إدانة 3 بريطانيين بالتخطيط للقيام بتفجيرات كبرى في لندن

لو حصلت لكانت الأعنف منذ هجمات لندن 2005 * سعوا لتجنيد فريق من 6 إلى 8 مفجرين انتحاريين * الشرطة تنصتت عليهم منذ عام 2011

المتهمون الثلاثة (من اليسار ) عرفان نصير (31 عاما)، وعرفان خالد (27 عاما)، وعاشق علي (27 عاما)، الذين أدينوا امس في محكمة وولويتش كراون في لندن (إ.ب.أ )
TT

أدين ثلاثة بريطانيين مسلمين أمس بالتخطيط للقيام بسلسلة تفجيرات، قال المدعون إنها لو حصلت لكانت أعنف من الهجمات الدامية في 7 يوليو (تموز) 2005 على شبكة النقل في لندن. وأدين كل من عرفان نصير (31 عاما)، وعرفان خالد (27 عاما)، وعاشق علي (27 عاما)، بأنهم «شخصيات مركزية» في مخطط إسلامي متطرف لتفجير ثماني قنابل مخبأة في حقائب ظهر، وربما عبوات موقوتة أخرى في مناطق مكتظة. والرجال الثلاثة، وجمعيهم من برمنغهام بوسط إنجلترا، نفوا اتهامات بالمشاركة في التحضير لأعمال إرهابية خلال محاكمتهم التي جرت في محكمة وولويتش كراون بلندن. وذكر القاضي ريتشارد هنريك، أن كل من عرفان نصير، وعرفان خالد، وعاشق علي، سيواجهون عقوبة السجن مدى الحياة عندما تصدر الأحكام بحقهم في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار) هذا العام. ووجه القاضي كلمة للمدانين قائلا: «لقد سعيتم لتجنيد فريق من ستة إلى ثمانية مفجرين انتحاريين لتنفيذ حملة تفجيرات مثيرة، كان من الممكن أن تكرر مأساة هجمات 7 يوليو (في لندن) أو 11 سبتمبر (أيلول) (التي شهدتها الولايات المتحدة)». وقال ممثل الادعاء برايان ألتمان: «لقد نجحت الشرطة في إفساد خطة المتهمين، التي كانت ستحدث كثيرا من الرعب على غرار تفجيرات لندن 2005»، مضيفا: «لقد كانوا تحت عيون الشرطة منذ سبتمبر 2011». وضبطت الشرطة مسودة بخط عرفان نصير وهو كيماوي من سبارك هيل، كتب فيها طرق إعداد المتفجرات. ورغم أن المتهمين لم يحددوا أهداف بعينها، فإن فريق الشرطة استمع إلى مناقشات حول استخدام الكلاشنيكوف والسموم وتفجير أعضاء الخلية لأنفسهم، بحسب (سكاي نيوز).

وقد وجد أن الرجال الثلاثة مذنبون بتهمة التخطيط لتنفيذ تفجيرات، وجمع المال لشن عمليات «إرهابية»، وتجنيد آخرين من أجل هذه العمليات. بدأ رجال شرطة في مجال مكافحة الإرهاب تحريات عن الثلاثي في عام 2011، حيث زرعوا أجهزة تنصت في المكان الآمن الذي كانوا يختبئون فيه ووضعوهم تحت المراقبة على مدار الساعة. وكان نصير وخالد قد زارا معسكرات لتدريب «إرهابيين» في باكستان في عامي 2009 و2011، حيث قالت الشرطة إنهما تلقيا تدريبا على صنع القنابل واستخدام الأسلحة النارية والسموم. كما قام الثلاثة بخداع جمعيات خيرية إسلامية محلية وأحد المساجد للسماح لهم بجمع تبرعات باسمهم ثم استخدموا معظم الأموال لتمويل حملتهم. وقال مفتش المباحث، آدم جوف، إنه لم يتم التخطيط لأهداف محددة أو لإطار زمني محدد، لكن الهجوم كان سيتضمن «تفجير ثماني حقائب ظهر في أماكن مزدحمة». وأضاف: «كان الرجال هم (الصفقة الحقيقية)». ومع ذلك، فإن بعض الأدلة التي تم تقديمها أمام المحكمة جعلت من غير المحتمل أن يبدو الثلاثي كأنهم إرهابيون. كان نصير، وهو خريج في مجال الصيدلة وعاطل عن العمل، يلقب بـ«السمين» بسبب وزنه، وكانت والدته تصفه بأنه «فتاها المدلل». أما علي، فقد كان ضعيف البصر، في حين قال والد خالد إن ابنه لديه ظروف طبية لم تكن لتسمح له بالقيام بدور عملي في تنفيذ أي هجوم. وخسر عضو آخر في المجموعة، كان قد كلف مهمة المضاربة في الأسواق المالية من أجل زيادة أموالهم، ثلاثة آلاف جنيه إسترليني عندما ترك شاشة حاسوبه لمدة خمس دقائق لكي يغلي ماء. وبلغ إجمالي ما خسره تسعة آلاف جنيه من إجمالي مبلغ 14500 جنيه كان قد عهد إليه به. وكان على المجموعة حينئذ أن تتقدم بطلب للحصول على قروض. وحاول علي أيضا حرق رسالة كان قد كتبها نصير تذكر تفاصيل كيفية تصنيع قنبلة، لكنه توقف عندما نتج عن حرقها الكثير من الدخان. وتم استخدام هذه الرسالة كدليل ضدهم. وقالت الشرطة إن المؤامرة أهم مخطط إرهابي يكشف عنه في بريطانيا منذ مخطط عام 2006 لنسف طائرات عابرة للأطلسي بقنابل في عبوات مواد سائلة. واثنان من المدانين وهما نصير وخالد، سافرا إلى باكستان للتدرب على القيام بأعمال إرهابية، بينما ساعد نصير أيضا آخرين على السفر هناك للغرض ذاته، بحسب ما استمعت المحكمة.