رئيس الوزراء يدعو نيجيرفان بارزاني لاستئناف المفاوضات في بغداد

قيادي كردي يطالبه بحضور مؤتمر الحوار الوطني المرتقب في أربيل

TT

يستعد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني للسفر إلى روسيا في غضون الأيام القليلة المقبلة بناء على دعوة رسمية وجهت إليه، بعد أن أوشكت مشاوراته حول الأزمة السياسية مع الأطراف العراقية والكردية على الانتهاء، حيث بدا أن هناك إجماعا كرديا للانفتاح على الوساطة التي تبذلها المرجعية الدينية بالنجف لتطبيع العلاقات الكردية - الشيعية، يقابله إجماع عراقي على عقد المؤتمر الثاني للحوار الوطني في أربيل للبحث عن مخرج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.

وكان بارزاني قد اجتمع أول من أمس مع الوزراء والنواب الكرد في بغداد للتباحث معهم حول الموقف من الرسالة التي ردت بها كتلة التحالف الوطني على رسالة القيادة الكردية، وخرجت رئاسة الإقليم يوم أمس ببلاغ رسمي حول النقاط التي تم بحثها في الاجتماع تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه؛ وجاء فيه أن «المجتمعين جددوا دعمهم لجهود ومساعي رئيس إقليم كردستان لإنهاء التوترات، وطالبوه بمواصلة تلك المساعي بالتشاور مع الأطراف السياسية العراقية بغية وضع الأسس لدولة اتحادية ديمقراطية مؤسساتية بالاستناد إلى الدستور ومبادئ التعايش الحقيقي. والتأكيد على مبدأ التوافق بالاستناد إلى اتفاقية أربيل والاتفاقات الأخرى بين الأطراف السياسية، والإسراع بتشريع وتنفيذ القوانين اللازمة لبناء مرتكزات المؤسساتية لدولة العراق الاتحادية وتصحيح مسار عملية إدارة الحكم، وبحث احتمالات تطور الأوضاع في المنطقة وكيفية التعامل معها، وتقوية آلية عمل النواب الكرد في بغداد وتعزيز التنسيق في ما بينهم، والتأكيد على وحدة الخطاب لشعب كردستان، وشدد الجميع على ضرورة حماية وحدة الصف والموقف للأطراف السياسية الكردية، وعلى مستوى إقليم كردستان، أكد الحضور على مواصلة عملية الإصلاح في الإقليم».

وفي اتصال مع مؤيد طيب المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكردستاني الذي كان حاضرا في الاجتماع، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الاجتماع كان بهدف التشاور حول تطورات الوضع السياسي بالعراق والدور الكردي فيها، وأكدت الأطراف المشاركة بالاجتماع دعمها الكامل لجهود رئيس الإقليم في ما يتعلق بالدعوة إلى مؤتمر الحوار الوطني في أربيل والتقدم بمبادرة بهذا الشأن، خاصة أن الأجواء تبدو مشجعة لذلك». وكشف طيب عن دعوة وجهها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني لزيارة بغداد لاستئناف المفاوضات المعلقة بين الحكومتين حول المشكلات العالقة، وقال: «بحثنا في الاجتماع الدعوة الموجهة لرئيس الحكومة، وتم تفويضه باختيار الوقت المناسب لتلك الزيارة، وما إذا كان سيذهب بنفسه أو يرسل مندوبا عنه إلى بغداد لاستئناف الحوار حول المسائل العالقة؛ منها العقود النفطية وقانون النفط والغاز، وميزانية البيشمركة، ومشكلة المناطق المتنازع عليها، وغيرها من المشاكل العالقة، حيث أبدت الحكومة الاتحادية استعدادها هذه المرة للتجاوب مع المطالب الكردية، خاصة أن أوضاع العراق لم تعد تحتمل مزيدا من المواجهات بين كتلها السياسية الأساسية».

وحول المؤتمر الوطني المرتقب في أربيل أدلى روز نوري شاويس، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ونائب رئيس الوزراء العراقي، الذي حضر اجتماع بارزاني أيضا، بتصريحات لصحيفة «روداو» الكردية قال فيها إن «بارزاني يسعى حاليا إلى جمع الأطراف العراقية على طاولة المفاوضات في أربيل للبحث معا في طرق معالجة الأزمة الراهنة، وعلى المالكي أن يحضر ذلك المؤتمر أو الاجتماع». وقال شاويس: «لقد اقترحنا في اجتماعنا مع بارزاني أن يرسلوا وفدا من حكومة الإقليم إلى بغداد للاجتماع مع المالكي الذي يفترض أن يأتي هو أيضا إلى أربيل للمشاركة في المؤتمر المزمع انعقاده بنهاية الشهر إذا كان يعتبر نفسه رئيسا لوزراء العراق كافة».