«الحر» يعلن استهداف مواقع لحزب الله بعد انتهاء الـ48 ساعة.. ويهدد بالتصعيد

مصدر أمني لبناني يؤكد وقوع قذيفتين

TT

أعلن الجيش السوري الحر أمس عن قصفه الأراضي اللبنانية بعد انقضاء مهلة الـ48 ساعة التي سبق أن منحها لحزب الله للتوقف عن إطلاق صواريخ باتجاه المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة المعارضة بمنطقة القصير في حمص. وقال العقيد قاسم سعد الدين، قائد المجلس العسكري في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرد على مصادر إطلاق الصواريخ جاء بعدما لم تحرك الحكومة اللبنانية ساكنا أمام تجاوزات حزب الله الذي يعتدي على قرى في مناطق القصير»، مؤكدا وقوع خسائر بشرية في صفوف عناصره في هذا الهجوم. كذلك أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» وقوع قذيفتين في منطقة الهرمل من الجهة السورية، لكنه رفض في الوقت عينه تحديد موقعيهما.

وفي حين أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن حزب الله يرسل تعزيزات إلى مناطق في لبنان قرب الحدود السورية، نقلت «وكالة الأناضول» التركية عن مصادر لبنانية أن حزب الله أعلن التعبئة في صفوف عناصر في 8 قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، وأنه نصب عددا من المدافع والصواريخ ضمن هذه القرى. واعتبر العقيد سعد الدين، أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على وضع حد لتمادي حزب الله الذي يقوم منذ فترة بتجنيد عناصر لبنانيين وإيرانيين لمعركته في هذه المناطق الحدودية، التي بدأها بإطلاق صواريخ، مضيفا: «التزمنا بمهلة الـ48 ساعة من دون أن نرى أي خطوات عملية من قبل الدولة اللبنانية، بينما لم يتوقف حزب الله عن استفزاز الجيش الحر، وبالتالي لن نقف مكتوفي الأيدي أمام كل ما يحصل». كما أكد مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الأركان رفعت الجهوزية التامة وأمرت كافة الكتائب القريبة من منطقة القصير بالتوجه إلى مواقع المواجهات في القرى الحدودية الثماني.

لكن في المقابل، نفى مصدر ميداني في منطقة حوش السيد علي، التي قال الجيش الحر إنه تم استهدافها، لـ«الشرق الأوسط»، «وقوع أي استهداف لمواقع حزبية في المنطقة»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن الاشتباكات في هذه المناطق الحدودية، بين الجيش الحر وما قال إنهم الأهالي والسكان، لا تهدأ منذ فترة، موضحا أن «هؤلاء الأهالي الذين يدافعون عن أراضيهم ومنازلهم، يتلقون الدعم العسكري من الأسلحة الخفيفة وقذائف الـ(آر بي جي)، من حزب الله والحزب القومي السوري، للدفاع عن ممتلكاتهم ومنازلهم التي يحاول الجيش الحر الاستيلاء عليها وتهجيرهم من قراهم».

وفي سياق الحملة التصعيدية التي بدأها الجيش الحر ضد حزب الله، أعلن رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه «إذا لم يتوقف حزب الله عن قصف الجيش الحر والقرى السورية من الأراضي اللبنانية، نعلن حقنا في الدفاع عن النفس وسنرد على مصادر النيران»، مهددا بأنه بعد انتهاء المهلة، أمس، وإذا استمر القصف، فسيتم تكليف مجموعات تمتلك الأسلحة البعيدة المدى في المناطق المحيطة بالقصير أو خارجها للرد على مصادر النيران، مؤكدا أن حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الأسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص، وأضاف قائلا «لدينا إثباتات على ذلك».

في المقابل، وعلى الخط السياسي لهذه القضية ولا سيما لجهة تدخل حزب الله، استنكر رئيس كتلة تيار المستقبل، النائب سعد الحريري، هذا التدخل، سائلا في بيان له: «أين هي سياسة النأي بالنفس من استخدام الأراضي اللبنانية في الصراع الداخلي السوري، أم أن هذه السياسة تعفي حزب الله من توريط لبنان في هذا الصراع، وتعطيه حقا حصريا في استخدام السلاح على الجبهة اللبنانية - السورية؟!».