«الحر» يستهدف قصر «تشرين» ويتوعد بضرب السفن الروسية

عضو في المجلس الأعلى لقيادة الثورة: النظام يستخدم صواريخ «سكود» ضد المدنيين

TT

أقر النظام السوري أمس بسقوط قذيفتي هاون بالقرب من قصر «تشرين» الرئاسي في العاصمة دمشق، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول قوله إن «القذيفتين سقطتا باتجاه السور الجنوبي لقصر (تشرين) وأسفرتا عن أضرار مادية فقط»، بعد وقت قليل على إعلان مصادر المعارضة السورية هذا الخبر، من دون أن تكشف أي تفاصيل إضافية.

وأعلن «الجيش السوري الحر» أمس، تنفيذ أول عملياته العسكرية في مدينة طرطوس الموالية للنظام السوري؛ إذ أصدر المكتب الإعلامي لـ«تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا» بيانا رسميا أشار فيه إلى قيام «كتيبة أحرار طرطوس للمهام الخاصة» التابعة للتجمع بالهجوم على المركز الحدودي في العريضة الغربية قرب منطقة عرب الشاطئ؛ إذ تم استهدافه وفقا للبيان «بعدة قذائف (آر بي جي) وعبوات ناسفة، إضافة إلى الأسلحة الرشاشة الخفيفة».

وأسفر الهجوم بحسب بيان التجمع «عن مقتل عدد كبير من رجالات النظام وجرح آخرين، إضافة إلى انسحاب جميع أفراد الكتيبة سالمين». كذلك، نشرت الصفحة الرسمية لـ«تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا» على «فيس بوك» العديد من أشرطة الفيديو التي تظهر تفاصيل العملية العسكرية. وإثر الاشتباكات في العريضة انعدمت حركة العبور بين لبنان وسوريا بشكل كلي عند هذا المعبر، الأمر الذي دفع شاحنات النقل الخارجي للانتقال إلى معابر أخرى.

وتعتبر خطوة «الجيش الحر» بنقل المعركة إلى مدينة طرطوس تحولا نوعيا في مسار الصراع العسكري الدائر في البلاد، لا سيما أن المدينة تضم القاعدة البحرية العسكرية الروسية الوحيدة في حوض المتوسط.

وفي هذا السياق، قال العميد سليم إدريس رئيس هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن قواته «لن تستهدف القاعدة العسكرية الروسية ما دام أن عملها يقتصر على تقديم الخدمات للقطع البحرية الروسية»، مؤكدا أن «الجيش الحر» سيستهدف السفن الروسية وليس القاعدة، «لأن هذه السفن تمد النظام السوري بالسلاح والذخائر والخبراء»، وأشار إلى «وجود معلومات عن وصول سفن روسية إلى الساحل السوري محملة بأكثر من 1400 طن من الذخائر».

ولم يعلن إدريس عن توقيت استهداف هذه السفن تاركا الأمر إلى الظروف الميدانية للمعركة، مؤكدا على «ضرورة ضرب هذه السفن واعتبارها أهدافا مشروعة للجيش الحر ما دام أنها تدعم النظام الحاكم بالسلاح الذي يستخدم لقتل السوريين».

وبالتزامن مع عملية «الجيش الحر» في طرطوس، استمرت المعارك في مدينة حلب وريفها، حيث نقل ناشطون معارضون معلومات مؤكدة عن استخدام النظام السوري لصواريخ «سكود» ضد الأحياء السكنية والقرى المجاورة. وأشار عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «النظام السوري يقوم بإطلاق صواريخ (سكود) من شمال العاصمة دمشق بعد أن تمكنت المعارضة من تعطيل عمل المطارات في حلب وإضعاف قدرة سلاح الجو النظامي الأمر الذي منع النظام من رمي القنابل والبراميل المتفجرة فوق المدنيين». وكشف النجار عن سقوط أكثر من سبعة صواريخ «سكود» في مناطق الريف الشمالي لا سيما جبل بدرو، مشددا على أن «هذه الصواريخ يتم إطلاقها من منطقة قطنا في ريف دمشق». ووضع النجار «خطوة استخدام القوات النظامية لصواريخ (سكود) ضد المدنيين في سياق التخاذل الدولي الذي أعطى النظام السوري الضوء الأخضر لاستخدام جميع أنواع الأسلحة ضد الشعب السوري».

وعن مسار المعارك في حلب، قال النجار إن «الجيش الحر» لا يزال يحاصر مطاري كويرس والنيرب العسكريين مع القيام بعمليات بسيطة لاختراق أسوار مطار كويرس، مشيرا إلى «قيام النظام بتدمير أي مساحة تتقدم فيها المعارضة، مهما كانت هذه المساحة صغيرة». وفي حين أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن «الثوار باتوا على مشارف مطار النيرب العسكري»، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مسلحي المعارضة تمكنوا بعد معارك عنيفة من السيطرة لساعات على مستودع المحروقات التابع لمطار النيرب العسكري، ثم اضطروا للانسحاب، وقبل ذلك سيطر المسلحون على حاجز على بعد مئات الأمتار من مطار حلب الدولي».

ويوضح النجار أن «معركة المطارات طويلة جدا بسبب اتساع مساحتها على عكس ما يظن الكثيرون»، مؤكدا أن «المعارضة المسلحة ستكتفي حاليا بتحييد المطارات في حلب ومنع هبوط وإقلاع طائرات النظام منها إضافة إلى الضغط على النظام عبر عرقلة وصول الإمدادات العسكرية إليه؛ إذ إن الذخائر تصل عادة إلى مطار النيرب العسكري». كما لفت إلى «وجود الكثير من الانشقاقات داخل صفوف القوات النظامية المتمركزة داخل المطارات حيث تقوم كتائب الجيش الحر بتأمين الممرات الآمنة لخروج العناصر المنشقة الذين يحمل بعضهم رتبا عالية».

وكانت المعارضة السورية المسلحة قد أعلنت في منتصف فبراير (شباط) الحالي، بدء هجوم واسع على المطارات في محافظة حلب شمال سوريا، بمشاركة جميع الكتائب المقاتلة على الأرض. وقد سيطر «الجيش الحر» خلال أسبوع على مطار الجراح العسكري ومقر اللواء 80 المكلف بحماية مطاري النيرب وحلب، إضافة إلى كتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة حاصل شرق حلب.