كيري يزور الرياض بداية مارس ويجتمع مع وزراء خارجية الخليج

مسؤول في السفارة الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: الزيارة ترد على التقارير المزعومة بتخلي واشنطن عن المنطقة

TT

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن جون كيري، وزير الخارجية، سيقوم بزيارة إلى السعودية في الأسبوع الأول من شهر مارس (آذار) المقبل، ضمن أول جولة دولية يقوم بها خارج الولايات المتحدة بعد توليه منصبه كوزير للخارجية مطلع الشهر الحالي، وسيلتقي كيري مع القيادة السعودية لمناقشة التعاون بين البلدين حول بعض القضايا المشتركة، كما سيشارك في اجتماع وزراي مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي.

وأصدرت الخارجية الأميركية أمس بيانا باسم الناطقة باسمها فيكتوريا نولاند، كشفت خلاله أن وزير الخارجية جون كيري سيبدأ جولاته الخارجية في الـ24 من فبراير (شباط) الحالي، وتستمر حتى السادس من مارس المقبل، والتي تشمل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، إضافة إلى تركيا ومصر والسعودية والإمارات وقطر.

وقال لـ«الشرق الأوسط» مسؤول رفيع في السفارة الأميركية في الرياض إن المحطة الثانية لكيري في منطقة الشرق الأوسط بعد مصر ستكون السعودية، وهو دليل على قوة العلاقة بين الرياض وواشنطن، ولتنفي الزيارة التقارير المزعومة التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تبتعد عن منطقة الشرق الأوسط بعد انسحابها من أفغانستان والعراق، وبدأت تركز اهتمامها على المناطق الآسيوية، مؤكدا أن واشنطن تقدر أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الرياض ومنطقة الشرق الأوسط ككل.

وأضاف المسؤول أن زيارة وزير الخارجية جون كيري تستمر ليومين، وتبدأ في اليوم الثالث من مارس، وسيلتقي فيها مسؤولي الحكومة السعودية، إضافة إلى 3 وزراء للخارجية من دول الخليج، إلا أنه لم يحدد أسماءهم، مشيرا إلى أن الاجتماعات ستركز على العلاقات الثنائية بين واشنطن ودول الخليج، إضافة مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل الأزمة الحالية في سوريا والوضع في أفغانستان والسلام في الشرق الأوسط.

وبين المسؤول الأميركي أن الزيارة تأتي في وقت مهم وحساس في ظل ما تعيشه المنطقة من أحداث كبرى، وهو دليل على وعي الخارجية الأميركية بأهمية المنطقة والدور الذي تقوم فيه.

إلى ذلك، تجاوز حجم التبادل التجاري بين السعودية وأميركا 60 مليار دولار خلال العام الماضي. وتعد السعودية أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، إذ تحتل المرتبة الثانية عشرة في تجارة السلع، إضافة إلى أن الرياض تعد من بين أكبر أسواق الصادرات للسلع الأميركية إذ احتلت المرتبة الـ25، حيث بلغت قيمة صادرات السلع الأميركية إلى السعودية 13 مليار دولار في عام 2011، وتأتي في طليعة فئات الصادرات السيارات والآلات والمعدات الطبية والطائرات.

وحسب البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه عبر سفارة الولايات المتحدة في الرياض، فإن «كيري سيزور أولا المملكة المتحدة، حيث سيلتقي كبار المسؤولين البريطانيين لمناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والعالمية التي ننسق في ما بيننا بشأنها بشكل وثيق»، وسيتجه إلى مدينة برلين الألمانية، حيث سيعقد اجتماعات ثنائية بشأن قضايا ذات اهتمام مشترك، كما سيشارك في عدد من اللقاءات العامة، بما فيها لقاء مع عدد من الشباب الألماني لمناقشة وجهات النظر بشأن العلاقات الأوروبية الأميركية، وستكون زيارته لبرلين فرصة لإعادة تواصله مع المدينة التي عاش فيها عندما كان صغيرا».

وسيغادر الوزير كيري إلى باريس، حيث سيناقش مع كبار المسؤولين الفرنسيين التعاون المستمر كجزء من الجهود الدولية لدعم مالي، إضافة إلى غير ذلك من القضايا الإقليمية والعالمية المهمة.

وفي العاصمة الإيطالية روما سيلتقي كيري كبار المسؤولين الحكوميين هناك، كما سيشارك في اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف عديدة مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين لاستعراض العلاقة عبر الأطلسية الأوسع، ومناقشة قضايا ذات اهتمام عالمي مشترك. وأثناء وجوده في روما سيشارك الوزير كيري في اجتماعات متعددة الأطراف بشأن الأزمة السورية ومع قيادة ائتلاف المعارضة السورية.

وسيتوجه الوزير كيري إلى أنقرة، حيث يلتقي بالمسؤولين الأتراك لبحث الأولويات الاستراتيجية، من إنهاء الأزمة في سوريا إلى تشجيع الاستقرار الإقليمي والسلام والأمن، إضافة إلى استكشاف مجالات لتعميق التعاون الثنائي بين الولايات المتحدة وتركيا، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب.

وستتخلل جولة الوزير الأميركي زيارة إلى القاهرة، حيث سيجتمع مع كبار المسؤولين المصريين وغيرهم من القادة السياسيين وقادة المجتمع المدني ومجتمع الأعمال للتشجيع على تحقيق قدر أكبر من التوافق السياسي والمضي قدما في الإصلاحات الاقتصادية، على أن يلتقي خلال وجوده في القاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، للتشاور بشأن العديد من التحديات المشتركة عبر المنطقة. وتشمل جولة كيري زيارة للعاصمة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة للاجتماع مع كبار المسؤولين وبحث مواصلة التنسيق الوثيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بينما ستكون الدوحة آخر محطاته، وسيلتقي فيها مع القيادة القطرية لبحث القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك مثل الأزمة الحالية في سوريا والوضع في أفغانستان والسلام في الشرق الأوسط.