بعد جدل حول اتصالاتهما الهاتفية.. أخيرا كيري ولافروف يبحثان وقف العنف في سوريا

المنتدى العربي ـ الروسي يناقش الأزمة السورية غدا بحضور العربي ووزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر

TT

كشفت وزارة الخارجية الروسية عما دار في المكالمة الهاتفية التي جرت بين سيرغي لافروف وزير الخارجية ونظيره الأميركي جون كيري في وقت متأخر، أول من أمس، وقالت الخارجية الروسية في بيانها الصادر حول هذه المكالمة التليفونية: «إن الوزيرين تبادلا الآراء حول قضية الأزمة السورية من منظور ضرورة وقف العنف من جانب كل الأطراف، والبدء في الحوار بين السلطات الحكومية والمعارضة». وأشار البيان أيضا إلى «أن الوزيرين وبمبادرة من الوزير لافروف تطرقا إلى الحديث عن الأوضاع في شمال شرقي آسيا، والمسائل المتعلقة بالتفجيرات النووية التي أجرتها كوريا الشمالية».

وخلص الوزيران إلى ضرورة التواصل حول مختلف القضايا الدولية والقضايا الثنائية، بما في ذلك بحث احتمالات اللقاء في أقرب وقت ممكن.

وكان الجدل قد احتدم حول هذه المكالمة خلال الأيام القليلة الماضية، مما دفع الناطق الرسمي باسم وزير الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش ينتقد، خلال مؤتمره الصحافي الدوري الأخير، ما صدر عن نظيرته الأميركية فيكتوريا نولاند حول «تباطؤ» الجانب الروسي في الرد على طلب الوزير الأميركي كيري حول الحديث مع لافروف خلال زيارته لعدد من الدول الأفريقية.

وقال لوكاشيفيتش إن الجانب الروسي لم يستطع الاستجابة للطلب الأميركي فور وصوله، لكنه، وعلى الرغم من ازدحام برنامج الوزير لافروف، حدد المواعيد المناسبة لإجراء الاتصال الهاتفي بين الوزيرين الروسي والأميركي، بما في ذلك في 14 فبراير (شباط)، إلا أنه لم يتلقّ ردا من جانب واشنطن، وهو ما جعل الجانب الروسي يعتبر أن الأمر لم يعد مطلوبا.

ومن المقرر أن يصل اليوم إلى موسكو كل من نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية العراق هوشيار زيباري، ولبنان عدنان منصور، وليبيا محمد عبد العزيز، والكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ومصر محمد كامل عمرو، حيث من المقرر أن تبدأ في موسكو صباح غد (الأربعاء) أول اجتماعات المنتدى العربي - الروسي بمشاركة لافروف. وقالت المصادر الروسية إن الأزمة السورية والمسائل المتعلقة بضرورة وقف العنف والبدء في الحوار بين الأطراف المعنية السورية ستكون في صدارة جدول أعمال اللقاء المرتقب، الذي سوف يعقبه مؤتمر صحافي يعقده الدكتور العربي والوزير لافروف.

وكانت موسكو سبق أن أعلنت رسميا عن دعوتها كلا من وليد المعلم وزير الخارجية السوري، والشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري، في إطار الجهود التي تتواصل من أجل البحث عن حلول عاجلة لوقف العنف والبدء في الحوار بين الحكومة والمعارضة استنادا إلى ما سبق وتوصلت إليه «مجموعة العمل» من اتفاقات في يونيو (حزيران) 2012.

ووسط توقعات بلقاء محتمل بين المعلم والخطيب في العاصمة موسكو، أكد ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط لـ«الشرق الأوسط» عدم صحة المعلومات التي تواردت حول إجراء مفاوضات بين الطرفين.

وأوضح أن الوزير السوري يصل إلى موسكو في 25 فبراير الحالي، بينما من المقرر أن يزور الخطيب العاصمة الروسية في وقت لاحق بعد هذا التاريخ.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة في القاهرة إن القضية الرئيسية للمنتدى تتعلق بمناقشة الأوضاع في سوريا، التي بلغت مرحلة خطرة، بالنظر إلى حجم الضحايا من قتلى وجرحى ونازحين داخل البلاد وخارجها. وأشارت المصادر إلى أن وزراء الخارجية سيوجهون الدعوة إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين، مع التأكيد على أهمية الجلوس حول طاولة الحوار، وضرورة وضع الأزمة على المسار السياسي، وفق ترتيبات «اتفاق جنيف»، ومعالجة الوضع الإنساني والحاجة الملحة إلى المساعدات، وتأييد دخولها سوريا وتوزيعها على النازحين في كل من لبنان والأردن والعراق وتركيا. كما سيدعو المنتدى إلى دعم جهود الإبراهيمي لحل الأزمة السورية.

من جانبه، قال وليد البني الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، ردا على تصريحات الإبراهيمي بشأن دعوة المعارضة والحكومة السورية إلى مفاوضات في مقار تابعة للأمم المتحدة، إن موقف الائتلاف هو الموقف الذي صدر عن الهيئة السياسية للائتلاف، وهو أن بشار الأسد ورموز نظامه خارج أي حل سياسي إلا من لم تتلطخ أيديهم بالدماء، مشيرا إلى أنه في ظل هذه الشروط فإن الائتلاف يرحب بأي حل سياسي أو جهد دولي لإخراج الشعب السوري من الأزمة الراهنة.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا»، نقلا عن وزارة الحالات الطارئة الروسية عزم الأخيرة إرسال طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إلى سوريا يبلغ وزنها الإجمالي 44 طنا. وأشارت الناطقة الرسمية باسم الوزارة إيرينا روسيوس في تصريح، أمس، إلى أن الطائرتين وهما من طرازي «ايل 62» و«ايل 76» يمكن أن تنقلا في طريق العودة مواطنين روسيين مقيمين في سوريا، إذا أبدوا رغبة بالمغادرة.

ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن المتحدثة أن الطائرتين اللتين تحملان خياما ومولدات الكهرباء وأثاثا و11 طنا من الغذاء ستهبطان في اللاذقية، شمال غربي سوريا.