مجلس الشيوخ بالأرجنتين يقر اتفاقا مع إيران للتحقيق في تفجير مركز يهودي

قتل فيه 85 شخصا في بيونس آيرس عام 1994 * وزير الدفاع الإيراني الجنرال وحيدي ضمن قائمة المشتبه بهم

أعضاء مجلس الشيوخ الارجنتيني أثناء مناقشتهم الاتفافية مع ايران أمس (ا.ب)
TT

أقر مجلس الشيوخ في الأرجنتين أول من أمس اتفاقا مع إيران لتشكيل لجنة حقائق، دولية للتحقيق في حادثة تفجير مركز اجتماعي يهودي في عام 1994 في بيونس آيرس قتل فيه 85 شخصا.

وكانت الحكومتان قد توصلتا إلى الاتفاق الشهر الماضي بشأن كيفية التعامل مع الهجوم الذي اتهمت فيه السلطات القضائية الأرجنتينية مسؤولين إيرانيين منهم وزير الدفاع بالتورط. ونفت إيران أي صلة لها بالتفجير. وترفض كثير من الجماعات اليهودية في الأرجنتين وفي الخارج الاتفاق قائلة إنه يضفي مصداقية على إيران في وقت تقود فيه الولايات المتحدة جهودا لفرض عزلة على طهران بسبب برنامجها النووي.

ويقول منتقدون إن تدخل السلطة التنفيذية في مسائل قضائية أمر مخالف للدستور وإن النتائج التي تتوصل إليها اللجنة الدولية قد تضر بموقف الأرجنتين أمام القضاء.

ووافق أعضاء مجلس الشيوخ بأغلبية 39 صوتا مقابل 31 معارضا على الاتفاق مع رفض معظم المعارضة السياسية له. وسيحال الاتفاق الآن إلى المجلس الأدنى للبرلمان الذي يسيطر عليه أيضا حلفاء الحكومة وقد يجري التصويت عليه أوائل الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، أعربت الخارجية الإسرائيلية عن دهشتها من الاتفاق الذي أبرم بين الأرجنتين وإيران بشأن تشكيل لجنة للتحقيق في تفجير مركز الجالية اليهودي في بيونس آيرس عام 1994. وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الإسرائيلي يغال بالمور لوكالة الصحافة الفرنسية: «ننتظر تلقي المزيد من التفاصيل بعد أن طالبنا الأرجنتين بتوضيح الأمور لأن الموضوع شأن إسرائيلي». وسوف تتألف لجنة التحقيق من خمسة قضاة مستقلين ليس بينهم إيراني أو أرجنتيني. وكان القضاء الأرجنتيني قد حمل إيران مسؤولية التفجير الذي قتل فيه 85 شخصا. وتؤكد إيران دائما عدم وجود أي علاقة لها بالتفجير. ووصفت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فيرناندز كريشنر الاتفاق على تشكيل لجنة التحقيق بالتاريخي. وقالت: «الاتفاق يضمن الحق في التطبيق الواجب للقانون، وهو مبدأ أساسي في القانون الجنائي الدولي». وقالت كريشنر إن وزير الخارجية الأرجنتيني ونظيره الإيراني وقعا مذكرة تفاهم في هذا الشأن على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ولا يزال الاتفاق يحتاج إلى تصديق برلماني البلدين. وقالت الرئيسة الأرجنتينية في حسابها على «تويتر» للتواصل الاجتماعي، إن لجنة التحقيق المتفق على تشكيلها سوف «تحلل كل الوثائق المقدمة حتى الآن من جانب السلطات القضائية الأرجنتينية والإيرانية».

ونقل عن وزير الخارجية الأرجنتيني قوله إن «الاتفاق يتيح للمسؤولين القانونيين الأرجنتينيين استجواب مشتبه بهم إيرانيين في العاصمة الإيرانية طهران. الاتفاق يتيح للمسؤولين القانونيين الأرجنتينيين استجواب مشتبه بهم إيرانيين في طهران».

يذكر أن وزير الدفاع الإيراني الحالي الجنرال أحمد وحيدي ضمن قائمة المشتبه بهم التي أعدها المدعون الأرجنتينيون عندما أحالوا القضية إلى القضاء عام 2007.

وأعلن وزير الخارجية الأرجنتيني الأربعاء الماضي أن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الذي يشتبه بضلوعه في الهجوم سيخضع للاستجواب في طهران في إطار اتفاق أبرم بين البلدين. وقال الوزير هيكتور تيمرمان لإذاعة «لا ريد»: «سعيت إلى التأكد من وجود الجنرال وحيدي عندما يجري القاضي استجواباته.. وسيكون هناك بالفعل». وكان وحيدي قائدا لوحدة خاصة في الحرس الثوري الإيراني وقت تفجير المركز اليهودي. وقال المدعون الأرجنتينيون إن إيران خططت للهجوم ومولته، وإن حزب الله اللبناني هو الذي نفذه. ولم يدن القضاء الأرجنتيني أحدا في التفجير الذي نفذ بسيارة مفخخة ودمر المركز الثقافي اليهودي المكون من سبعة طوابق. وجاء الاتفاق الإيراني الأرجنتيني على تشكيل لجنة التحقيق بعد شهور من المفاوضات، التي تواجه انتقادات من جانب الجالية اليهودية. وتطالب الجالية اليهودية الأرجنتين باتخاذ موقف صارم يؤكد عزمها تقديم المشتبه فيهم للمحاكمة. ويتهم القضاء الأرجنتيني طهران بالضلوع في الهجوم على مقر الجمعية اليهودية الأرجنتينية، ويطالب بتسليم ثمانية مسؤولين إيرانيين، من بينهم وزير الدفاع الحالي أحمد وحيدي والرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني لمحاكمتهم. يذكر أن الاتفاق ينص على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق تتكون من خبراء أجانب يترشحون بشكل مشترك «لتحليل جميع الوثائق المقدمة حتى الآن من السلطات القضائية في الأرجنتين وإيران». وكانت الأرجنتين وإيران قد بدأتا مفاوضات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مقر الأمم المتحدة بجنيف للتوصل إلى اتفاق بشأن الدعاوى القضائية العالقة في إطار التحقيق في هذا التفجير.