عريقات لأشتون: لم يعد مقبولا المطالبة بمعاملة أفضل للسجناء وحسب

غضب ومظاهرات في يوم التضامن مع الأسرى المضربين.. ومصير عيساوي يتقرر اليوم

TT

تحول يوم التضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين على الطعام، إلى يوم من أيام الانتفاضة الشعبية، مع قطع فلسطينيين طرقا رئيسية في الضفة، ما أدى إلى تفجر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي خلفت إصابات بين الطرفين.

وبينما حملت السلطة الفلسطينية إسرائيل والمجتمع الدولي المسؤولية عن حياة أي أسير مضرب، حذر وزير شؤون الأسرى، عيسى قراقع، من انتفاضة جديدة إذا ما ظل الوضع على ما هو عليه في السجون الإسرائيلية.

وقال قراقع: «سنكون أمام انتفاضة جديدة، الشعب يتجه نحو انتفاضة الحرية». وأَضاف: «ستكون حتمية إذا استمرت إسرائيل في استهتارها بحقوق وحياة الأسرى».

ويضرب الآن عن الطعام في السجون الإسرائيلية، 4 من الأسرى بينهم سامر عيساوي الذي دخل أمس يومه 211 في أطول إضراب فردي وجماعي عبر التاريخ.

وينضم للعيساوي، كل من طارق قعدان، وجعفر عز الدين، وأيمن شروانه، وهم مضربون منذ قرابة 3 شهور.

ولولا المدعمات (الفيتامينات) التي لا تعتبر غذائية وفق التعريف الدولي، لكان بعضهم في عداد الموتى.

وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير، المحامي جواد بولس، الذي زارهم أمس في عيادة سجن الرملة، إن ظروفهم الصحية صعبة، واصفا وضع العيساوي بالخطير.

والعيساوي (33 عاما) من القدس، واحد من الذين أفرج عنهم في في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 ضمن «صفقة شاليط» التي أبرمتها حماس مع إسرائيل برعاية مصرية، لكن أعيد اعتقاله في 7 يوليو (تموز) الماضي بداعي خرقه شروط الصفقة. والتهمه الموجهة له هي دخول الضفة الغربية.

وقال قراقع «إن كارثة ستحصل إذا مسه سوء».

وأمس، قررت محكمة الصلح الإسرائيلية بشكل مفاجئ، عقد جلسة اليوم لمناقشة مصير عيساوي.

وقد يكون ذلك مقدمة لإطلاق سراحه تجنبا لانفجار شعبي في الضفة.

وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن انتفاضة فلسطينية قد تنفجر في أي لحظة نتيجة حدث درامي.

واشتبك فلسطينيون أمس مع الجيش الإسرائيلي في نابلس وبيت لحم والخليل ورام الله، في الشوارع الالتفافية وعلى حواجز إسرائيلية أمام المدن. وحاول ناشطون إغلاق مقر الأمم المتحدة في رام الله، ورفعوا لافتات تقول «صمتكم يقتلهم»، فيما تظاهر المئات في غزة احتجاجا على ظروف الأسرى.

ويشكل ملف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، واحدا من الملفات التي تعتبرها السلطة من بين الملفات النهائية وشرطا لاتفاق ينهي الصراع.

ويوجد الآن في السجون الإسرائيلية قرابة 6000 أسير. وقبل يومين تعهد أبو مازن بالإفراج عنهم جميعا قائلا إن هذا الحلم سيتحقق يوما.

وأرسل رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، رسالة أمس، إلى المفوضة السامية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، طالبها باتخاذ إجراءات فورية من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال عريقات في رسالته، «إن السياسات غير الشرعية، التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية، وخاصة القوانين الصارمة التي تصدر بحق الفلسطينيين، بما في ذلك ما يسمى (الاعتقال الإداري)، أتاح لسلطة الاحتلال سجن (مئات آلاف) الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن منذ بداية الاحتلال عام 1967. وقد شملت حملة الاعتقالات أيضا أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات».

وأضاف «لم يعد مقبولا أن نطالب بمجرد ضمان معاملة أفضل للفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولكن أصبح من الضروري المطالبة بإنهاء كل أشكال النظام التعسفي لسياسة الاعتقالات الإسرائيلية».

وتطرق عريقات إلى عيساوي، قائلا إن «الأسير سامر العيساوي لم يتناول الطعام لمدة أكثر من مائتي يوم، وقد بلغ وزنه اليوم 46 كيلوغراما، وقد يكون مصيره الموت في أي لحظة. وفي حال حدوث ذلك، فإننا سوف نقوم بتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن وفاته، وسوف نحمل أيضا المجتمع الدولي جزءا من المسؤولية عن صمته إزاء كل ما يحدث والسماح لإسرائيل بالتصرف بحصانة دون عواقب».

وطالب عريقات، أشتون، بالتحرك العاجل لمنع وقوع مأساة واتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لضمان الحرية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام.

كما دعا الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات فاعلة لإنهاء الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل، ووضع حد لاستمرار تحديها السافر للقانون الدولي، بما في ذلك القرارات المتعددة للأمم المتحدة.