توقعات بعقد قمة أفريقية بين رئيسي السودان وجنوب السودان مارس المقبل

الجيش السوداني يعلن استعادة بلدة على الحدود مع الجنوب

TT

يتوقع أن تعقد قمة رئاسية جديدة بين رئيسي السودان عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت على هامش القمة الأفريقية التي ستنعقد في 25 مارس (آذار) المقبل في أديس أبابا، في وقت شدد فيه كير أمام الرئيس المنغولي الذي زار جوبا، أول من أمس، على أن استقلال جنوب السودان حقيقة لا رجعة فيها، مؤكدا التزام بلاده بعدم عودة الحرب مرة أخرى.

وقال وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس بلاده من المتوقع أن يلتقي نظيره السوداني على هامش قمة رئاسية أفريقية، ستنعقد في الـ25 من مارس المقبل، وأضاف أن اجتماع القمة الأفريقية سيناقش قضية السودان إلى جانب قضايا أخرى، وتابع: «من الراجح أن يلتقي سلفا كير والبشير على هامش القمة، لكن الرؤساء سيتناولون قضية السودان حسب توصية القمة الأخيرة التي انعقدت في العاصمة أديس أبابا، وفشل الطرفان من التوصل إلى نتائج إيجابية»، محملا الخرطوم تأخير تنفيذ اتفاقيات التعاون بين البلدين التي تم توقيعها في سبتمبر (أيلول) الماضي، وقال إن السودان بدلا من تنفيذ الاتفاقيات يقوم بالاعتداء على حدود بلاده، وأضاف: «نحن متمسكون بالحل السلمي بين البلدين، واتفاقيات التعاون هي الفرصة الوحيدة للبلدين لتعزيز العلاقات الجيدة بينهما، بعيدا عن التوترات».

من جهة أخرى، شدد سلفا كير أمام الرئيس المنغولي تشياغين إلبيغدور الذي كان في زيارة لجنوب السودان لعدة أيام، تفقد خلالها قوات بلاده المشاركة في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان، على أن بلاده لن تبتعد عن كونها جارة للسودان، وقال إن استقلال بلاده حقيقة لا رجعة فيها، وقال: «نقول لشعبنا في جنوب السودان الذي ناضل من أجل الوصول إلى هذا الوقت بتحقيق استقلاله الذي كان حلما إن هذا الحلم أصبح حقيقة ولا رجعة فيها»، داعيا إلى التركيز في بناء وتعزيز التعاون مع كل جيران بلاده، بما فيهم السودان، وقال: «علينا أن نخلق رؤية لدولتين قابلتين للتعايش معا بدلا من الحروب التي لن تقود إلى رفاهية الشعبين»، داعيا المجتمع الدولي للضغط على الخرطوم لوقف اعتداءاتها على حدود جنوب السودان.

وقال كير إن بلاده فعلت كل ما هو ممكن لحل النزاعات مع السودان عبر الحوار السلمي، وأضاف أن البلدين استطاعا توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة كان يمكنها أن تقود إلى علاقات جيدة بين البلدين، وقال: «قدمنا في جنوب السودان تنازلات كبيرة لتحقيق السلام بين البلدين ولكي نتجنب الصراعات، وقد التزمنا بأن لا تعود الحرب مرة أخرى إلى مواطني البلدين»، وأضاف: «إن شعبي السودان وجنوب السودان يرغبان في السلام وينشدان الاستقرار، ولكن الحكومة في الخرطوم لم تظهر هذه الرغبة».

من جهته، قال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن ما قاله رئيس بلاده هو عين الحقيقة، وأضاف أن الخطاب موجه أيضا لقيادات جنوبية تحمل السلاح ضد دولته، وتابع: «هذه المجموعات التي تحاربنا من داخل جنوب السودان ما زالت تعتقد أنها جزء من السودان، لذلك ما زالوا يعملون من هناك ضد دولتهم التي استقلت قبل عامين»، وقال: «شعبنا لا يريد أن تعود الحرب لأنهم عاشوها لأكثر من 22 عاما، وعانوا كثيرا، ونقول لهم إن الحرب انتهت ولا رجعة لها مرة أخرى».

إلى ذلك، أعلن الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني أن القوات المسلحة أحكمت سيطرتها على منطقة «مفو» الواقعة في جنوب غربي ولاية النيل الأزرق، بعد شنها هجوما على مواقع الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، في المنطقة.