«الرقة الأبية على دروب الحرية».. جمعة يتجدد فيها القتال والتظاهر

شائعات تعم دمشق لتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة

TT

خرجت مظاهرات في عموم سوريا للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، في جمعة أطلق عليها ناشطو الثورة تسمية «الرقة الأبية على دروب الحرية». وكانت أكبر المظاهرات في محافظتي إدلب وحلب الواقع جزء كبير منهما تحت سيطرة الجيش الحر. أما في العاصمة السورية فانتشرت شائعة تحويل دمشق لمنطقة عسكرية في عموم المدينة، وذلك بعدما نقل موقع معارض عن مصادر وصفها بـ«الرفيعة والمتعاونة مع الثورة» توقيع الأسد لهذا القرار، الثلاثاء الماضي.

وتابع المصدر: «لقد أصدر القائد العام للجيش والقوات المسلحة أمرا بحسم معركة دمشق خلال هذا الأسبوع»، وبموجب هذا الإعلان سيكون للجيش النظامي الحق في إيقاف الحركة بالمدينة، وما حولها ودخول البيوت وتفتيشها واعتقال أي شخص من دون أي إجراءات. وأضاف المصدر: «لقد تم إخلاء كل المشافي الحكومية والعسكرية تمهيدا لمعركة الحسم العسكري».

ولم يتم التأكد من صحة تلك المعلومات، التي أوردها الموقع المعارض، إلا أن التطورات الميدانية على الأرض تشير إلى تصعيد كبير في أحياء دمشق الجنوبية والشرقية منها.

ففي المنطقة الشرقية، وفي حي برزة بالتحديد، قال الناشط الميداني أحمد الدمشقي لـ«الشرق الأوسط» إن حركة نزوح كبيرة شهدتها «منطقة مساكن برزة بعد ليلة شهدت اشتباكات وقصفا عنيفا على المنطقة»، لافتا إلى أن قوات النظام أنذرت الأهالي لإخلاء منازلهم، كما قامت بمداهمة بعض المنازل واعتقلت عدد من الشباب هناك». كما قامت قوات النظام بنشر المزيد من القناصة على سطح مبنى فرع مكافحة المخدرات، وعلى المقر الأمني للفرع 211 والبرج المجاور له، وقام هؤلاء بإطلاق النار عشوائيا لمنع حركة الناس في المناطق المحيطة، بينما تم هدم عدد من المنازل الواقعة مقابل المقر الأمني.

وفي المنطقة نفسها، لكن في حي القابون، قال الدمشقي إن «طائرات النظام شنت غارة جوية على المنطقة الصناعية، وضربت 4 صواريخ أحدثت دمارا هائلا وحريقا هائلا في المنطقة»، كما تعرض حي جوبر المجاور لقصف عنيف ترددت أصداؤه في الأحياء المجاورة، في وقت سقطت فيه قذيفة هاون أطلقها الجيش الحر على بناء سكني في حي العباسيين محدثة أضرارا مادية، بالتواكب مع غارة للطيران الحربي التابع لقوات النظام على بلدة سقبا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

أما في جنوب العاصمة، هاجم مقاتلو الجيش الحر نقاط تمركز للنظام في شارع نسرين، أحد معاقل قوات النظام والموالين له بالقرب من حي التضامن وتمكن الجيش الحر من تدمير مدرعة لقوات النظام. وشوهدت أعمدة دخان كثيف تتصاعد من مخيم اليرموك بالتزامن مع سماع أصوات اشتباكات عنيفة في المنطقة، وأفاد المكتب الإعلامي في لواء زيد بن ثابت الأنصاري بأنه تم «تدمير دبابة وعربة (بر دي إم) بالقرب من شارع نسرين بعد (معارك عنيفة مع شبيحة النظام)، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 5 من الشبيحة ومقاتل من الجيش الحر، وإصابة آخر بجروح بالغة.

وفي تطورات أخرى، أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية - كتيبة الزبير ابن العوام، قيامها بتأمين انشقاق 20 عسكريا من جنود النظام بالتنسيق مع الكتائب والألوية الإسلامية في ريف دمشق، وقالت إنه عملت على تأمين «وصولهم إلى مناطقهم للالتحاق بصفوف الثوار، وهم من قطاعات متعددة، منها: الحرس الجمهوري - الفرقة الرابعة - قيادة القوات الخاصة القابون - مطار السين - دفاع جوي 42 - مشفى الشرطة - الشرطة العسكرية القابون - إدارة المركبات رحبة 647 والفرقة الأولى كتيبة 19».

وعلى صعيد المظاهرات، خرجت مظاهرات في حي العسالي وحي الصالحية، والعسالي هتفوا: «بدنا نحارب ونقاوم». لكن العبارة الأقوى لهذا الأسبوع كانت في بلدة كلي في محافظة إدلب، حيث وجه المتظاهرون رسائل لاذعة للإنسانية، وحملوا لافتة كتبوا عليها «سقطت تفاحة فاكتشفت الجاذبية.. يسقط كل يوم 100 شهيد، وحتى الآن لم تكتشف الإنسانية».