شباب مصريون معارضون يحاصرون «الإخوان» بسلاح السخرية

«رحلة رئاسية إلى الفضاء» ودوري كرة قدم أمام مقرهم بالمقطم

TT

بجدية من اكتشف لتوه حقيقة علمية، قال الناشط الشاب محمد الزيات «تعرف لماذا يصوت الصعايدة (سكان مصر العليا) للرئيس (محمد) مرسي وجماعة الإخوان المسلمين (التي ينتمي لها الرئيس).. لكي يكف الناس عن التنكيت عليهم ويتفرغوا للتنكيت على الإخوان». كانت هذه هي الإجابة التي اعتمدها جيل مصري شاب وساخر لتفسير سلوك انتخابي يتكرر ديموغرافيا.

واعتاد المصريون المعروفون بحس الفكاهة أن تنصب نكاتهم على شخصية الصعيدي، لكن ارتفع إيقاع السخرية ضد الرئيس مرسي وتحول إلى ما يشبه واقع مضاد يحاصر به شباب الثورة نظاما جديدا بدأت معالمه تتشكل منذ تولي العضو السابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان مقاليد السلطة منتصف العام الماضي.

وتجاوزت السخرية إيقاعها المعتاد خلال الأيام الماضية لتغادر أرض اللغة، وتتبلور في ممارسات عملية كان آخرها حملة تبنتها حركة شباب 6 أبريل لإرسال الرئيس مرسي في رحلة فضائية.

وبينما كانت أكاديمية «آكس أبوللو» وهي معهد مختص بعلوم الفضاء، تعلن عن مسابقة بالتعاون مع وكالة ناسا الأميركية لاختيار 22 شخصا للسفر إلى الفضاء في رحلة على نفقة الشركة، قادت حركة شباب 6 أبريل حملة تحت شعار «الحملة الشعبية لإرسال مرسي وراء الشمس»، متجاوزة أحزان مقتل عدد من أعضائها خلال مواجهات في عدة محافظات خلال الفترة الماضية.

وفي خضم الصراع السياسي الذي تشهده البلاد وسط جدل بشأن مقاطعة القوى السياسية الرئيسية لانتخابات البرلمان وتنظيم المظاهرات الحاشدة، وجد النشطاء الذين يقودون حملة لبدء عصيان مدني شامل، الوقت الكافي للمشاركة في التصويت بمسابقة أكاديمية «آكس أبوللو»، ليتقدم الرئيس مرسي إلى المركز الثالث ضمن قائمة الشخصيات المرشحة للرحلة خلال يومين فقط.

الزيات الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» في مقهى قريب من ميدان التحرير حيث يواصل العشرات اعتصامهم فيه اعتراضا على حكم الإخوان منذ نحو أربعة أشهر، أشار إلى أن الروح الساخرة التي تحلى بها شباب الثورة كادت تختفي مع احتدام العنف بين المتظاهرين والشرطة خلال الشهرين الماضيين، يقول: «كان هذا مؤشرا سلبيا جدا، لذلك يوجد تفاؤل كبير مع عودة هذه الروح».

أضاف الزيات: «على أي حال يبدو قيام الرئيس مرسي برحلة للفضاء أمر أقرب لتخصصه العلمي من رئاسة الجمهورية». وحصل الرئيس مرسي على درجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1982 في حماية محركات مركبات الفضاء.

وبدا واضحا اهتمام قيادات شباب ثورة 25 يناير بتجربة إرسال الرئيس مرسي للفضاء، وعلى صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي كتب زياد العليمي أحد أبرز قيادات شباب الثورة والبرلماني السابق، أمس: «مبروك يا شباب، (الرئيس) مرسي وصل المركز الثاني، لا تبخلوا عليه بصوتكم».

ولم تسلم جماعة الإخوان من الهجمة الساخرة التي طالت الرئيس، حيث نظم العشرات من الشباب أول من أمس دورة كرة قدم مصغرة قرب مقر المركز العام للجماعة بضاحية المقطم، تحت شعار «المجد للشهداء»، كطريقة جديدة للاعتراض الساخر على حكم الإخوان، وللتنديد بتجاهل الجماعة تنفيذ وعودها بالقصاص للشهداء.

وبينما كان شباب الحي من منظمي المسابقة يحتفلون على طريقة الألتراس مستخدمين الألعاب النارية والطبول في تشجيع الفرق التي حملت أسماء من قبيل «الشاطر» (في إشارة لنائب المرشد خيرت الشاطر) و«الثورة مستمرة»، والطرف الثالث (وهو تعبير شاع استخدامه لوصف المخربين خلال المظاهرات بين الأمن والمتظاهرين)، شهد محيط مقر الإخوان تواجدا أمنيا مكثفا من قبل قوات الأمن المركزي التي حركت 7 عربات أمن مركزي بالإضافة إلى مصفحة تابعة للشرطة وسيارة إطفاء.

وبات تنظيم مباريات لكرة القدم صيحة جديدة في أساليب النضال السلمي في مصر، فالتجربة الأخيرة تم استنساخها من تجربة مدن القناة (بورسعيد والإسماعيلية والسويس) خلال الشهر الماضي، حين تحدى سكان المدن القناة قرار الرئيس مرسي بفرض حظر التجول بعد أحداث عنف شهدتها المحافظات الثلاث وراح ضحيتها نحو 55 شخصا، عبر تنظيم دوري لكرة القدم مع بدء ساعات حظر التجول.