اليمن: «الحراكيون» يهاجمون مقرات حزب الإصلاح الإسلامي في الجنوب

اجتماع لقيادات أمنية وعسكرية.. وهادي يحذر من تأثر خطوط التجارة البحرية

يمنية تشارك في مظاهرة ضد العنف في صنعاء أمس (رويترز)
TT

ندد حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، الشريك في حكومة الوفاق الوطني، بالأعمال «الانتقامية» التي استهدفت مقراته ومصالحه في جنوب اليمن، في وقت نجا فيه قائد عسكري بارز من محاولة اغتيال.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من مقرات حزب الإصلاح تعرضت للحرق والإغلاق والحصار من قبل مسلحين محسوبين على الحراك الجنوبي، واتهم حزب الإصلاح عناصر وصفها بـ«الحراك الإيراني»، حسب وصفه، من يوالون الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض، بمداهمة عدد من مقراته في عدن وحضرموت ولحج، والقيام بحرق ونهب والاعتداء على تلك المقرات، وأكد الحزب الإسلامي البارز أن فعالية العصيان المدني التي دعا إليها الحراك الموالي للبيض فشلت، ولم تتم الاستجابة لها من قبل المواطنين في الجنوب، وقال مصدر في «الإصلاح» لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن اسمه، إن ما يصفه بـ«الحراك الإيراني»، في إشارة إلى جماعة البيض، يسعون إلى «تخريب الحياة السياسية اليمنية وإفشال التسوية السياسية ممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، وإلى «إحباط مساعي الرئيس عبد ربه منصور هادي في الوصول بالمرحلة الانتقالية إلى نهاية المطاف»، مؤكدا أن «مجاميع كبيرة من عناصر الحراك التابع للبيض يحظون بفرصة التسلح، وأن السلاح الذي يأتي إليهم هو من إيران»، وفي السياق ذاته، اتهم مصدر آخر في حزب التجمع اليمني للإصلاح «إيران بالسعي إلى السيطرة على الممرات الدولية للمياه الدولية وخليج عدن عبر حراكها المسلح».

وتأتي هذه التطورات عقب لعب حزب الإصلاح الإسلامي دورا مباشرا وكبيرا في الحشد للاحتفال بمناسبة مرور عام على انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهي الاحتفالات التي أدت إلى توترات أمنية غير مسبوقة منذ فترة طويلة في جنوب اليمن، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص من أنصار الحراك الجنوبي وغيرهم، واعتبر حزب الإصلاح، في بيان صادر عنه، أن التحالف القائم بين نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي في شمال اليمن وجماعة الحراك الجنوبي، يقوم على أساس «الاعتداءات على مقرات الإصلاح بهدف جره إلى المواجهات والمصادمات كونه يقف حاجزا منيعا أمام المشاريع الصغيرة التي من أهدافها تشظي البلاد وإدخالها في أتون الحروب والصراعات، ليتسنى لها تحقيق مشاريعها ومحاولة العودة بالوطن إلى براثن التوريث والاستبداد».

ولليوم الثالث على التوالي، تشهد مدينة عدن مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين من عناصر الحراك الجنوبي، بعد التصعيد المتمثل في الاحتفال بذكرى مرور عام على انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن بحشد مليوني، وكذا حملة الاعتقالات التي نفذتها أجهزة الأمن في صفوف ناشطين بارزين في صفوف الحراك قبل الاحتفال بيوم 21 فبراير (شباط).

وأفاد شهود عيان في عدن بمقتل شخص واحد على الأقل، وجرح آخرين في إطلاق نار عشوائي على بعض مناطق المحافظة، وذلك بعد مقتل قرابة 7 أشخاص في مواجهات مع قوات الأمن، الخميس الماضي، بالتزامن مع الاحتفال بذكرى انتخابات الرئاسية.

إلى ذلك، أدى ارتفاع منسوب العنف في مدينة عدن إلى استنفار أمني واسع للقيادات الأمنية والعسكرية وقيادات السلطة المحلية، حيث نقلت قناة «بي بي سي» عن مصادرها أن اجتماعا طارئا يضم قيادات السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الجنوبية ووزير الدفاع عقدوا اجتماعا لتدارس تلك التطورات وخيارات التعامل مع «موجة العنف المتصاعدة في الجنوب». وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي شن هجوما الخميس الماضي على الحراك الجنوبي الانفصالي، واتهمه بتلقي دعم مالي وإعلامي وسلاح من إيران. وحذر هادي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لقيادات وزارة الداخلية من أن العنف لن يحل القضية الجنوبية، ودعا كل الأطراف الجنوبية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق في الثامن عشر من مارس (آذار) المقبل. وفي موضوع آخر، قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بزيارة، أمس، إلى القاعدة الجوية في صنعاء، وذلك بعد أيام على سقوط طائرة حربية على حي سكني في صنعاء، والتسبب في مقتل 12 شخصا وتدمير وإحراق عدد من المنازل، وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إن هادي تحرى عن أسباب سقوط الطائرة العسكرية «سوخوي 22» على حي القادسية في صنعاء، وأكد على ضرورة منع تحليق الطيران العسكري على المناطق الآهلة بالسكان، وعلى هامش اللقاء، أكد هادي على «سلامة ووحدة الوطن، لا شمال ولا جنوب لا غرب ولا شرق، وحدة التراب اليمني هي أساس مبدئي للمواطنة المتساوية والعيش الكريم لكل أبناء اليمن»، وعلى أن تعرض باب المندب وخليج عدن للزعزعة الأمنية «يؤثر تأثيرا خطيرا علي الاقتصاد والتبادل التجاري العالمي. من أجل ذلك، سارعت الدول الـ5 دائمة العضوية بالتشاور مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتجاوب المجتمع الدولي بأسره من أجل سلامة وامن واستقرار اليمن وتجنيبه الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر، وكان ذلك ردا على رسائلنا إلى قادة الدول الـ5 دائمة العضوية في ذروة الأزمة واشتداد أوارها، وبالفعل أسرعوا في مساعدة اليمن جميعا، ولن ينسي لهم التاريخ هذا التحرك الإنساني والسريع».