نشطاء عراقيون يطالبون الحكومة بالتدخل لإطلاق سراح القبانجي

من موال لولاية الفقيه إلى معتقل في سجون إيران

TT

أكد ناشطون مدنيون وإعلاميون ومثقفون عراقيون أمس في وقفة احتجاجية، نظموها قرب مقر السفارة الإيرانية بالعاصمة بغداد، أن صمت الحكومة العراقية، وخصوصا وزارة الخارجية، على اعتقال المفكر الإسلامي أحمد القبانجي أمر مستهجن وغير مبرر، وطالبوا في هتافاتهم إلى إطلاق سراحه وحماية حرية الفكر والرأي والمعتقد في العراق.

واعتقل المفكر الإسلامي العراقي أحمد القبانجي، مؤخرا، خلال زيارته لمدينة قم الإيرانية، حيث يقيم بعض من أفراد أسرته، وينحدر القبانجي من مدينة النجف المولود فيها، في 2 يناير (كانون الثاني) 1950، ووالده هو المؤلف والباحث والخطيب حسن القبانجي الذي اغتيل من قبل النظام السابق بعد دخول قوات السلطة للنجف لقمع الانتفاضة الشعبية، وأمه هي ابنة رجل الدين محمد جواد الطباطبائي التبريزي، وهذا أهم أسباب توجهه الديني، حيث درس في الحوزة الدينية في النجف منذ عام 1974 الفقه والأصول على يد أساتذتها.

وشأنه شأن عدد من أغلب رجال الدين في النجف الذين كانوا يشعرون بالخوف من السلطة، في ظل نظام حزب البعث، وخاصة بعد اغتيال أربعة من أشقائه، مما دفعه في نهاية السبعينات إلى مغادرة العراق سرا إلى سوريا ولبنان عام 1979 بعد اعتقال أخيه الأكبر صدر الدين القبانجي، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، واستقر في إيران حيث درس في مدينة قم، وتبلور فكره أثناء وجوده في إيران، وعاد عام 2008 إلى العراق.

الإعلامي والكاتب سعدون ضمد، أحد المساهمين في الاحتجاج، قال لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى لإيصال أصواتنا للسلطات العراقية والإيرانية معا، لأجل المطالبة بإطلاق سراح المفكر أحمد القبانجي، على الرغم من اعتراضات الجهات الحكومية على تجمعنا، وعدم تعاونها مع المعتصمين». وأضاف: «تصرفت الجهات الأمنية معنا بطريقة غير مسؤولة وغير قانونية، عبر منعها الصحافيين والقنوات الإعلامية من تغطية المظاهرة، أو حتى حمل الجوال للتصوير، وحاولت تفريق المعتصمين بحجة عدم الحصول على موافقات».. بينما قال الناشط المدني ستار محسن: «ننتظر استجابة السفارة لمطالبنا التي سلمت لهم، وفي النية التوجه إلى وزارة الخارجية العراقية لتنفيذ اعتصامات ومسيرات متواصلة تشمل حتى مناطق الإقليم والبصرة حتى يطلق سراح القبانجي».

بدورها، دعت الناشطة المدنية نقية إسكندر إلى الإسراع بالكشف عن أسباب اعتقال القبانجي، والحث على إطلاق سراحه قبل أن يغيب في سجون النظام الإيراني التي لا تراعي القوانين الدولية في تعاملها مع المعتقلين.

من جانبه، أشار رجل الدين الشيخ أحمد إبراهيم حسن إلى أن اعتقال الشيخ القبانجي جاء بسبب اعتداله في الأفكار والمفاهيم الدينية، وقال: «لا يخفى على أحد أن الشيخ أحمد القبانجي من المفكرين الإسلاميين الليبراليين المعتدلين الذين يهاجمون الغلو ويحتكم في كل تصرفاته إلى العقل، وهو يمثل الانفتاح على كل المجالات، لذلك نراه يحضر عرضا مسرحيا أو موسيقيا، ولا يكترث لما يقوله عنه البعض، فهو رجل دين عصري يعزز ثقته بالإنسان وقدراته العقلية ولا يستند إلى الموروث بشكل تام».

ويرى البعض أن القبانجي يسعى إلى صياغة ما يصفه بالإسلام المدني الذي يتوافق مع العدالة وحقوق الإنسان.