تشكيل تجمع معارض لحث المسيحيين على المشاركة في الثورة

مطران الكلدان في حلب ينفي تهجيرهم رغم تعرضهم للخطر

TT

أكد مطران الكلدان في حلب أنطوان أودو أمس أن «مسيحيي سوريا يأملون في تحقيق (المصالحة والسلام) في هذا البلد»، نافيا «تهجير المسيحيين من بلدهم رغم تعرضهم (للخطر) بسبب تصاعد موجة العنف»، وأشار المطران الذي يرأس أيضا جمعية «كاريتاس سوريا» إلى «عدم وجود ظاهرة تهجير للمسيحيين في سوريا، لكن عندما يكون هناك عدم استقرار وضيقة عيش واضطراب، فالكل يحاول اللجوء إلى مكان آمن، وهذا ما يحصل للمسيحيين في سوريا». وأضاف أودو في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أعتقد أن المسيحيين مستهدفون في سوريا، وهم معرضون للخطر كغيرهم نتيجة العنف والفوضى في البلد، كذلك، هناك أعداد هائلة من إخواننا المسلمين من كل الأطياف تعرضوا للحرمان والتهجير نفسه».

وتأتي تصريحات المطران أودو بعد أيام قليلة من إعلان المعارض السوري ميشيل كيلو تأسيس تجمع سياسي يضم مسيحيين معارضين للنظام السوري، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «التجمع يضم مجموعة من رجال الأعمال والمثقفين وبعض رجال الدين الذين لا يؤيدون موقف الكنيسة تجاه الوضع السوري»، ومن أبرز هؤلاء سمير صطوف وميشيل صطوف والأب إسبريدون طنوس وبسام البيطار والناشطة ربى حنا. وأوضح كيلو أن «هدف التجمع كان بالدرجة الأولى دفع أبناء الطائفة إلى المشاركة بالثورة ودعم المواقف المطالبة بالحرية والديمقراطية، وعندما علمنا بأن هناك منظمة تعمل لهذا الهدف أطلق عليها اسم (مسيحيون سوريون من أجل الديمقراطية) مسجلة وعندها إدارة مستقلة، أعلنا فورا انضمامنا إليها». وأوضح كيلو أن «أعضاء التجمع كانوا ينوون القيام بجولة في القرى السورية القريبة من الحدود مع تركيا، لكن الأجواء المتوترة عند معبر باب الهوى الذي شهد تفجيرا منذ فترة جعلتنا نصرف النظر عن هذه الخطوة لنقوم لاحقا باستقبال ممثلين عن ثوار الداخل من المحكمة الشرعية في حلب وناشطين من ريف إدلب»، وأضاف أن «أعضاء التجمع ناقشوا مع (الثوار) الوضع الميداني على الأرض وكيفية تقديم الدعم الإنساني حيث سينشط التجمع في مجالات مختلفة تتعلق بإعادة إعمار المدارس والبيوت وتوصيل المياه والأدوية وإقامة دورات دراسية للأطفال النازحين، إضافة إلى بعض العيادات المتنقلة، وذلك باسم الجمهور المسيحي في سوريا الذي نعتقد أن من واجبه المشاركة في الثورة ضد النظام السوري».

وعن الاتهامات التي وصفت التجمع بأنه «تكتل طائفي»، قال كيلو: «لو كان هذا التجمع طائفيا لكنا طالبنا بحصة المسيحيين ودافعنا عن مصالحهم الضيقة»، وتابع: «ما نسعى إليه إدخال المسيحيين في الثورة ليصبحوا جسر عبور وتواصل بين عموم السوريين»، مؤكدا أن «المسيحيين ليسوا طائفة؛ بل هم جزء من الشعب وعليهم تحمل المسؤولية واتخاذ موقف حاسم مما يجري في البلاد».

ويأتي تشكيل هذا التجمع بعد أسبوع على تنصيب البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريركا لطائفة الروم الأرثوذكس في سوريا، حيث شارك في حفل التنصيب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إضافة إلى عدد من رؤساء الطوائف المسيحية في مشهد قرأه كثيرون على أنه جرعة دعم قدمها مسيحيو المنطقة للنظام السوري.

وفي هذا الصدد، قال كيلو: «ليس كل رؤساء الدين في سوريا من مؤيدي النظام الحاكم أو منسجمين مع رؤية الكنيسة، هناك العشرات من الأسماء التي ينحاز أصحابها إلى حقوق الشعب ومطالبه»، مشيرا إلى أن «موقف الكنيسة من الوضع الحالي بدأ بتأييد النظام ثم اتخذ السادة المطارنة موقف المتجاهل مما يجري، إلى أن تطور الأمر قبل شهرين بالانحياز إلى آلام الشعب ونبذ العنف، وبذلك يكون الموقف قد صار قريبا جدا مما نطالب به»، وأضاف: «نحن نشجع الكنيسة على أن تطور موقفها نحو إدانة العنف المرتكب من جانب النظام الحاكم، لتضع نفسها في خدمة الشعب السوري بكل أطيافه وشرائحه وليس في خدمة المسيحيين فقط».

وعن إمكانية احتضان كتائب عسكرية يشكلها مسيحيون في الداخل السوري، قال كيلو: «سيتم نقاش هذا الأمر فيما لو تطور الوضع على الأرض نحو تشكيل كتائب مسيحية، ولكن في المبدأ لن تكون هناك منظمات مسيحية مسلحة لتوسيع الحرب الدائرة في البلاد». وخلص المعارض السوري إلى أن «المسيحيين في سوريا سيستقبلون إعلان تشكيل هذه الهيئة بإيجابية كبيرة لأنهم جزء من الشعب وليسوا أتباعا لنظام استبدادي قمعي»، مؤكدا أن «وقوف المسيحيين السوريين مع الحرية سيفيدهم في المستقبل، فيما الانحياز إلى جانب النظام سيضرهم كثيرا».

يذكر أن نسبة المسيحيين في سوريا تصل إلى 10% من تعداد السكان، وقد اتخذوا مواقف متباينة من الصراع الدائر في البلاد، إلا أن معظم التقارير تؤكد وقوفهم على الحياد بعد انتشار الفوضى في العديد من المناطق التي يقيمون فيها.