قيادات إسرائيلية تدعو مصر لإعادة سفيرها إلى تل أبيب

مراقبون: الغرض من الدعوة التأكد من نوايا النظام المصري بعد زيارة الرئيس الإيراني

TT

فيما دعت مصادر سياسية كبيرة في إسرائيل، أمس، السلطات المصرية لإعادة السفير المصري عاطف سالم إلى تل أبيب، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، إن «الغرض من هذه الدعوات التأكد من نوايا النظام المصري بعد زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وإصرار إسرائيل على استمرار وجود علاقة دبلوماسية مع مصر، لأنه من دون هذه المطالبات والدعوات سيموت الموضوع ويبقى السفير المصري لدى إسرائيل في القاهرة».

وكان الرئيس محمد مرسي قد أصدر قرارا في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي باستدعاء السفير المصري لدى إسرائيل إلى القاهرة في أعقاب عملية «عمود السحاب» في قطاع غزة. وحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، فإن «المصادر الإسرائيلية قالت في تصريحات لراديو «صوت إسرائيل» أمس إن «فترة طويلة مضت منذ انتهاء هذه العملية، وإن الهدوء يسود الميدان وذلك بفضل الدور البناء والإيجابي لمصر في إطار التفاهمات التي تم التوصل إليها في أعقاب العملية العسكرية في غزة».

وتابعت الوكالة الرسمية أن المصادر الإسرائيلية أعربت عن أسفها لعدم وجود قناة اتصال مباشرة بين الرئيس المصري محمد مرسي وأي من المسؤولين الإسرائيليين الكبار، إلا أنها أشارت إلى أنه بخلاف ذلك هناك علاقات وتعاون وثيق على المستويات السياسية والعسكرية بين الجانبين، وقد اتضح ذلك في زيارة الوفود العسكرية الإسرائيلية والمصرية لكلا الجانبين مؤخرا.

من جانبها، قالت نهى بكر لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك عدة رؤى تحدد هذه الدعوة، الأولى هي أن مصر موقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل وتوجد بين البلدين علاقات دبلوماسية، والمطالبة بعودة السفير المصري أمر مشروع لإسرائيل.. والثانية أن هناك حالة من الاحتقان الشديد في الشارع المصري الآن والذي قد تشعله عودة السفير المصري لإسرائيل، خاصة مع وجود شقاق بين جماعة الإخوان المسلمين (التي ينتمي لها الرئيس مرسي) والتيار السلفي الذي يتشدد ضد إسرائيل أكثر من (الإخوان)». وتابعت «هناك عامل ثالث من الممكن أن يمرر عودة السفير المصري لإسرائيل، وهو أن المواطن المصري مشغول الآن بالأمور الداخلية في البلاد خاصة الانتخابات التشريعية».

وحول ما إذا كان انشغال المصريين بما يدور في البلاد هو الأمر الذي دفع بإسرائيل لطرح هذا الأمر الآن، أكدت بكر «لا، لأن إسرائيل تدرك أهمية وجود علاقات دبلوماسية معها، وتعرف أن أمنها مرتبط بالحفاظ على معاهدة (كامب ديفيد) بكل ما تشمله من بنود، وهي تحاول أن توجد لمصر خطيئة أمام العالم بأن مصر هي التي ترفض عودة السفير»، مضيفة أن «إسرائيل في حالة قلق الآن، ودائما لديها تشكك في الخطاب الرسمي الذي تعلنه مصر في ما يخص المعاهدات الدولية، ولديها تخوفات أمنية مما يحدث في سيناء والعلاقات بين مصر وحماس».

وحول ما إذا كانت مصر ستستجيب لطلب إسرائيل قالت بكر «لا أحد يمكنه تصور موقف النظام المصري».