خادم الحرمين الشريفين مخاطبا أعضاء الشورى: إصلاحنا متدرج.. ومكانكم تكليف لا تشريف

افتتح أعمال مجلس الشورى الجديد * شكر النساء المعينات * أكد للأعضاء أنهم أعزاء على الدولة * هدفنا جميعا تفعيل الشورى على أساس عقلاني

خادم الحرمين الشريفين خلال افتتاح دورة مجلس الشورى السعودي (واس)
TT

افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أمس، أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى السعودي بعد إعادة تشكيله، وتعيين 30 سيدة لأول مرة في مجلس الشورى، وتشرف بأداء القسم أمامه في قصره بالرياض يوم أمس الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى وأعضاء المجلس من رجال ونساء.

وأكد الملك عبد الله في كلمة له أمس، أن مكان أعضاء المجلس الذي تشارك فيه المرأة لأول مرة عضوا كاملا «ليس تشريفا بل تكليف وتمثيل لشرائح المجتمع السعودي»، مبينا أن لذلك «تبعاته من المسؤولية التي تفرض عليكم تفعيل العطاء وتحكيم العقل في مواجهة أي مسألة تعرض عليكم»، وشدد بالقول: «إن هدفنا جميعا قائم بعد التوكل على الله على تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجا بلا نتيجة»، وفيما يلي نص الكلمة الملكية:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يسعدني أن ألتقي بكم في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى، في أول دورة تشارك فيها المرأة، سائلا الله (جل جلاله) أن يمدكم بسداد الرأي والمشورة.

إن هدفنا جميعا قائم بعد التوكل على الله على تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجا بلا نتيجة. إن التطور الذي نسعى له جميعا يقوم على التدرج بعيدا عن أي مؤثرات، واعلموا بأن مكانكم في مجلس الشورى ليس تشريفا بل تكليف وتمثيل لشرائح المجتمع السعودي، ولذلك فإن له تبعاته من المسؤولية التي تفرض عليكم تفعيل العطاء وتحكيم العقل في مواجهة أي مسألة تعرض عليكم. هذا وأسأل الله لكم التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكانت مراسم القسم وافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة للمجلس بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، فيما أدى رئيس مجلس الشورى وأعضاؤه القسم قائلين: «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لديني ثم لمليكي وبلادي، وأن لا أبوح بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص والعدل».

وتأسف الملك عبد الله بن عبد العزيز 3 مرات لعدم قدرته على مصافحة الأعضاء، وقال في كلمة للحضور: «أنا آسف آسف آسف لأنني ما أقدر أصافحكم ولا أقدر أحضنكم لأنكم أعزاء علي وعلى الدولة، أسال الله أن يوفقكم لما يحبه الرب عز وجل ويرضاه والسلام عليكم».

وأضاف مخاطبا أعضاء المجلس من النساء بقوله: «السلام على أخواتي كلهن وأسأل الله أن يوفقهن لما يحبه ويرضاه وشكرا لكن».

بعد ذلك قام رئيس وأعضاء مجلس الشورى بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.

حضر أداء القسم وافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، والأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد رئيس هيئة الطيران المدني، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص المشرف على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد، والأمير بدر بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير بندر بن عبد الله بن عبد العزيز، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، والعلماء والمشايخ والوزراء وعدد من كبار المسؤولين.

من جانبه نوه الدكتور عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى بالمضامين الضافية للكلمة التي افتتح بها خادم الحرمين الشريفين أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة للمجلس، التي أكد فيها أن هدفه تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تندفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجا بلا نتيجة.

وقال: «إن هذا دليل على ما يحظى به مجلس الشورى من اهتمام ورعاية من خادم الحرمين الشريفين وسعيه الدائم على تفعيل أعمال المجلس وتطويره وفق منهج التدرج في التحديث الذي تتسم به سياسة خادم الحرمين الشريفين في مختلف المجالات». وثمن آل الشيخ توجيه الملك عبد الله لأعضاء المجلس بأن عضويتهم في المجلس ليست تشريفا بل تكليف وتمثيل لشرائح المجتمع السعودي، له تبعاته من المسؤولية التي تفرض عليهم تفعيل العطاء وتحكيم العقل في مواجهة أي مسألة تعرض عليهم، وعد في تصريح له عقب أدائه والأعضاء القسم أمام خادم الحرمين، التوجيه الملكي، بأنه منهاج عمل لمجلس الشورى في مناقشة ودراسة الموضوعات التي تندرج ضمن صلاحياته واختصاصاته.

ورفع للقيادة السعودية الشكر على ما يجده المجلس وأعماله من دعم ورعاية أسهما في تبوئه مكانة مهمة على صعيد العمل الوطني، وأن يكون شريكا فاعلا في صناعة القرار.

ورأى رئيس مجلس الشورى أن المجلس بما يضمه من كفاءات وخبرات في مختلف التخصصات العلمية والعملية يمثل نسيجا للوحدة الوطنية والعلاقة الرمزية بين القيادة والشعب، ويجسد المشاركة الشعبية في صناعة القرار الوطني.

وأكد الدكتور آل الشيخ أن المجلس قام خلال مسيرة دوراته الماضية بدراسة الكثير من الموضوعات المتصلة بالسياسة العامة للدولة وأنظمتها، ونال بكل اعتزاز ثقة القيادة وتطلعات المواطن وتفاعل المجتمع، فأصبح بتوفيق الله، وهو يستهل دورته السادسة الجديدة، مؤهلا للانطلاق نحو مزيد من التطور، لافتا الانتباه إلى أنه كلما ازدادت ثقة المواطن بالمجلس ووعيه بمسؤولياته، ارتفعت تطلعاته لأن يقوم المجلس بدور أكبر على صعيد ممارسة الرقابة ومراجعة الأنظمة وتحديثها، ودراسة القضايا الاجتماعية الملحة، وأن يكون عونا للأجهزة الحكومية في تحسين أدائها وتطوير خدماتها وسرعة إنجاز أعمالها. ووجه شكره لأعضاء المجلس ومنسوبيه لما يتجلى فيهم من عزيمة وتصميم على تحمل الأمانة وحمل المسؤولية على النحو الذي يرضي الله عز وجل، ثم بما يحقق تطلعات القيادة ويلبي آمال الوطن والمواطنين.

إلى ذلك يبدأ مجلس الشورى وفق معلومات «الشرق الأوسط» أعماله الأحد المقبل، بعد أن تم تجهيز القاعات المخصصة لأعضاء مجلس الشورى من النساء، إضافة إلى أنه من المتوقع أيضا أن يتم خلال الجلسة الأولى الأسبوع المقبل توزيع الأعضاء على اللجان التي تبلغ 13 لجنة تتمثل في لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية، لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة، لجنة الشؤون الأمنية، لجنة الإدارة والموارد البشرية، لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي، لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية، لجنة الشؤون الخارجية، لجنة الإسكان والمياه والخدمات والمرافق، لجنة الشؤون الصحية والبيئة، لجنة الشؤون المالية، لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، لجنة حقوق الإنسان والعرائض.