عريقات إلى واشنطن حاملا مبادرة سلام.. تمهيدا لزيارة أوباما

سيلتقي كيري مثلما فعل مولخو وسيطلب تدخلا شخصيا وفاعلا من الرئيس الأميركي

TT

رفض رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، الكشف عن تفاصيل ما في جعبته، قبل يوم من زيارته المقررة للولايات المتحدة، للقاء مسؤولين أميركيين، في خطوة تمهيدية لزيارة مرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة، في مارس (آذار) المقبل، قائلا إنه يريد انتظار نتائج اجتماعاته بالمسؤولين الأميركيين أولا.

واعتبر عريقات أنه من غير اللائق أن يفصح عما في جعبته في هذا الوقت، غير أن مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط» إن عريقات يحمل معه مبادرة سلام تنص على مفاوضات تبدأ فورا من حيث توقفت، بين السلطة الفلسطينية ورئيس الحكومة الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت أواخر عام 2008، ولمدة 6 شهور، على أن يتوقف خلالها الاستيطان، ويتدخل الرئيس الأميركي شخصيا لضمان نجاح هذه المفاوضات. ورفض عريقات تأكيد أو نفي ذلك عندما سألته «الشرق الأوسط».

وقالت المصادر إن عريقات تحرك لواشنطن بعدما مل الفلسطينيون انتظار تشكيل وفد من الجامعة العربية لحمل هذه المبادرة التي اقترحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على لجنة السلام العربية، وأقرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وعرضها على الرئيس الأميركي ودول أخرى.

وثمة غضب في رام الله من تباطؤ الدول العربية في التعاطي مع هذه القضية، إضافة إلى المسألة المالية، إذ لم تحوّل حتى الآن أي أموال من شبكة الأمان العربية التي أقرت قبل نحو عام في قمة بغداد في مارس (آذار) الماضي.

ومن المتوقع أن يشرح الوفد الفلسطيني، الذي يضم إلى جانب عريقات عضو اللجنة المركزية لفتح محمد أشتية، وضع السلطة الحرج، بسبب توقف المفاوضات واستمرار البناء الاستيطاني، ومصادرة إسرائيل أموال الضرائب، وامتناع الولايات المتحدة نفسها عن تحويل مساعدات لها، مما يجعل انهيار السلطة ممكنا ومتوقعا.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن السلطة الفلسطينية ستطلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يتدخل شخصيا في العملية السياسية في المنطقة، من خلال طرح مبادرة جديدة تسمح باستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن مصادر في ديوان الرئيس محمود عباس قولها إن الجانب الفلسطيني يشعر بخيبة أمل، بسبب عدم طرح الرئيس الأميركي أي مبادرة لدفع المفاوضات خلال فترة ولايته الأولى.

وسيلتقي عريقات وأشتية بوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيصل للمنطقة بدوره بداية الشهر المقبل، قبل زيارة أوباما المنتظرة في 20 مارس.

وكان كيري قد التقى أيضا يتسحاق مولخو، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبير المفاوضين، هذا الأسبوع، وسيلتقي أيضا مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور، وهو منسق زيارة أوباما في إسرائيل. وتريد تل أبيب مثل رام الله دفع عملية السلام، لكن كل وفق رؤيته الخاصة.

ويقول الفلسطينيون إنهم لن يعودوا إلى سياسة المفاوضات السابقة، وإنما يريدون إنهاء الصراع وليس إدارته. أما نتنياهو، فقال إنه سيطلب من أوباما دفع عملية السلام كي لا يضيع الجانبان 4 سنوات أخرى في بحث كيفية العودة للمفاوضات. وأضاف أمام زعماء الوكالة اليهودية في القدس: «هناك حاجة إلى مفاوضات حثيثة وصارمة، وسأبحث ذلك مع الرئيس الأميركي خلال زيارته المقررة لإسرائيل». وتابع القول: «حان الوقت لأن يعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية، ولا يقتصر تقديم التنازلات على إسرائيل وحدها». وتحدث نتنياهو عن الدولة الفلسطينية المستقبلية قائلا إنها ستكون منزوعة السلام، لأن عدم تحقيق ذلك «يلزم إسرائيل بمواجهة حالة أسوأ بكثير مما كانت عليه مع قطاع غزة وجنوب لبنان».

وتقول مصادر إسرائيلية إن نتنياهو يعرف أن عليه دفع ثمن ما للعودة إلى المفاوضات، لكنه يريد لهذا الثمن أن لا يكون باهظا.