الكنائس المصرية تدشن مجلسا لتوحيد مواقفها إزاء القضايا المختلفة

رؤساؤها اتفقوا على أنه سيعمل لخدمة الكنائس والوطن بعيدا عن السياسة

TT

في خطوة يرى البعض أنها تهدف لمواجهة تغلغل التيار الإسلامي في مفاصل الدولة المصرية، دشنت الكنائس المصرية الخمس أمس مجلسا جديدا يجمعها بهدف توحيد المواقف الكنسية إزاء القضايا الوطنية المختلفة، وتقريب وجهات النظر بين الكنائس في الأمور العقائدية.

ورأس البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية صباح أمس الاثنين أول اجتماع لمجلس الكنائس المصرية الذي عقد بمقر المركز الثقافي القبطي داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور القس الدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر، والبابا ثيودوروس الثاني بابا الروم الأرثوذكس، والمطران الدكتور منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا.

وقرر ممثلو الكنائس الخمس أن تكون رئاسة المجلس بالتناوب بين رؤساء الكنائس على أن يرأس البابا تواضروس الثاني أول دورة للمجلس تكريما له، فيما ناقش الاجتماع إقرار المسودة النهائية للنظام الأساسي واللائحة العامة للمجلس.

وقال البابا تواضروس الثاني في كلمته في افتتاح المجلس «ونحن نؤسس للمجلس هناك 3 أبعاد راعيناها وهي المحبة والخدمة والمساندة»، مضيفا: «نحن نمارس الحوارات اللاهوتية مع الكنائس الأخرى على كل مستوى، وفي مصر نحتاج للمشاركة في الخدمة بمسؤولية بحيث لا يظهر من أي كنيسة ما يؤلم كنيسة أخرى، وكرؤساء كنائس علينا أن نراعي ذلك باحترام المشاعر والخصوصية واستخدام الروح المسيحية».

واعتبر أن الكنائس في حاجة للتوحد وتكوين الفكر الواحد والرأي الواحد في المسائل التي تتطلب ذلك، وقال: «الكنائس تشبه أصابع اليد التي تتنوع ولا تتشابه لكنها تكمل بعضا وقوة اليد في هذا التنوع، ونشكر الله لتكون هذا المجلس من أجل خدمة مصر وطننا الحبيب».

وقال الدكتور القس أندريه زكي نائب رئيس الطائفة الأسقفية في مصر لـ«الشرق الأوسط»: «إن رؤساء الكنائس المصرية اتفقوا أن مجلسهم الذي تم تدشينه اليوم (أمس) هو مجلس كنسي يعمل على خدمة الكنائس والوطن ولا يعمل بالسياسة ولا يتدخل فيها، ويعمل على تنمية العلاقة بين الكنائس وبعضها وبينها وبين الأشقاء المسلمين من أجل خدمة مصر».

وأوضح أن المجلس الجديد سيتعاون مع كل المجالس المسكونية والمتفق عليها من الجميع وهي مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس كل أفريقيا.

وأضاف: «تم الاتفاق بين الكنائس: القبطية الأرثوذكسية والطائفة الإنجيلية والكنيسة الكاثوليكية وكنيسة الروم الأرثوذكس والكنيسة الأسقفية على إنشاء هذا المجلس تدعيما للمحبة والتعاون المستمر والتشاور والحوار لخدمة مصر، بعد أن ظللنا لسنوات طويلة يراودنا حلم إنشاء مجلس لكنائس مصر يسعى لتعميق المحبة وحياة الشراكة والتعاون بين الكنائس بجميع مذاهبها في مصر ولتدعيم العمل المسيحي وخدمة الوطن تحت مظلة المواطنة الأصيلة».

من جهته قال المفكر القبطي كمال زاخر «إنشاء مجلس لكنائس مصر فكرة تعود إلى نحو أربع سنوات مضت، وبالتالي لا يمكن اعتباره نتيجة لتغلغل وسيطرة التيار الإسلامي على مقاليد الحكم في مصر»، وأضاف زاخر لـ«الشرق الأوسط»: «رغم ذلك لا يمكن إنكار أن الأحداث السياسية في مصر مؤخرا تسببت في الإسراع بإنشاء المجلس».

وأضافه أنه «منذ خمس سنوات تقريبا بعد أزمة مجلس كنائس الشرق الأوسط وانسحاب الكنيسة المصرية منه بدأ التفكير وقتها في إنشاء كيان مواز منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث».