مزاعم إيرانية جديدة حول الصحافيين المعتقلين

المفاوضات النووية المرتقبة فرصة مناسبة لإثبات حسن النيات الأميركية

المرشد الايراني علي خامنئي يتحدث السبت الماضي (أ.ب)
TT

كشفت وزارة الأمن الإيرانية عن وثائق جديدة عمن سمتهم «الشبكة الإعلامية الخاصة بالحرب النفسية» التابعة لـ«جهاز الجاسوسية البريطاني» أي قناة «بي بي سي». وأعلنت تفاصيل جديدة بشأن اعتقال أو استدعاء عدد من الصحافيين والمراسلين المرتبطين بهذه الشبكة.حسب ما نقلت وكالة فارس للأنباء.

وكانت وزارة الأمن الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق عبر بيانين منفصلين اعتقال عدد من الصحافيين الذين يعملون لمصلحة القناة الإعلامية البريطانية «بي بي سي» وكيفية تعاونهم معها.

وقالت وزارة الأمن في بيانها الصادر أمس، إنه في إطار استمرار التحقيقات، تم جلب عدد آخر من العناصر المرتبطة بهذه الشبكة وجرى التحقيق معهم، كما تم استدعاء عدد آخر من المرتبطين بالشبكة غير الواعين، وبعد تلقي المعلومات والإيضاحات منهم فقد تمت توعيتهم على الأهداف الخفية والسيئة لهذه الشبكة، كما أنه من بين سائر العناصر الذين كانوا على لائحة الجلب أو الاعتقال فقد توارى 4 منهم عن الأنظار فيما هرب أحدهم إلى الخارج بصورة غير مشروعة. وأعلنت الوزارة الإفراج عن 3 من المعتقلين سابقا بكفالة بعد استكمال التحقيقات معهم وتلقي المعلومات والتوضيحات منهم.

وقال البيان إنه وفقا للمعلومات المتوفرة فإن «منظمة المقررين بلا حدود» وعبر الاقتباس من الهيكلية التنظيمية لمؤسسة الحرب النفسية «بي بي سي» قد نظمت هيكليتها ضمن المنطقة الجغرافية التي تشمل إيران وأفغانستان وطاجكستان في إطار تنظيمي واحد وأوكلت مسؤوليتها لأحد الفارين المعادين للثورة والمرتبطين بمنظمة «مجاهدين خلق» الإرهابية وبعض أجهزة الاستخبارات الأوروبية. ويتولى هذا العنصر في الوقت ذاته الحصول على تراخيص الإقامة واللجوء للعناصر الفارة العاملة في الشبكة والفارين من البلاد على أثر فتنة عام 2009.

وأكد البيان أن الضجيج المثار من جانب مسؤولي الشبكة الغربيين ليس له أدنى تأثير على مهمة كوادر الأمن الإيرانيين: «بل إن التصعيد الإعلامي الغربي مؤشر على الاقتراب أكثر فأكثر من هدف القضاء على واحدة من أكبر استثمارات ماكينة الحرب النفسية للأعداء».

وأوضح بيان وزارة الأمن الإيرانية أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن عددا من القنوات الإذاعية والتلفزيونية والمواقع الخبرية المعادية للثورة والمرتبطة بالعناصر الفارة من البلاد إثر فتنة عام 2009 (الفتنة التي حدثت بعد الانتخابات الرئاسية السابقة) تدار من قبل نواة مركزية في وحدة عمليات الحرب النفسية لجهاز التجسس التابع للحكومة البريطانية (بي بي سي).

وقالت الوزارة إن بعض وسائل الإعلام التي ثبت ارتباطها بالنواة المذكورة هي: مواقع «جرس»، «كلمة»، «القومي الديني ملي مذهبي»، «نوروز»، «صوت الحرية الأخضر (نداي سبز آزادي)»، «يوم أونلاين (روز أونلاين)»، «العبور (كذار)»، «قلم الحبر (خودنويس)» و«سحام نيوز».

وأوضحت أن المواقع والقنوات الأجنبية المرتبطة بهذه الشبكة هي: القنوات الإذاعية «R.F.L» (فرنسا)، «دويتشه وله» (ألمانيا)، «إذاعة الغد» (أميركا)، قنوات «B.B.C» (بريطانيا)، «V.O.A» (أميركا)، قناة «أنا وأنت» (بريطانيا).

وأشارت الوزارة إلى أن الوثائق الجديدة المكتشفة تشير إلى ممارسة أنشطة خاصة غير إعلامية من قبل هذه الشبكة، ومن ضمن ذلك استخدام مؤسسات أو مواقع إعلامية على الظاهر موجودة في الخارج من أجل إيجاد سبل ارتباط مع أفراد إعلاميين في الداخل يتم تحديدهم مسبقا، ومن ضمن هذه المؤسسات ما يسمى «الجمعية الدولية للصحافيين الإيرانيين» في باريس، أو ما يسمى «برنامج البحث الإعلامي» وهو من مشاريع «مركز دراسات العلاقات العالمية» الأميركي وغيرها التي تتابع مهمات مكلفة بها من قبل أجهزة استخباراتية أوروبية وأميركية.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن جولة المفاوضات المرتقبة بين إيران ومجموعة الـ5+1 فرصة مواتية لإثبات حسن النيات الأميركية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء بأن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان براست وعلى هامش مؤتمره الصحافي الأسبوعي قال: «إن على أميركا والدول الغربية التسليم بحقيقة مفادها بأنه يحق للدول المستقلة وبما فيها إيران أن تمضي قدما في مسار النشاط النووي السلمي»، مؤكدا أن مطالبات إيران بحقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية تأتي وفقا لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وطالب رامين مهمان براست الأميركيين بالكف عن التدخل في الشأن الإيراني الداخلي والامتناع عن استمرار مناصبتها العداء لإيران، فضلا عن تجنب دعم المجموعات المعادية لمصالح الشعب الإيراني، مشددا على ضرورة تغيير السلوك الأميركي وإثبات حسن نياته تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واصفا جولة المحادثات المرتقبة بين طهران ومجموعة 5+1 بأنها فرصة مواتية لأميركا لكي تثبت مصداقيتها وحسن نياتها في دعوتها إلى الحوار مع إيران، وذلك بالاعتراف رسميا بحق إيران المشروع في امتلاك التقنية النووية.