تقرير حقوقي: 13905 انتهاكات ارتكبها الحوثيون في شمال اليمن

رئيس منظمة «وثاق»: الجماعة تمنع وسائل الإعلام من الوصول لصعدة وأكثر الانتهاكات كانت عام 2011

TT

كشفت منظمة حقوقية يمنية عن انتهاكات خطيرة قالت إن الحوثيين الذين يسيطرون على محافظة صعدة قاموا بها في المحافظة وفي مديريات أخرى يسيطرون عليها في محافظة حجة المجاورة. وذكر التقرير الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن ما أسماها الجرائم الإنسانية التي قام بها الحوثيون في المحافظتين تتنوع بين «القتل والإصابات والاختطاف والتعذيب والإخفاء القسري والتهجير القسري وتدمير المنازل واحتلالها، وتفجير السيارات ونهبها». وأضاف التقرير أن الحوثيين ارتكبوا «جرائم خطيرة ضد المدنيين والنساء والأطفال» من أبناء محافظتي صعدة وحجة شمال وشمال غربي البلاد، وذكرت المنظمة في بيانها أن جرائم القتل على الاشتباه وحجز المدنيين وتغييبهم في سجون غير معلومة مستمرة. وذكرت المنظمة أن الحوثيين خلال العام الماضي 2011 قتلوا 124 من المدنيين في مديرية كشر في محافظة حجة، قتلوا في ظروف غير قتالية لأن الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين توقفت عام 2010.

وأفاد تقرير منظمة وثائق الحقوقية في اليمن بتسجيل 13905 حالات انتهاك، تعرض لها مدنيون في محافظتي صعدة وحجة على يد جماعة الحوثيين، بينها 655 حالة قتل ارتكبها الحوثيون، بينهم 59 طفلا و48 امرأة.

وأكد التقرير الصادر عن منظمة «وثاق للتوجه المدني»، أن جماعة الحوثيين المسلحة ارتكبت نحو 9039 انتهاكا في صعدة، و4866 انتهاكا من قبل الحوثيين في محافظة حجة.. بينما رصد التقرير 245 انتهاكا ضد المدنيين من قبل القوات الحكومية خلال الفترة من يونيو (حزيران) 2004 إلى فبراير (شباط) 2010، من بينها مقتل 82 شخصا، و63 مصابا، و60 معتقلا. وذكر التقرير أن الحوثيين أعدموا 12 فردا من أسرة واحدة بتفجير منزلهم أثناء وجودهم فيه.

وأشار التقرير إلى أن عدد القتلى المدنيين على يد الحوثيين والقوات الحكومية في المحافظتين وصل إلى 737 شخصا بينهم 655 بأيدي الحوثيين، و82 بأيدي القوات الحكومية. وبلغ عدد الأطفال الذين قتلوا برصاص الحوثيين مباشرة 59 طفلا، أغلبهم بدوافع انتقامية، علاوة عن مقتل 48 امرأة. وأشار التقرير إلى وجود أسر تم قتلها بشكل جماعي من قبل مسلحي الحوثيين.كما كشف التقرير عن وجود 36 سجنا سريا تتبع الحوثيين في محافظة صعدة التي يحكمون سيطرتهم عليها.

وخلال جولات الحرب الست، قال التقرير إن الحوثيين قتلوا 531 مدنيا في صعدة، وهي المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين الذين تتهمهم الحكومة بتلقي دعم مالي وعسكري وإعلامي من قبل إيران. وأكد التقرير أن الحوثيين هجروا 5300 شخص من منازلهم، وتم الاستيلاء على مزارعهم، وكل أملاكهم، وأنهم يمتلكون 36 سجنا في 7 مديريات من مديريات صعدة الخاضعة لسيطرتهم.

وأشار التقرير الحقوقي إلى أن عددا من المواطنين لقوا مصارعهم بألغام الحوثي. ولفت التقرير إلى أن جماعة الحوثي في شمال اليمن هجرت 4203 من أبناء مديرية كشر وحدها في محافظة حجة شمال غرب البلاد.

وأحصى التقرير 531 قتيلا مدنيا على يد الحوثيين في محافظة صعدة، فيما هجر 5300 مدنيا من المحافظة قسريا من بيوتهم، وتذكر المنظمة أن المهجرين قسرا لا يقصد بهم النازحون الذين هربوا من ظروف الحرب ولكنهم أولئك الذين اشتبه الحوثيون بأنهم لا يوالونهم فهجروهم وفجروا منازلهم. وذكر التقرير أن عدد الأطفال الذين قتلوا برصاص مباشر أطلقه مقاتلو الحوثي بلغ 59 طفلا، منهم أطفال ذكرت المنظمة أنهم قتلوا بلا ذنب إلا اشتباه الحوثيين بأنهم سيثأرون لآبائهم الذين قتلهم الحوثيون من قبل. واتصلت «الشرق الأوسط» بنجيب عبد الرحمن السعدي رئيس منظمة «وثاق للتوجه المدني» الذي أفاد بأن فريقه تكون من 100 متطوع قاموا برصد حالات الانتهاك في محافظتي صعدة وحجة، وذكر أن «الحوثيين يفرضون حالة من الحصار الشديد على محافظة صعدة ويمنعون وسائل الإعلام من الوصول إلى هناك» وأضاف السعدي أنه جماعة الحوثي «أتلفت عددا كبيرا من المواد التي قام فريقه بجمعها كأدلة من تسجيلات بالصوت والصورة ووثائق مما كان يضطر الفريق لمعاودة المحاولات مرة أخرى على مدى فترات متواصلة». وأكد السعدي أنهم حرصوا «بعد جمع التسجيلات التي قام بها فريق مدرب من 100 شخص على عرضها على فريق آخر من أبناء محافظة صعدة المقيمين في صنعاء، ولم تثبت المنظمة إلا الحالات التي تأكد لديها حدوثها». وذكر رئيس منظمة وثاق الحقوقية أن معظم الجرائم حدثت عام 2011 وهو العام الذي لم تكن فيه مواجهات بين الدولة وجماعة الحوثيين.

وينفي الحوثيون عادة مثل هذه التقارير ويقولون إنهم الطرف المعتدى عليه.

وشهد اليمن في الفترة بين 2004 و2010 ست حروب بين الحكومة اليمنية آنذاك وجماعة الحوثيين التي يقودها الآن عبد الملك الحوثي شقيق حسين الحوثي الذي قتل في مواجهات جماعته مع الجيش اليمني عام 2004.