بارزاني يبحث في موسكو تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا وكردستان

الزعيم الكردي يزور المنزل الذي أقام فيه والده خلال سنوات النفي

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال زيارته أول من أمس المنزل الذي أقام فيه والده الملا مصطفى بارزاني («الشرق الأوسط»)
TT

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات في موسكو أمس مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. وتناولت المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا وإقليم كردستان العراق، حسبما أفادت به مصادر روسية.

وكان بارزاني قد استهل زيارته الرسمية الأولى إلى روسيا أول من أمس بزيارة البيت الذي أقام فيه والده الزعيم الراحل الملا مصطفى بارزاني في موسكو أثناء سنوات نفيه إلى الاتحاد السوفياتي السابق منتصف الأربعينات من القرن الماضي، وتبادل الأحاديث عن ذكريات إقامة والده مع سكان المنطقة والمسؤولين في بلديتها. يذكر أن بارزاني الأب قاد الثورة الكردية من عام 1961 إلى 1975 قبل انهيارها جراء توقيع معاهدة الجزائر بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة العراقي حينذاك وبين شاه إيران بوساطة من الرئيس الجزائري هواري بومدين على هامش مؤتمر قمة الجزائر في ذلك العام. وكان بارزاني الأب ساهم مع أفراد عشيرته بقيادة قوات البيشمركة الكردية المكلفة بالدفاع عن أول جمهورية كردية تأسست في تاريخ الشعب الكردي عام 1646 بمدينة مهاباد الكردية بإيران بدعم سوفياتي، لكن الشاه رضا بهلوي نجح في إسقاط تلك الجمهورية وإعدام قادتها، مما أدى بالملا مصطفى إلى النزوح مع المئات من أنصاره إلى داخل الأراضي السوفياتية، والبقاء فيها لاجئا سياسيا إلى عام 1959 عندما طلب منه زعيم الثورة الجديدة بالعراق عبد الكريم قاسم العودة إلى العراق حيث استقبل استقبالا شعبيا ورسميا حاشدا.

والتقى رئيس الإقليم في أول يوم من زيارته إلى موسكو بالسفير العراقي فايق فريق نيرويي، وعقد مؤتمرا صحافيا تطرق فيه إلى عدة مواضيع مهمة في مقدمتها الأزمة السياسية في العراق والتي أشار خلال حديثه إلى أن هذه الأزمة لا تزال تراوح مكانها، وهناك خلافات بين السنة والشيعة تعود أسبابها إلى المواقف المتشددة من الطرفين، وفي بعض الأحيان تلعب الشعارات دورها في تأجيج تلك الخلافات، ولكن هناك أيضا جهودا متعددة الأطراف تبذل حاليا من أجل حلها، وأنه عندما يعود إلى كردستان بعد زيارته إلى روسيا سيجتمع بجميع الأطراف السياسية العراقية من أجل التباحث عن الآليات المناسبة لحل الأزمة. وحذر بارزاني من نشاطات تنظيم «القاعدة»، وقال «إن لتنظيم القاعدة وجودا واضحا في جميع الدول العربية بما فيها العراق، ولهذا التنظيم تنسيق وتعاون مؤثر مع الجناح السوري للتنظيم». وأكد بارزاني أن «الوضع السوري وتفاقم الأزمة هنالك يؤثر بشكل سلبي وخطير على الوضع بإقليم كردستان، فلتلك الأزمة تداعياتها وتأثيراتها المباشرة على جميع أنحاء المنطقة وخصوصا إقليم كردستان رغم أن الحدود المشتركة باتت مسيطرا عليها».