرك السلطات ضد المتطرفين الذين يقفون وراء الهجوم الذي أدى إلى إصابة 178 شخصا أيضا بجروح. وقد أعلنت السلطات المحلية أن قنبلة تحوي نحو طن من المتفجرات موضوعة في شاحنة صهريج فجرت عن بعد، مساء السبت، في سوق محلية في مدينة هزارة تاون الشيعية الواقعة في ضواحي كويتا عاصمة ولاية بلوشستان، وهو ثاني تفجير في المدينة في خلال شهر تقريبا.

واستمر الاعتصام، أمس، في هزارة تاون وقرب محطة محلية كما قال وزير هان ناصر، قائد شرطة كويتا.

وصرح: «سنستأنف مفاوضات مع قادة الطائفة الشيعية هذا الصباح لإقناعهم بدفن الضحايا».

لكن قيوم شانجيزي، المسؤول في حزب شيعي محلي، قال: إن المتظاهرين «لن يدفنوا القتلى إلى أن يتم إطلاق عملية مطاردة».

وتوقفت وسائل النقل العام عن العمل في كراتشي، أمس، بعدما دعا حزب شيعي إلى إضراب عام.

وأغلقت المدارس فيما كانت حركة السير خفيفة على الطرقات، وأيدت عدة أحزاب سياسية ودينية الدعوة إلى الإضراب.

يأتي ذلك بعد نحو شهر من سلسلة اعتداءات استهدفت الشيعة وأوقعت أكثر من 90 قتيلا في كويتا وتبنتها «عسكر جنقوي» وهي جماعة تأسست في منتصف تسعينات القرن الماضي وتكثف هجماتها على الأقلية الشيعية التي تمثل نحو 20% من التعداد السكاني المقدر بـ180 مليون نسمة. وفي بيشاور (باكستان) أعلنت السلطات الباكستانية مقتل خمسة أشخاص على الأقل أمس في هجوم مسلح تلاه هجوم انتحاري على مكتب مسؤول محلي كبير في بيشاور كبرى مدن شمال غربي باكستان. وذكرت مصادر أمنية أن متمردين حاولوا اقتحام مكاتب مطهر ديب أكبر مسؤول سياسي في إقليم خيبر المجاور الذي شهد مواجهات سقط فيها قتلى مؤخرا بين القوات الموالية للحكومة وحركة طالبان باكستان. وفتح المهاجمون النار على أعضاء وحدة في الشرطة القبلية قبل أن يقوم أحدهم بتفجير حزامه الناسف، كما قال المسؤولون الذين أوضحوا أن المسؤول لم يصب بأذى. وقال ناطق باسم مستشفى ليدي ريدينغ المحلي الكبير «تسلمنا جثث خمسة قتلى وأدخل سبعة جرحى أحدهم في حالة خطيرة». وذكرت مصادر أمنية أن بين القتلى شرطيين اثنين على الأقل. وصرح المسؤول في حزب سياسي معارض محمد إقبال أفريدي لوكالة الصحافة الفرنسية الذي كان حاضرا خلال الهجوم «كنا داخل المكتب عندما سمعنا عيارات نارية وقنابل يدوية. جرى بعد ذلك تبادل كثيف لإطلاق النار بين متمردين وقوات الأمن». وأكد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات الأمن تطوق بعيد ظهر أمس محيط المبنى بعد هذا الهجوم.

وكان حاكم إقليم خيبر بختنونخوا الواقع على تخوم المنطقة القبلية شمال غربي باكستان خرج سالما من محاولة اغتيال في مردان المدينة التي تبعد نحو خمسين كيلومترا عن كبرى مدن الإقليم. وتعد المناطق القبلية ملاذا للمتمردين.