قراصنة يضعون صورة الأسير على الموقع الإلكتروني للبرلمان ويهاجمون حزب الله

وزير الداخلية يحمل الشيخ السلفي مسؤولية «التوتر الأمني في صيدا»

الشيخ أحمد الأسير يمر على دراجة هوائية بجانب لافتة تنادي بعدم هيمنة السلاح على اللبنانيين
TT

تصدرت صورة إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، الشيخ السلفي أحمد الأسير، أمس، الموقع الإلكتروني لمجلس النواب اللبناني الذي تعرض للقرصنة إذ استطاع من أطلق على نفسه «فريق القرصنة الكويتي» قرصنة الموقع. وأرفق القراصنة إلى جانب صورة الأسير، رسالة تهاجم حزب الله وتحذره من استمراره بدعم النظام السوري.

وقال القراصنة في نص الرسالة: «لكم الله يا أهل السنة في لبنان كم عشتم في تضيق واضطهاد وتهميش من حزب الله الذي ادعى أنه يدافع عن الإسلام والمسلمين، والآن تعدى التضييق على أهل السنة والجماعة في لبنان من حكومة وحزب وصار يعبر الدول وطال دولة سوريا الحبيبة بعد هروب (الرئيس السوري) بشار (الأسد) النعجة منها وقتل أخيه أخزاهم الله في الدنيا والآخرة».

ويرأس مجلس النواب نبيه بري الذي يعتبر حليفا أساسيا لحزب الله في لبنان. أما الشيخ السلفي أحمد الأسير، فيعتبر مناهضا لحزب الله وهو مطالب بنزع سلاحه ومؤيد للثورة السورية، ويحمل على الحزب في تصريحاته بشكل دائم.

وبعد ساعة من قرصنة الموقع، استطاع قسم المعلوماتية في مجلس النواب إزالة الصورة والنص، لكنه لم يتمكن، حتى فترة بعد الظهر، من إعادة الموقع الرسمي إلى ما كان عليه. وقال مصدر بارز في المجلس لـ«الشرق الأوسط» إن الموقع «تعرض أكثر من مرة لمحاولات اختراقه، لكن عمليات القرصنة باءت بالفشل»، مشيرا إلى أن هذه الهجمة الإلكترونية «كانت الأعنف للمرة الأولى». وإذ أشار إلى أن «لا خيوط بعد تدل على مشتبه بهم»، أكد المصدر أن الملف «بات بعهدة القضاء اللبناني الذي فتح تحقيقا بالحادث».

وأعلنت الأمانة العامة للمجلس أن موقعه الإلكتروني تعرض لعملية قرصنة من مجموعة تطلق على نفسها اسم «فريق القرصنة الكويتي»، مشيرة في بيان، إلى أن «الإدارة المختصة في المجلس عملت على معالجة الأمر»، متوعدة بـ«ملاحقة المسؤولين عن هذه القرصنة قضائيا».

بدوره، نفى مدير مكتب الشيخ الأسير لـ«الشرق الأوسط» مسؤولية الشيخ أو مناصريه عن قرصنة الموقع. وقال: «لا علاقة لنا بالأمر ولا نعرف الجهة المقرصنة»، مشددا على أننا «نرفض قرصنة الموقع»، لافتا إلى أن الأسير «دعا القراصنة لإعادة الموقع إلى طبيعته فورا».

وعما إذا كان القراصنة يعمدون إلى توريط الشيخ الأسير في مشكلة مع الأجهزة الرسمية اللبنانية، عبر تحميله مسؤولية اختراق الموقع، قال: «الشيخ لا يعرفهم، وقد يكونون من محبيه، ولا أعتقد.. لأنهم يقصدون توريط الشيخ في مشكلة مع الأجهزة الرسمية اللبنانية».

في هذا الوقت، وضع الشيخ الأسير نفسه بمواجهة الأجهزة الأمنية اللبنانية، على خلفية ظهوره المسلح أول من أمس في صيدا، بعد تأكيده مرات كثيرة أن تحركاته سلمية، وأن مناصريه لا يحملون السلاح.

وظهر الأسير، للمرة الأولى عبر شاشات التلفزة، يحمل بندقية بعدما زعم أن عناصر من حزب الله يسكنون في شقق في بلدة عبرا المتاخمة لمسجد بلال بن رباح، لمراقبته، وهو الأمر الذي نفاه وزير الداخلية مروان شربل، مؤكدا أن «قوى الأمن الداخلي قامت باستطلاع المنطقة، وتأكدت أنه لا يوجد إلا مكتب قديم جدا عمره أكثر من 15 عاما، ولا يتردد عليه أحد غالبا باستثناء شخصين مدنيين». ورفض الأسير التعليق على كلام وزير الداخلية، مكتفيا بالقول: «هناك شهود يؤكدون ما كشفنا عنه».

وحمّل الوزير شربل الشيخ السلفي مسؤولية توتر الوضع الأمني في صيدا. وقال: «من يوتر الأوضاع في صيدا يتحمل المسؤولية، وإذا أراد الأسير توتير الوضع في عبرا فإن المسؤولية ستقع عليه، ويجب عدم التسرع». وفي حديث تلفزيوني، أكد شربل أن الأسير ظهر مسلحا في صيدا، مشيرا إلى «إننا نعالج الموضوع بحكمة وروية»، مشددا على أنه «ليس مسموحا للشيخ أحمد الأسير وغيره حمل السلاح». ودعا شربل لعدم انتقاد الأجهزة الأمنية، «لأنه إذا انفجرت في صيدا ستنفجر في عكار وطرابلس وبعلبك». وأضاف: «لا يكفي أن تنأى الحكومة بنفسها عن الأحداث السورية، ويجب على السياسيين والمواطنين أيضا أن ينأوا بأنفسهم».