الائتلاف يقاطع «أصدقاء سوريا» في روما.. ويجتمع في إسطنبول لتشكيل حكومة

رفض زيارة موسكو وواشنطن وحمل الأولى مسؤولية أخلاقية ودعا الثانية لترجمة الأقوال بالأفعال

جانب من الدمار الذي حل بسوق الزهراوي في حلب (رويترز)
TT

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الليلة قبل الماضية مقاطعته اجتماعات دولية وذلك احتجاجا على الصمت الدولي على تكرار قصف حلب بصواريخ سكود الباليستية، كما أعلن في نفس البيان أنه اتفق على تشكيل حكومة انتقالية في اجتماع له في إسطنبول التركية في الثاني من مارس (آذار) القادم.

وجاء قرار الائتلاف المعارض بعد سقوط صاروخ قال ناشطون إنه من طراز «سكود» ليلة أول من أمس على حي طريق الباب في حلب مما أدى إلى مقتل 29 مدنيا وجرح العشرات.

وكانت هجمات صاروخية مماثلة، يقول ناشطون إنها تنطلق من ريف دمشق، قد وقعت على أحياء وبلدات أخرى في حلب خلفت عددا كبيرا من القتلى في الأيام القليلة الماضية.

ويؤكد الناشط السياسي من حلب حارث عبد الحق أن نظام الأسد لم يبدأ استخدام الصواريخ البالستية إلا بعد التحذير، أو لنقل الإذن، الذي أطلقه الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن استخدام السلاح الكيميائي خط أحمر معتبرا أن هذا التحذير يعني ضمنا السماح باستخدام كل ما يملكه النظام من سلاح ضد شعبه بما في ذلك الصواريخ الباليستية.

ويقدر عبد الحق عدد الصواريخ البالستية التي قصف بها نظام الأسد محافظة حلب بأربعين صاروخا الأمر الذي أسفر وفقا لإحصائيات الثورة السورية عن مصرع ما لا يقل عن ثلاثمائة قتيل ذاك أن عددا كبيرا من هذه الصواريخ سقط في مناطق غير مأهولة أو خارج المدن والقرى بحسب عبد الحق.

ويقول عبد الحق إن أول صاروخ «سكود» سقط على محافظة حلب تم عقب سيطرة الجيش الحر على الفوج 111 القريب من دارة عزة، التي لا تبعد عن الحدود التركية سوى 20 كم، في بداية ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. ويضيف الناشط أن الصواريخ كانت تطلق في البداية على ريف حلب وكان يسقط معظمها في المناطق غير المأهولة لكن الذي كان يخشاه الناس حدث الآن، فصواريخ «سكود» تسقط هذه الأيام في مدينة حلب ذات الكثافة السكانية وفي الأحياء الفقيرة ذات الأبنية الهشة كحي جبل بدرو الذي فاق عدد شهدائه 100 شهيد بالإضافة إلى 200 جريح.

واحتجاجا على ما وصفه بـ«الصمت الدولي حيال تدمير حلب» أعلن الائتلاف تعليق مشاركته في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» المقرر عقده في روما في 28 فبراير (شباط) الحالي. وأكد بيان الائتلاف أن «مئات المدنيين العزل يستشهدون بسبب القصف بصواريخ (سكود)، ويجري تدمير مدينة التاريخ والحضارة حلب بشكل ممنهج، إضافة إلى ملايين المهجرين، ومئات ألوف المعتقلين والجرحى والأيتام.» كما قرر الائتلاف عدم تلبية الدعوة لزيارة روسيا والولايات المتحدة، محملا في بيانه «القيادة الروسية مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية لكونها ما تزال تدعم النظام بالسلاح».

أما فيما يخص زيارة واشنطن، التي يتم الإعداد لها منذ أسابيع، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني في تصريح لوكالة «فرانس 24» الناطقة بالعربية أن «زيارتنا إلى واشنطن معلقة فقط وننتظر من واشنطن مواقف يتطابق فيه ما تقوله عن دعمها للديمقراطية». وأضاف أن الولايات المتحدة قوة قيادية في العالم كما هي فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. هؤلاء لم يستطيعوا أن يوقفوا جزارا عن مجازره بحق شعبنا، في إشارة إلى بشار الأسد.

وكان من المقرر أن يتوجه رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب في نهاية الأسبوع الأول من مارس القادم إلى موسكو. كما تلقى دعوة إلى واشنطن من مساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز خلال الاجتماع الأخير لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في 12 ديسمبر في المغرب.

إلى ذلك من المقرر أن يجتمع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في مدينة إسطنبول التركية وذلك في الثاني من مارس القادم لتشكيل حكومة انتقالية في المدن والمناطق والبلدات التي تسيطر عليها مختلف القوى المسلحة منها الجيش السوري الحر وجماعة الإخوان المسلمين وفرع الاتحاد الديمقراطي الكردستاني فرع سوريا الذي يعتبر امتدادا لمنظمة حزب العمل الانفصالي «بي كي كي» التركي.

وكان الناطق باسم الائتلاف قد قال أول من أمس «اتفقنا على ضرورة تشكيل حكومة لتدبير الأمور في المناطق المحررة»، لافتا إلى أن الائتلاف سيجتمع لتحديد هوية رئيس هذه الحكومة وأعضائها. وأوضح أعضاء في الائتلاف أن هذا الاجتماع سيعقد في مدينة إسطنبول التركية. وعلمت «الشرق الأوسط»، عبر عضو في الائتلاف فضل عدم الكشف عن اسمه أن الاسم الوحيد المطروح بقوة لتولي أعمال الحكومة المؤقتة هو رياض الحجاب رئيس الوزراء السوري المنشق في العام الماضي، الذي يحظى اسمه، بحسب المصدر ذاته بالتوافق.

يذكر أن الائتلاف السوري المعارض اختتم في العاصمة المصرية القاهرة اجتماعات بدأها يوم الخميس الماضي بحث خلالها الطرح الذي تقدم به رئيسه معاذ الخطيب لجهة إجراء حوار مباشر مع ممثلين للنظام السوري لم تتلطخ أيديهم بالدماء.