تركيا تسمح لوفد كردي بمقابلة أوجلان زعيم حزب العمال المسجون

طائرات تركية تقصف مواقع حزبه في شمال العراق

TT

في الوقت الذي قال فيه مسؤول بوزارة العدل التركية إن حكومة بلاده وافقت أمس على قيام مجموعة من السياسيين المؤيدين للأكراد بزيارة زعيم المتمردين المسجون عبد الله أوجلان وهي خطوة طال انتظارها للمضي قدما في محادثات السلام من أجل إنهاء تمرد مستمر منذ 28 عاما، قصف الطيران الحربي التركي مساء أول من أمس مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، كما أكدت مصادر عسكرية محلية أمس.

وقالت هذه المصادر إن الطائرات التركية ضربت 12 هدفا في جبال قنديل، وهي منطقة في شمال العراق حيث يقيم حزب العمال الكردستاني قواعد، من دون الإشارة إلى ضحايا.

وبدأت تركيا مفاوضات مع أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في محبسه بجزيرة أمرالي قرب إسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتضع إطار عمل من أجل إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

وأوضح رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أن مجموعة من النواب الأكراد البارزين الذين تم تصويرهم وهم يعانقون بعض المتمردين سيمنعون من لقاء زعيم حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.

واستسلم حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد في البرلمان التركي للضغوط التي تمارس عليه فيما يبدو واقترح أسماء ثلاثة نواب بدلا من زعماء الحزب الذين اقترحهم في البداية «حتى لا تصل العملية إلى طريق مسدود». وتفسيرا لهذه الخطوة قال حزب السلام والديمقراطية إنه يتعامل وفقا لطلب من زعيم حزب العمال الكردستاني مؤكدا على أن أوجلان أعرب عن عدم رضاه عن موقف الحكومة.

وقال قائدا حزب السلام والديمقراطية صلاح الدين دميتراس وجولتان كيساناك في بيان مشترك «وجدنا أن موقف السيد أوجلان الذي يهدف إلى حل المشكلة وتخطي العقبات مؤثر للغاية ويستحق التقدير».

وقال مسؤول وزارة العدل لـ«رويترز» إن الوفد المقرر أن يزور أوجلان غدا يتألف من المخرج اليساري غير الكردي سري سوريا أوندر وأولتان تان وهو سياسي ذو خلفية إسلامية إلى جانب الناشطة الكردية بروين بولدان.

وكانت تقارير إعلامية سابقة أشارت إلى أن أوجلان يمكن أن يدعو إلى وقف إطلاق النار من خلال الوفد الكردي في إطار عملية تتصور انسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا ثم نزع سلاحه في النهاية مقابل إصلاحات تدعم حقوق الأقلية الكردية في البلاد.

وقال حزب العمال الكردستاني إن طائرات حربية تركية قصفت في غارة ليلية قرية في جبال قنديل بشمال العراق حيث يتمركز آلاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني مما أدى إلى تدمير كروم وحدائق. وتحدث مقاتلو الحزب مؤخرا عن هجمات مشابهة خلال الأيام القليلة الماضية لكن قيادة أركان الجيش التركي لم تعلق على الأمر. وكان أردوغان قد قال في وقت سابق إن القتال ضد المتمردين سيتواصل حتى يلقوا سلاحهم.

وأكد الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني، قوات الدفاع عن الشعب، حصول الضربات، موضحا أنها دامت ساعة واستهدفت قريتين ومحيطهما في منطقتي قنديل وميتينا، كما ذكرت وكالة فرات نيوز الكردية للأنباء.

وألحقت القنابل أضرارا في حدائق وكروم القريتين، وهما على التوالي لويسي ودرجين، بحسب قوات الدفاع عن الشعب التي لم تشر أيضا إلى سقوط ضحايا، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.