المعارضة تتهم نظام الأسد بالضغط على الأندية للمشاركة في الدوري الكروي

بعد مقتل لاعب كرة بسقوط قذيفتي هاون على ملعب تشرين في دمشق

TT

قتل لاعب كرة القدم السوري يوسف سليمان أمس وجرح أربعة آخرون جراء سقوط قذيفة هاون خلف مبنى يقيم فيه اللاعبون في ملعب تشرين الرياضي في دمشق. وحملت «رابطة الرياضيين السوريين الأحرار» المعارضة أعضاء الاتحاد الرياضي العام مسؤولية مقتله، متهمة النظام السوري بالضغط على الأندية الرياضية لخوض منافسات الدوري السوري لكرة القدم، رغم الأزمة الأمنية التي تعصف بالبلاد.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بسقوط قذيفتي هاون في حديقة ملعب مدينة تشرين الرياضية بمنطقة البرامكة بدمشق، «أطلقهما إرهابيون، ما أسفر عن استشهاد أحد لاعبي فريق الوثبة وإصابة عدد من اللاعبين أثناء التدريب». بدوره، ذكر الاتحاد الرياضي العام في سوريا على موقعه الإلكتروني أن مهاجم فريق الوثبة، يوسف سليمان، قتل في الحادثة، مشيرا إلى إصابة أربعة آخرين يلعبون في فريق النواعير الحموي، هم إبراهيم وهادي المصري وبهاء الظاظا ومحمود الرحيم.

ونعى الاتحاد اللاعب سليمان، مشيرا إلى أنه من مواليد حمص 1987، وتدرج بالفئات العمرية ضمن فريق الكرامة، ولعب لموسمين في فريق الرجال وشارك معه في بطولاته الداخلية والخارجية قبل أن ينتقل إلى فريق الوثبة قبل أربعة أعوام، أحرز خلالها مع فريقه الجديد المركز الثاني في كأس الجمهورية. وذكر الاتحاد أن سليمان «متزوج ولديه طفلة عمرها أربعة أشهر واسمها (شهد)».

وقالت مصادر في الاتحاد الرياضي لـ«الشرق الأوسط» إن اللاعب سليمان «كان في غرفته في الطابق السفلي من المبنى أثناء سقوط القذيفتين، ما أدى إلى إصابته بشظية في الرأس قتلته فورا»، مؤكدة أن اللاعبين الآخرين «في حالة مستقرة». وأضافت المصادر: «إثر الحادثة، ألغيت مباراة كانت تجمع فريقي الوثبة (حمص) والنواعير (حماه) عصر اليوم (أمس)». وعما إذا كانت الحادثة أمس ستؤثر على سير مباريات الدوري، قالت المصادر: «الدوري مستمر، وتتواصل المباريات في الأيام المقبلة بحسب مواعيدها».

ويعد هذا التطور الأول من نوعه لجهة استهداف ملاعب رياضية في دمشق تجمع اللاعبين والجمهور. ورغم التوتر الأمني الذي تعيشه سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات فيها قبل عامين، بقيت النشاطات الرياضية متواصلة في البلاد، حيث تقام مباريات كرة القدم ضمن إطار منافسات الدوري السوري. وقالت مصادر رياضية سورية لـ«الشرق الأوسط» إن الأعمال العسكرية التي تعصف بالبلاد «دفعت الاتحاد إلى حصر المباريات الرياضية في ملاعب دمشق، حيث تقام المباريات على ملاعب الجلاء، وتشرين، والفيحاء».

وأشارت المصادر إلى أن اختيار ملاعب دمشق لمتابعة الدوري السوري لكرة القدم «يأتي حلا بعد تطور الأعمال الحربية في أكثر من محافظة»، لافتة إلى أن دمشق «آمنة نسبيا، وتوفر على اللاعبين مخاطر التنقل من محافظة إلى أخرى». وأضافت: «بعض المباريات تقام في ملاعب في طرطوس واللاذقية والسويداء، لكنها مباريات غير مرتبطة بالدوري». ويتهم معارضون السلطات السورية بالتضييق على الرياضيين وإجبارهم على ممارسة نشاطهم الرياضي كالمعتاد. وذكر مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن بعض اللاعبين الذين يميلون إلى تأييد الثورة «لا يستطيعون الانشقاق عن أنديتهم أو الخروج من البلاد خوفا على مصير عائلاتهم». وأضاف: «النظام أجبر الأندية على لعب بطولة الدوري وفق مجموعتين في مرحلة واحدة تقام جميع مبارياتها بالعاصمة دمشق».

من جهتها قالت «رابطة الرياضيين السوريين الأحرار» المعارضة إنها حذرت مرارا من إقامة الدوري السوري في ظل الظروف الأمنية الراهنة، لافتة في بيان نشرته على صفحتها على «فيس بوك» إلى أن «الاتحاد الرياضي العام واتحاد الكرة أصرا على قرارهما تحت طائلة التهديد لجميع الأندية السورية». وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي «بغرض إيهام المجتمع الخارجي إعلاميا ورياضيا بأن الحياة في العاصمة دمشق تسير بشكل طبيعي، وبغية الحصول على المنح المالية التي تقدمها الفيفا وتم إيقافها منذ العام الماضي».

وأضافت الرابطة أنه «على الرغم من كل الضغوطات التي تعرضت لها الأندية من أجل ضمان مشاركتها ببطولة الدوري فإن ستة أندية فقط (ثلاثة منها من دمشق) التزمت ببطولة الدوري، بينما اعتذرت باقي الأندية (ثلاثة منها اعتذرت بشكل علني وهي أندية الاتحاد والحرية والفتوة)، وهو ما دفع اتحاد الكرة إلى إقامة مباريات مجموعة واحدة فقط في الوقت الذي يمارس فيه ضغوطات أكبر على باقي الأندية لضمان مشاركتها ببطولة الدوري لاحقا».

وحملت رابطة الرياضيين السوريين الأحرار أعضاء الاتحاد الرياضي العام الذي يترأسه اللواء موفق جمعة وأعضاء اتحاد كرة القدم برئاسة صلاح رمضان «المسؤولية كاملة عن استشهاد اللاعب يوسف سليمان وإصابة كل اللاعبين». وأعلن عن تأسيس «اتحاد الرياضيين السوريين الأحرار» في الدوحة في سبتمبر (أيلول) الماضي برئاسة عضو مجلس إدارة المنتدى وسفير الأمم المتحدة لمنظمة «اليونيسيف» يحيى كردي، وعضوية كل من محمد ياسر الحلاق ونزار خراط ومحمد نجار. وتجاوز عدد قتلى الثورة السورية من الرياضيين الـ110 قتلى منذ بداية الثورة السورية حتى الآن.